شمس نيوز / عبدالله عبيد
انطلقت سفينة "زيتونة" من ميناء "برشلونة" الأسباني، متجهة إلى محطتها الثانية بفرنسا ومن ثم إلى ميناء "مسينا" الإيطالي، لتبحر تجاه قطاع غزة المحاصر منذ عشرة أعوام، وعلى متنها العشرات من نساء العالم اللواتي يحملن رسالة المحبة والأمل والسلام لأهالي القطاع، في خطوة تضامنية لفك الحصار الإسرائيلي.
ومنذ اللحظة الأولى التي تم الإعلان بها عن تسيير أسطول الحرية (4) إلى قطاع غزة، أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن استعداداته لمواجهته ومنعه من الوصول للقطاع، رغم العديد من السيناريوهات التي تنتظر الأسطول، خاصة وأن الاحتلال كانت له تجارب سابقة في التعامل بدموية مع قوافل كسر الحصار.
حيث استعدت أكثر من 10 زوارق حربية، محملة بالعشرات من الصيادين والبحارة الإسرائيليين، لمواجهة تقدم أسطول الحرية الرابع، التابع للتحالف الدولي الرابع نحو القطاع، وإيقاف تقدمه.
وقال مسؤول هذه الخطوة ويدعى "آفي فرحان" وهو من مستوطني مستوطنة "ايلي سيناي" سابقاً، إنه ينوي الحد مما وصفها "بالاستفزازات" التي يقوم بها النشطاء الأجانب بتحديهم "إسرائيل".
مواجهة إسرائيلية
رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، زاهر بيراوي العضو المؤسس في تحالف أسطول الحرية، يرى أن الاحتلال الإسرائيلي معني بأن يواجه سفينة زيتونة، خشية من أن تصل إلى غزة؛ لإيصال رسائل السلام والمحبة والتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وقال بيراوي في حديثه لـ"شمس نيوز"، إن "إسرائيل" ستحاول كل ما بوسعها لعدم وصول هذه السفينة للقطاع، لأنها تعلم جيداً أن وصول المتضامنين لغزة يعني أن العالم سيحاربها"، مستشهداً خلال حديثه بأسطول الحرية الأول والثاني والثالث " حيث تم اعتراضهم من قبل البحرية الإسرائيلية".
وأضاف: أن "القوات البحرية الإسرائيلية كانت تعترض جهود المتضامنين في معظم المحاولات التي تم تنظيمها لكسر الحصار عن غزة، وكانت تلتقي بالسفن والمحاولات بالمياه الدولية بعيداً عن المياه الإقليمية لما يسمى بدولة الاحتلال الإسرائيلي، وتقوم بسحب هذه السفن إلى موانئ إسرائيلية واعتقال المتضامين".
ودعا رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، المجتمع الدولي لتوفير قدراً من الحماية لهذه المجموعة من الناشطات الدوليات والشخصيات بما فيها نائبات أو أعضاء في برلمانيات، مردفاً "وهذه مسؤولية المجتمع الدولي أن يوفر الحماية وأسباب الوصول لقطاع غزة؛ باعتبارها حملات إعلامية سياسية للتضامن مع غزة وهي لا تمت للعنف بأي صلة"، كما قال.
وكان الاحتلال تعرض لأسطول الحرية (1) في عرض البحر ما خلف شهداء وجرحى في حينه بين صفوف المتضامين، في حين أنه أعطب عدد من سفن أسطول الحرية الثاني بضغط أمريكي وإسرائيلي، كما واعتقل عدداً من المتضامنين في الأسطول الثالث ومن ثم ارجاعهم إلى أماكن تواجدهم.
حق قانوني
من جهته، أكد النائب جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أنه من حق المتضامنين الوصول إلى قطاع غزة، معتبراً وصولهم لغزة عبر السفن التضامنية حق تكفله كل القوانين والأنظمة.
وأشار الخضري في حديثه لـ"شمس نيوز"، إلى أن الاحتلال يمارس قرصنة بحرية في المياه الدولية ضد المتضامنين مع غزة، مهيباً بالمجتمع الدولي للوقوف ضد القرصنة الإسرائيلية.
وقال الخضري " إسرائيل أعلنت أنها انسحبت من غزة، لكنها ما زالت موجودة في كل مكان برا وبحراً وجواً وتمارس ضغوطات وحصار خانق"، داعياً الجميع بأن "يقف ضد هذا الاحتلال العنصري، ويشكل ضغطاً عليه كي يرفع هذا الحصار المستمر منذ عشر سنوات على القطاع".
تشكيل حماية
وذكر أن المتضامنات في سفينة "زيتونة" مسالمات جئن بشكل سلمي، "فمنهن أعضاء برلمانيات وهناك حاصلات على جائزة نوبل، وشخصيات عالمية"، معتبراً أي عملية اعتراض لأسطول الحرية "4"، اعتداء فاضح على سفينة نسائية جاءت بشكل طبيعي، حسب وصفه.
وطالب رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، بتشكيل حماية دولية لسفينة "زيتونة"، التي تضم ناشطات من جنسيات مختلفة لكسر الحصار عن قطاع غزة، وتشكيل شبكة أمان لها للوصول إلى غزة بسلام.
ووجه دعوته إلى دول العالم بأن تمارس ضغوطاً حقيقية على "إسرائيل"؛ لمنع أي إعاقة لهذه السفينة من قبل جيش الاحتلال، لافتاً إلى أن أسطول الحرية الرابع يحمل رسائل ايجابية لشعبنا في غزة.
ويتعرض قطاع غزة لحصار بحري مفروض من طرف الاحتلال، فيما تفرض السلطات المصرية قيودًا مشددة على فتح معبر رفح، فلم يتجاوز عدد أيام فتحه خلال العام الجاري سوى 15 يومًا، وفق إحصاءات وزارة الداخلية بغزة.
تهديدات الاحتلال
في السياق، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، باسم أبو عطايا أن "إسرائيل" لن تسمح لسفن أسطول الحرية الوصول إلى غزة في أي مرة من المرات التي أعلنت انطلاقها عبر البحر، مشدداً على أن الاحتلال لا يزال مصراً على حصار القطاع.
ويؤكد أبو عطايا لـ"شمس نيوز"، أن التهديدات الإسرائيلية نجحت في وقف سفن أسطول الحرية في المرات السابقة، مشيراً إلى أنها تعرضت للأسطول الأول من خلال الكوماندوز البحري الذي اقتحم السفينة التركية.
وحسب رؤيته، فإن "إسرائيل" تعاملت مع أسطول الحرية (2-3) بالتهديد والحكمة، وليس من خلال العنف كما أول مرة، مؤكداً بأنها لن تسمح بوصول سفينة "زيتونة لغزة هذه المرة".
وأوضح المختص بالشأن الإسرائيلي، أن "إسرائيل" لن تقبل بأي طريقة لكسر حصار غزة، وأنها ستقوم بمواجهة أي طريقة مهما كانت، لافتاً إلى أن المتضامنين يجتهدوا في إيصال رسائلهم للعالم بأن هناك شعب جائع لا بد من مساندته " وهذا هو الشيء الوحيد الذي يستطيعون فعله".
ويذكر أن، سفينة "زيتونة" التابعة للتحالف الدولي لأسطول الحرية الرابع، والذي يضم ناشطات من جنسيات مختلفة، انطلقت من ميناء برشلونة الإسباني، في طريقها إلى شواطئ قطاع غزة.