شمس نيوز / عبد الله عبيد
لم تختلف حال أسواق مدينة رام الله عنها في قطاع غزة، حيث تشهد ركوداً كبيراً وغير مسبوق، فمن المفترض أن يزداد إقبال المواطنين عليها مع قدوم الشهر الفضيل، بعدما شرع التجار والباعة بعرض أجود أنواع منتجاتهم للمواطنين على أمل أن يزداد دخلهم في شهر الخير والبركة.
رمضان هذا العام يختلف في مدينة رام الله، فموظفو السلطة لم يتسلموا رواتبهم وغلاء معيشي مشهود، ناهيك أيضاً عن الأسعار المرتفعة للمواد الغذائية والمستلزمات، إضافة إلى الحالة السياسية التي تشهدها مدن الضفة دون استثناء، الأمر الذي أثّر على حالة الأسواق وجعلها في ركود تام.
غلاء الأسعار
المواطن كريم الحج يقول إن " احتياجات أسرته طيلة شهر رمضان كثيرة، ومع عدم استلام الرواتب لهذا الوقت أصبح غير قادر على تلبيتها كافة"، مشيراً إلى أن أسواق رام الله تشهد غلاء في أسعار المستلزمات.
ويضيف الحج خلال حديثه لـ "شمس نيوز": اعتمادنا بشكل كبير على الرواتب التي نحصل عليها، ومن المفترض أن تسلمنا السلطة الرواتب قبل رمضان وهذا ما لم يحصل بالفعل، لأن احتياجات ومتطلبات رمضان كثيرة".
ويتابع الحج "وبالرغم من المعاناة اليومية فإننا نحمد الله على كل شيء فهذا قدرنا ونصيبنا ويجب علينا أن نرضى مهما كلفنا ذلك من صعاب".
ويبين التاجر أبو أحمد والذي يدير محلاً تجارياً في أحد الأسواق لـ"شمس نيوز" أنه يستعد في كل عام لاستقبال شهر رمضان، من حيث توفير البضائع اللازمة والخاصة بهذا الشهر الفضيل كأحد العادات الرمضانية الاستهلاكية.
ويشتكي أبو أحمد من ضعف الإقبال على المواد الاستهلاكية ، قائلاً: "هذا الضعف الملموس لم نشهده في السنوات السابقة".
ولفت أبو أحمد إلى أن الأوضاع التي تشهدها الضفة المحتلة من غلاء معيشة وارتفاع للأسعار وأوضاع اقتصادية صعبة، له دور كبير في عدم إقبال المواطنين على الأسواق والمواد الغذائية.
يعتمد على الرواتب
أما البروفسور أنور أبو الرب خبير اقتصادي، فأرجع مشكلة الاقتصاد الفلسطيني إلى تأزم الراتب، مضيفاً لـ"شمس نيوز" : المشكلة الحقيقية التي يعيشها الاقتصاد الفلسطيني حالياً يعتمد بدرجة أساسية على الرواتب".
وأضاف قائلاً: "حجم الاستثمار في الضفة الغربية في حالة تراجع ويعود السبب في ذلك إلى سيطرة (إسرائيل) على المعابر وعلى كافة المنافذ، ناهيك عن الحصار الذي تفرضه على الضفة وغزة أيضاً"، مشدداً على أن هذه العوامل تشكل سبباً رئيساً في حالة الركود المشهودة في الأسواق الفلسطينية سواء بغزة أو الضفة.
وبحسب أبو الرب فإن من عوامل نجاح الاقتصاد توفر الأسواق وحرية الحركة وقوانين وأنظمة واستقرار وأمن، وهذا كله غير متوفر بالضفة الغربية"، مبيّناً أن الاقتصاد في الضفة الغربية يعتمد بدرجة أساسية على الرواتب.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن حال الأسواق بالضفة المحتلة لا تختلف عنها في غزة، فكليهما يعاني من احتلال يتحكم ويسيطر على مناحي الحياة الاقتصادية، حسب قول أبو الرب.