غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ملايين الشواقل مقابل تبديل المنهاج

خبر "استهداف التعليم بالقدس"..حرب إسرائيلية لطمس الهوية الفلسطينية

شمس نيوز / عبدالله عبيد

يحاول الاحتلال الإسرائيلي جاهداً طمس الهوية الفلسطينية في مدينة القدس، التي تميزت عن غيرها من مدن فلسطين المحتلة بحضارتها الإسلامية وتاريخها العريق، فكانت ولا زالت فريسة الاحتلال التي يسعى من خلالها إثبات تاريخه المزعوم .

كثيرة هي الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد المدينة المقدسة، فمن الحفريات تحت الأرض إلى التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى مرورا بإبعاد المرابطين وموظفي الأوقاف عن المسجد، وهدم بيوت المقدسيين والتنغيص على حياتهم اليومية، وصولاً باستهداف التعليم فيها، وذلك من خلال استبدال المنهاج الفلسطيني إلى إسرائيلي في مدارس القدس.

مصادر إسرائيلية كشفت النقاب، عن أن "وزارة شؤون القدس" في حكومة نتنياهو ستحول قريباً، ميزانية خاصة تقدر بأكثر من 20 مليون شيكل لترميم المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة، التي توافق على اعتماد المنهج التعليمي الإسرائيلي بدل المنهاج الفلسطيني الذي تدرسه اليوم.

وزعمت صحيفة "هآرتس" أن عدد المدارس التي تقرر اعتماد منهاج التعليم الإسرائيلي فيها، والذي يسمح بالتقدم لامتحانات البجروت الإسرائيلية، قد تزايد في السنوات الأخيرة.

العقبة الكبيرة

الخبير بالشأن المقدسي، د. حسن خاطر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس، اعتبر أن الإنسان الفلسطيني في مدينة القدس هو العقبة الكبيرة في وجه الاحتلال، ولذلك هو مستهدف كما الأرض والتاريخ والهوية الفلسطينية والمقدسات الاسلامية.

وأوضح خاطر لـ"شمس نيوز" أن الاحتلال يحاول استهداف المقدسيين من جميع النواحي، مشيراً إلى أن الاحتلال معني وبشكل كبير من استهداف التعليم بالمدينة المقدسة "لأنها هي من تؤسس الفلسطيني هناك على حب الوطن وعدم التخلي عن مقدساته وهويته".

وأكد أن هيمنة إسرائيل على التعليم والمدارس في القدس للتحكم في العملية التعليمية ومخرجات التعليم وفي الاجيال الناشئة، مبيّناً أن الأوضاع الفلسطينية الفترة الحالية من انقسام واستمرار حالة الضعف على مستوى القيادة، يدفع الاحتلال إلى تسريع عملية الابتزاز في عملية التعليم، حسب تعبيره.

أشد المعارك

وأضاف "في كل عام يمارس الاحتلال شكل من أشكال الابتزاز في القدس بطريقته الخاصة، من ذلك محاولة ترميم المدارس وإصلاحها وضم بعضها إلى التعليم الإسرائيلي وفرض المناهج الإسرائيلية"، معتبراً كل هذه الإجراءات عملية مقايضة ومساومة وابتزازا نابعة من ظروف هذه المدارس الصعبة.

ووصف خاطر إجراءات الاحتلال ضد التعليم بالقدس بأشد المعارك وأخطرها؛ كونها تستهدف الاجيال الناشئة والتعليم وطمس الهوية والتاريخ، لافتاً إلى أن الاحتلال يمتلك القدرة المادية الكبيرة التي يستطيع من خلالها فرض أجندته على تلك المدارس.

وأردف " هي معركة ويجب علينا أن نحشد ما نستحقه من اهتمام جاد بالعملية التعليمية من قبل القيادة الفلسطينية"، مشدداً على أن قطاع التعليم مهدد بالانهيار في القدس اذا ما استمر الحال لما عليه.

