غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "الانتربول".. ساحة حرب جديدة فمن ينتصر؟

شمس نيوز/ عبدالله عبيد

تسعى السلطة الفلسطينية للانضمام إلى منظمة الشرطة الجنائية الدولية "إنتربول"، بعد حصولها على عضو كامل في مؤسسات دولية أخرى، الأمر الذي يشكل تحدياً كبيراً لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي تصف هذه الخطوات بأنها جزء من "الإرهاب الدبلوماسي"، لأنها تفترض أن نجاح فلسطين في الانضمام لكل هيئة دولية، مهما كانت أهميتها، إدانة عملية لبقاء الاحتلال.

وبالرغم من المساعي والتحركات الفلسطينية للحصول على موافقة للانضمام لـ"لانتربول"، إلا أن "إسرائيل" تحاول وبكل ثقلها إحباط الطلب الفلسطيني، من خلال الضغط على الدول لعدم التصويت لصالح فلسطين.

وكان موقع "أن آر جي" العبري، كشف قبل أيام أن "إسرائيل" أحبطت طلب السلطة الانضمام إلى المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، عقب تصويت 62 دولة ضد الطلب الفلسطيني من بين 146 دولة.

وبحسب ما ذكره الكاتب (الإسرائيلي) أريئيل كهانا، فقد توجه رئيس الحكومة (الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو بالشكر لوزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي الإسرائيلي، اللذين بذلا جهودا كبيرة حول العالم للتوصل إلى هذه النتيجة.

وأشار الموقع إلى، أن الاجتماع الـ85 للمنظمة -الذي انعقد الثلاثاء الماضي في مدينة بالي بإندونيسيا بمشاركة 190 دولة-  رُفِض فيه الطلب الفلسطيني بالانضمام إلى الإنتربول، حيث صوتت 62 دولة ضد الطلب الفلسطيني، وامتنعت العشرات من الدول الأخرى عن التصويت بما فيها دول عربية، في حين أعلنت تركيا دعمها للطلب الفلسطيني.

الجهود مستمرة

من جهته، أوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني أن الجهود الفلسطينية للحصول على عضوية كاملة في منظمة الانتربول ما تزال مستمرة، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تسييس الطلب الفلسطيني للانضمام بالانتربول.

وقال مجدلاني لـ"شمس نيوز"، إن الاجتماع الذي عقد في أندونيسيا، تم خلاله إحالة الطلب الفلسطيني، إضافة إلى طلبات دول أخرى، لدراستها للجنة القانونية على أن يقدم الرأي القانوني في الاجتماع القادم".

وأضاف: " لدنيا قناعة كاملة بأن إسرائيل لن تستطيع أن توقف أو تعطل انضمام فلسطين لمنظمة الانتربول في الاجتماع القادم مهما حاولت ومهما ضغطت على الدول"، لافتاً إلى أن فرصة فلسطين عالية للحصول على عضوية في "الانتربول".

وبحسب عضو اللجنة التنفيذية لـ(م.ت.ف)، فإن فلسطين تحظى بتأييد كبير من الدول في سياق انضمامها للمنظمة الدولية، "على عكس ما تحظى به إسرائيل من محاولات لعرقلة الطلب"، وفق تعبيره.

وكان رياض المالكي وزير خارجية فلسطين، أكد أن الجمعية العامة للانتربول قد وافقت على مقترح اللجنة التنفيذية القاضي بتشكيل لجنة قانونية متخصصة لدراسة طلبات العضوية للانضمام الى منظمة الانتربول، بما فيها طلب  فلسطين، وهو ما سيؤجل طلبات العضوية الى الدورة القادمة للجمعية العامة.

التأييد العالمي

وحول إمكانية نجاح السلطة في الانضمام للانتربول، أكد الخبير في العلاقات الدولية، أشرف الغليظ على إمكانية نجاح فلسطين في هذا الأمر، على غرار انضمامها لأكثر من 130 مؤسسة ومنظمة دولية في السابق، لافتاً إلى أن التأييد العالمي لفلسطين والتعاطف الدولي لها؛ يمكنها من انضمامها للانتربول.

وبحسب وجهة نظر الغليظ، فإن "إسرائيل" ستفشل في إحباط طلب السلطة الانضمام للانتربول، و"بالرغم من أن فوز ترامب سيكون له أثر في ذلك، لأنه يؤيد "إسرائيل" بشكل كبير، وستحاول الحكومة الإسرائيلية الضغط عليه لمنع فلسطين من الانضمام، إلا أن الأمور ستكون عكس ذلك تماماً، لأن فلسطين تحظى بتأييد عالمي كبير الفترة الراهنة"، وفق أقواله.

وتابع خلال حديثه لـ"شمس نيوز": "إسرائيل تستخدم كافة الأساليب لمحاربة شعبنا الفلسطيني، عدوان وراء عدوان وقتل بدم بارد، فلا المنظمات الدولية ولا الأهلية ولا حتى الحكومات والشعوب يروق لها الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني"، مستدركاً "لكن بالرغم من توجهات السلطة للجنائية الدولية، إلا أن لديها تخوفات من استعمال إسرائيل نفس الأسلوب، وتقديم لائحة اتهام ضد منفذي العمليات الاستشهادية، وهذا ما تتخوف منه قيادة السلطة".

وطالب الخبير في العلاقات الدولية، السلطة الفلسطينية الاستمرار في مشوارها وتحركاتها الدولية، "وعليها أن تركز صفها وتجهز محاميها وقانونيها وتدرس الأمور بشكل مرتب، بحيث لا يعود مثل هذا الادعاء على شعبنا وقيادتنا الفلسطينية"، مشدداً على أننا "أصحاب حق وقضية، لذلك يجب على السلطة أن تتوجه إلى المحاكم الدولية وأن لا تخاف أو تتراجع".

وقتاً طويلاً

وبالرغم من دعوات الغليظ السلطة بعدم التراجع عن طلباتها للانضمام للمؤسسات الدولية، إلا أن المحلل السياسي إياد البرغوثي، يرى بأن مشكلة السلطة أنها عودتنا على التراجع بشكل أو بآخر عن الهدف الأساسي التي تذهب من أجله، مقابل بعض الأهداف الثانوية.

لكنه رجّح في حديثه لـ"شمس نيوز" أن انضمام فلسطين للانتربول سيأخذ وقتاً طويلاً، خصوصاً وأن الحكومة الإسرائيلية تقف سداً منيعا وتحول دون تحقيق ذلك الأمر، موضحاً أن انضمامها للانتربول لن يكون بهذه السهولة.

واعتبر المحلل البرغوثي أن، الولايات المتحدة سيكون لها يد كبيرة باعتبارها الحليف الاستراتيجي لدولة الاحتلال، لإعاقة الطلب الفلسطيني في الانضمام للانتربول، منوهاً إلى أن رئيس أمريكا المنتخب دونالد ترامب من أشد المؤيدين للاحتلال " لذلك ستكون كل توجهاته لصالح "إسرائيل".

الجدير بالذكر، أن "الانتربول" أكبر منظمة شرطة دولية أنشأت في 1923، مكونة من عناصر تابعة لـ190 دولة، وتتخذ من مدينة "ليون" الفرنسية مقرًا لها.

 وانتخب نائب وزير الأمن العام الصيني، مينج هونج وي، رئيسا لـ"الإنتربول"، خلال اجتماع الجمعية العمومية الـ85 للإنتربول، الذي اختتم أعماله في "بالي"، الأسبوع الماضي. وتضم الجمعية العمومية وفودًا يتم تعيينهم من قبل حكومات الدول الأعضاء.