شمس نيوز / إسلام قاسم
انتشرت بالآونة الأخيرة في أسواق قطاع غزة، شرائح هواتف خلوية لشركات إسرائيلية مشهورة كـ ( سيلكوم – بيلفون – اورانج – هوت موبيل)، ورُوج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على أنها توفر خدمة الانترنت للهواتف المحمولة عبر تلك الشركات.
من جهتها, حذرت وزارة الاتصالات في وقتٍ سابق، من تداول هذه الشرائح سواء من قبل الشركات أو الإفراد، حيث تبين أن هذه الشرائح يتم إدخالها إلى قطاع غزة بطرق غير مشروعة، سواء عبر المعابر أو عبر السياج الفاصل مع الاحتلال.
الخبير الأمني والاستراتيجي محمود العجرمي، أوضح أن هناك أساليب عديدة في عالم" السايبر" تحاول من خلاله أجهزة المخابرات الإسرائيلية التنصت على القطاع, بهدف تجنيد عملاء و اختراق شبكات المقاومة, بالإضافة إلى أنها واحدة من الطرق التي تحاول بها "اسرائيل" ابتزاز الفلسطينيين.
السيطرة
وحذر العجرمي، في حديثٍه لـ "شمس نيوز"، من هذه الشرائح، بالقول: "تمثل مخاطر أمنية كبيرة فهي عبارة عن شرائح تجسس لكل ما تقوم به من تواصل أو اتصالات عبر جوالك، مؤكدا أن "مثل هذه الشرائح يمكن أن تستخدم بالتجسس والتصنت عن بعد لكل ما يدور حولك من حوارات سواء بالبيت أو بالعمل".
وأضاف: "الجميع يعلم بأن شبكة الاتصالات الفلسطينية تحت سيطرة الاحتلال, وهي جزء من الكل الدولي لهم، هناك محاولات إسرائيلية للسيطرة على القطاع الكترونياً فقد شهدنا المناطيد وطائرات الاستطلاع تنتشر على طول الحدود بما يخدم بنك المعلومات لأجهزة الشاباك الإسرائيلية".
وتابع حديثه: " وهي محاولة أيضاً لتعويض النقص الفادح في بنك الأهداف لأجهزة الشاباك, خاصة أن المعارك الثلاثة التي جرت كانت كما علق عليها قادة الاحتلال الأمنيين والعسكريين بأنها قتال أعمي ولم يحقق ما كانوا يريدون انجازه".
وأكد الخبير الأمني، أنه على مدار العشر سنوات الماضية أثبتت المقاومة نجاحها في مواجهة سلاح السايبر الإسرائيلي, بل واختراقها للكثير من الحسابات لضباط وقادة الاحتلال وحتى وزراءه، مشيراً إلى وجود أجهزة لدى المقاومة قادرة على الاختراق.
أما عن عمل هذه الشبكات، أوضح المهندس المختص بأمن الشبكات أشرف اليازوري, أن الشبكات الإسرائيلية المقصودة بحديثنا، هي شبكات الجيل الثالث, وهي شبكات متوسطة الطيف, وتغطي أرجاء قطاع غزة بأشكال متفاوتة، تتجاوز الشبكات الفلسطينية إلى أحضان الشبكات الإسرائيلية، فيتم التواصل مع الخارج وإجراء المكالمات عبر السيرفرات الاسرائيلية مباشرة دون رقابة فلسطينية.
مصائد
وتابع اليازوري في حديثة لـ "شمس نيوز", أن المناطق الجنوبية والشرقية من قطاع غزة يكون الإرسال فيها قوي ويستطيع للمستخدم من خلالها استخدام هذه الشبكات, ولكن في وسط القطاع يكون الإرسال ضعيف فلا يستطيع المستخدم استخدامها بشكل قوي.
وأكد اليازوري, أن هذه الشبكات تشكل تهديدين, الأول على الشركات المزودة لخدمة للانترنت والتي تعاني أصلا من قلة المستخدمين, بسبب توزيع مشتركين الإنترنت على بعضهم البعض, وهو ما يضر شركات تزويد خدمة الانترنت, فكيف سيصبح الأمر مع منافسة من الشركات الإسرائيلية داخل القطاع, وهذا ما يحد من إمكانيات الاستمرار اقتصاديا.
ومن ناحيةٍ أخرى, بين أن هذه الشرائح بمثابة "زرع ملف باتش "تجسس" على جهازك للإطلاع على كل ما فيه من ملفات وصور ورسائل، والتنصت على اتصالاتك أيضاً، وفق اليازوري.
واستطرد بالقول: "فهو يشكل تهديد أمني غير معروف على جميع الأطراف مثلا إذا ما وصل تهديد لأي شخص فلا تستطيع الشركات ولا الجهات المعنية الفلسطينية التعرف على مصدر التهديد".
وتابع: "لا يمكن منع الشبكات الإسرائيلية من العمل دخل قطاع غزة, إلا إذا سمح لمشغلي شركتي جوال والوطنية موبايل, استخدام تطبيقات واستخدام الجيل الثالث وتجاوز مخاطر هذه الشبكات".
وحذر مهندس الشبكات في ختام حديثه، المواطنين من استخدام هذه الشرائح لأنها ستعود بعواقب وخيمة على مستخدميها، سواء على صعيد كشف ملفاتهم الخاصة أو اختراق حساباتهم عبر الانترنت، أو استغلالها كأدوات تجسس في البيوت.