شمس نيوز / عبدالله مغاري
تقرير للرباعية الدولية لم يلق سوى الرفض الفلسطيني باعتبار أنه ساوى بين الضحية والجلاد, ومبادرة فرنسية تعيش أسوا مراحل المخاض, خاصة مع جرعات الإجهاض التي تقدمها أميركا وإسرائيل, وجهود مصرية لم تتضح نتائجها بعد ,هذا ما كان نصيب القضية الفلسطينية من الجهود السياسية الدولية المتزاحمة بالمنطقة خلال الأشهر الماضية .
حسب مراقبون فأن الجهود السياسية الدولية لا تنذر بأي تقدم يذكر. خاصة مع استمرار تنكر الاحتلال للحقوق الفلسطينية ورفضه لمبادرة باريس التي تعتبرها السلطة الطريق الأمثل لكسر الجمود السياسي في هذه المرحلة, مع ترجيحات بإفشال إسرائيل لجهود القاهرة والتي تسعى مصر من خلالها لدفع "عملية السلام" .
أما بخصوص الساحة الفلسطينية الداخلية فالركود السياسي سيد المشهد ولا يتناغم مع متطلبات المرحلة الجديدة في حياة القضية الفلسطينية والتي هي حسب ما أشار إليه مراقبون في أحاديثهم لـ"شمس نيوز" ليست بالبعيدة, وتتطلب من الفلسطينيين تحضير أنفسهم لما هو أسوأ من الوضع الراهن, والذي سيتوجب منهم التوجه للصراع المفتوح مع الاحتلال .
أسوأ الاحتمالات
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل يرى أن الركود السياسي على مستوى الساحة الفلسطينية الداخلية لا يتناسب مع تحديات المرحلة .
وقال عوكل لـ"شمس نيوز" :هناك ركود في الساحة الداخلية الفلسطينية,وهذا الركود لا يتناسب مع حجم وتحديات المرحلة التي تطرحها التحركات الخارجية, لكن في المشهد الخارجي يوجد حراك وأخره زيارة وزير الخارجية المصري "
وأشار عوكل إلى أن التحرك السياسي الخارجي محكوم بالفشل, ويتطلب من الفلسطينيين أن يحضروا أنفسهم لأسوأ الاحتمالات, لافتا إلى وجود تقصير عند الفلسطينيين في ترتيب أوضاعهم الداخلية وتجهيز الذات لسيناريوهات المرحلة القادمة والتي هي ليست بالبعيدة حسب عوكل .
خيار واحد
أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول أكد أن الباب الذي ستلجأ له القيادة الفلسطينية برام الله في ظل الانغلاق والركود السياسي، هو المبادرة الفرنسية والذهاب لعقد مؤتمر دولي.
وقال مقبول في حديثه لـ"شمس نيوز" إن الباب الذي من الممكن أن نلجأ إليه أمام الانغلاق الواضح والتعنت الإسرائيلي هو المبادرة الفرنسية التي دعت للمؤتمر الدولي"مشيرا إلى أن رام الله مستمرة في دعم وتحشيد المجتمع الدولي من أجل إنجاح عقد مؤتمر دولي بالإضافة للتحركات الدبلوماسية أجل فضح الممارسات الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالاستيطان وقرارات بناء وحدات استيطانية جديدة".
وذكر مقبول أن هناك تنسيق فلسطيني مصري فيما يتعلق بلجم العدوان الإسرائيلي الذي يمارس يوميًا على الشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة وضع حد للتعنت والعنجهية التي تمارسها حكومة بنيامين نتنياهو.
الصراع المفتوح
وأوضح عوكل أنه من الصعب لجم الاحتلال الإسرائيلي في ظل العقلية الفلسطينية المترددة, مشيرا إلى أن المستوى الذي تمر فيه الانتفاضة في هذه الأوقات لا يعبر عن طاقة الشعب الفلسطيني, مرجعا ذلك للانقسام الداخلي .
وأضاف "أول الخيارات هي عودة اللحمة وإنهاء الانقسام لأن ذلك يساعد بتوظيف الجميع في مواجهة الاحتلال بعد وضع الخيارات الموحدة "
وأشار الكاتب والمحلل السياسي إلى أنه عندما يصل الجميع إلى درجة أن طريق تحقيق "السلام"مغلق ولا يوجد مناخ لتوفير الحقوق الفلسطينية يصبح من اللازم التوجه للصراع المفتوح, مبينا أن الصراع المفتوح لا يعني هنا بالضرورة إعلان الحرب على الاحتلال ولكن تفعيل كافة الأدوات السياسية والإعلامية والشعبية.
وزاد بالقول "هذا كله يفتح المجال لتوظيف كل طاقات المجتمع الفلسطيني وكل أشكال النضال في إطار الصراع المفتوح, بالإضافة للخروج من حالة التردد لأنه لا يوجد خيارات أخرى"