وكانت وزارة التربية والتعليم العالي أعلنت رفضها للإجراءات الإسرائيلية الأخيرة التي تحاول سلطات الاحتلال بموجبها مقايضة السماح بترميم المدارس العربية وتأهيلها في القدس باستخدام المنهاج الإسرائيلي ووقف العمل في المنهاج الفلسطيني.

وأكدت الوزارة في بيان لها، أن هذا التوجه يشكل إعلان حرب على الهوية الفلسطينية العربية للمدارس المقدسية، ومحاولة مقصودة لتهويد تلك المدارس ومصادرة أبسط حقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي تكفل حق المجتمعات المحتلة في الحفاظ على هويتها وحريتها في اختيار ثقافاتها ومناهجها.

وقبل سنة صادقت الوزارة على خطة تعليمية للقدس الشرقية تشمل تفضيل المدارس التي تدرس المنهاج الاسرائيلي. وتم تفسير التفضيل بالحاجة الى تحويل موارد مالية من اجل الانتقال الى المنهاج الاسرائيلي ومساعدة الطلاب المعنيين بالنجاح في امتحانات البجروت. لكنه يتضح من النقاشات الجارية حاليا بين وزارتي شؤون القدس والتعليم ان الميزانيات ليست مخصصة لساعات التعليم وانما لتطوير وترميم المدارس. وبناء عليه فان المدارس التي تدرس المنهاج الاسرائيلي يمكنها الاستمتاع بميزانيات لإنشاء غرفة حاسوب او ملعب رياضي او مختبرات او اجهزة تكييف.

تضليل الأجيال

من جهته، قال الخبير المقدسي، د. ناجح بكيرات رئيس دائرة المخطوطات بالمسجد الأقصى المبارك، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يشن حرب عسكرية أو سياسية فقط، كما يستهدف البنية التحتية للمدينة المقدسة والمسجد الأقصى والسكان، وإنما يشن حرب لصناعة العقول وتضليل الأجيال الناشئة حول الرواية الصهيونية".

وأضاف بكيرات في حديثه لـ"شمس نيوز": حينما يطبق المنهاج الإسرائيلي في مدارس أبنائها فلسطينيين، هو يريد أن يصنع جيل يقبل بالاحتلال ليلغي الذاكرة الفلسطينية من خلال هذا المنهاج"، لافتاً إلى أن هدف الاحتلال من هذا الأمر خلق جيل جديد مؤيد ومناصر للدولة العبرية " بمعنى أنه يريد أن يُلغي إسلامية وعربية القدس من ذاكرتهم وهويتهم".

وأشار إلى أن الاحتلال مستعد الخوض في هذه الحرب مع الفلسطينيين من خلال انفاقه ملايين الشواقل، ليتم اعتماد المنهاج الإسرائيلي في تلك المدارس ليقلب الحقائق والذاكرة، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن العشرات من المدرسين المقدسيين ماتوا دفاعاً عن هوية قدسهم منذ عام 1967 حتى يومنا هذا.

وتابع بكيرات " نحن أمام هذه الحرب منذ عام ،1967 وقتل من قتل وقدّم الأساتذة والمدراء المقدسيين أنفسهم قرباناً ليمنعوا هذه الكارثة ومنعوها بفضل الله"، مستبعداً أن يتم تحقيق الهدف الإسرائيلي من خلال هذا الأمر؛ "لأن المقدسيين متحفظين بالعقلية الصامدة الثابتة والمقاومة، ومتحفظين بذاكرة فلسطينية قوية".

وكانت وزارة التربية والتعليم العالي، قد قررت تزويد كافة مدارس القدس المحتلة بالكتب المدرسية الفلسطينية مجاناً للعام الدراسي 2016/2017، ما عدا كتب اللغة الانجليزية.

وبينت وزارة التربية والتعليم العالي في بيانها أن هذا القرار يأتي تأكيدًا على مؤازرة التعليم في القدس الذي يتعرض لحملة أسرلة بشعة، مشددةً على حماية الهوية الوطنية الفلسطينية في المدينة المقدسة عبر رفض كل محاولات الأسرلة والسياسات الرامية إلى فرض المنهاج الإسرائيلي ومحاربة المناهج الوطنية.