قيادة السلطة اختارت النهج الدبلوماسي في المحافل الدولية وتنتظر الفرج من "إسرائيل"
منع الآذان حرب إسرائيلية على الوجود العربي والفلسطيني
الفلسطينيون خارج الوعي الإسرائيلي وحل الدولتين غائب عن خطاباتهم
حاورها/ عبدالله عبيد
أكدت حنين زعبي، النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي عن القائمة المشتركة، اليوم الأربعاء، عدم وجود مشروع نضالي فلسطيني مقاوم، يجعل الاحتلال الإسرائيلي يدفع ثمن سياساته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني.
وأشارت زعبي في حوار مع "شمس نيوز"، إلى أن "إسرائيل" ليست منشغلة بمواجهة النضال الفلسطيني وقمعه؛ "لعدم وجوده على أرض الواقع"، منوهة إلى أن هناك من استبدل المشروع الوطني النضالي بالتنسيق الأمني.
وقالت: إسرائيل مرتاحة من كل الجهات، لأن العالم العربي منشغل بقمع ثوراته وأموره الداخلية، وبعض الدول العربية تضع إيران عدو في المنطقة، ولم تضع الدولة العبرية بعنصريتها وسياساته الكولونيالية".
وأوضحت أن، هناك العديد من الأسباب التي تخلق طبيعة مجتمع جديد يخترق حدود نفسه كل مرة ويتوغل في العنصرية، مضيفةً: "المجتمع الإسرائيلي لا يدفع الحساب على فعل جرائمه، طالما أنه مستفيد اقتصاديا ومرتاح ولديه قوة كبيرة، ويعزز من علاقاته مع المجتمع العربي في كل فرصة كما يقول نتنياهو، فهذا الأمر جعل إسرائيل تشعر براحة كبيرة للمضي في سياساته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، بالأخص الاستمرار بالاستيطان الذي جرمه كل العالم".
واعتبرت زعبي، أن السبب الرئيس في ذلك، غياب مشروع وطني فلسطيني فاعل على الساحة "لأننا نعاني من أزمة وهناك انسداد أفق وانقسام بين الفصائل، بالإضافة إلى هوّة بين الشعب والقيادة"، وفق قولها.
وتابعت: "القيادة اختارت النهج الدبلوماسي في المحافل الدولية ونهج انتظار الفرج من "إسرائيل"، وقيادة لا تحمل هم شعبها وهم الاحتلال والتحرر منه، لا يمكن لشعبها أن يحترمها"، لافتة في الوقت ذاته، إلى أن نتنياهو ارتاح أكثر أيضاً بعد فوز الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية.
فوز ترامب
وبيّنت النائب في الكنيست، أن سبب الاحتفالات التي قامت بها "إسرائيل" بعد فوز ترامب، هي أنها تعلم بأن هناك من سيتفهم للقوانين الفاشية العنصري التي ستمررها؛ الأمر الذي يخفف من حدة الانتقادات الموجهة لها، مشيرة إلى أن الخطر الحقيقي يبدأ من الآن- في إشارة إلى ما بعد فوز ترامب.
وأكدت زعبي، أن ترامب يمثل سياسة عنصرية داعمة لإسرائيل "وصرّح عدة مرات أنه سينقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأنه يدعم إسرائيل وأنه لا يرى في المستوطنات عثرة في الحل مع الفلسطينيين، ومن بين مؤيديه ومستشاريه داعمين أقوياء لإسرائيل ولنتنياهو شخصياً".
وأضافت: " ترامب أعطى شرعية لخطاب عنصري، بالتالي نتنياهو يرتاح لأقوى دولة في العالم تعطي الشرعية لبناء المستوطنات ولخطاب عنصري، وهو يدرك تماماً أن ترامب لن ينشغل بالقضية الفلسطينية والتوصل لاتفاق". لافتة إلى أن أمريكا لم تكن الوسيط الحيادي العادل في أي عهد سابق، سواء مع أوباما أو بوش وغيره.
وشددت على، أن الولايات المتحدة منحازة تماماً لإسرائيل، مستدركة "لكن دون الحفاظ على غطاء ليبرالي وغطاء من الدبلوماسية السياسية، الآن لا يوجد هذا الغطاء من الدبلوماسية السياسية الأمريكية ولا من خطاب الحياد أو محاولة تبني على الأقل خطاب محايد، وهذا جو مريح كثيراً بالنسبة لنتنياهو"، وفق وصفها.
ملامح الفاشية
وأردفت زعبي: " سيصبح هناك تغيير كامل وتبني ملامح فاشية لكيان حاول أن يصالح ما بين العنصرية والليبرالية، والآن هو لا يريد حتى هذه المصالحة ويشعر أنها فائضة عن الحاجة، وإنما يريد أن يتصرف بحرية واسترخاء.. وطبعاً الدولة العبرية تتصرف بحرية واسترخاء في كل المواقف"، على حد تعبيرها.
ولفتت إلى، "أننا في كل مرة نقول أن حكومة الاحتلال قد تخطت الخطوط الحمراء فيما تقوم به ضد الفلسطينيين، ونقول أن هذا خطوة أخرى وازدياد في العنصرية الفاشية"، مستطردة "لكن آن الأوان أن نفهم أنه لا يوجد خطوط حمر لكيان عنصري محتل يشعر أنه قوي وأنه لا يواجه مشروع نضالي حقيقي على الأرض، ولا يواجه محاسبة حقيقية لا على المستوى الفلسطيني ولا العربي أو الدولي، وبالتالي يأخذ راحته ليفرض وقائع على الأرض".
منع الآذان
وفيما يتعلق بمصادقة الكنيست على مشروع قانون لمنع الآذان عن المساجد في القدس والداخل المحتل، اعتبرت النائب زعبي بأن القضية ليست انزعاج من صوت الآذان، وإنما هي قضية هوية الأرض، حيث ترى أن القضية هي انزعاج الإسرائيليين من الوجود والحضور العربي الفلسطيني.
وقالت: " منع الآذان لا يتعلق بانزعاج المستوطنين من صوت الآذان، وإنما يتعلق بهوية هذه الأرض، لأنهم منزعجين من وجودنا وحضورنا العربي الفلسطيني، ومحاولة أن يثبتوا أنهم الأسياد على هذه الأرض".
ومن وجهة نظر زعبي، فإن هذا الأمر يعتبر صراع للسيطرة اليهودية على الحيز العام، ولتهويد المكان والأرض الفلسطينية "هم يريدون بأنهم يسيطرون على الحضور الفلسطيني، وهو فعلاً حرب على الوجود العربي والفلسطيني في القدس".
وأضافت: "سخيف جداً ومثير للاستهزاز أن يقارن نتنياهو بين المساجد في وطننا فلسطين وبين المساجد المتواجدة في أوروبا، فهو لم يعرف هوية هذه الأرض حتماً ولم يعرف مكانتها وقدسيتها، وإذا أراد أن يكون مثل أوروبا عليه أن يغادر إليها وهو مرتاح وبدون انزعاج، فليعود من حيث أتى".
وكان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد قال قانون منع الآذان: "تلقيت توجهات كثيرة من ناس يضايقهم ضجيج المساجد.. في كل دول أوروبا توجد هذه المشكلة وهم يعرفون كيف يعالجونها. وهذا القانون في بلجيكا وفرنسا شرعي. فلماذا لا يكون شرعيا عندنا؟ لا يجب أن نكون أكثر ليبرالية من أوروبا".
شرعنة الاستيطان
أما عن إصدار الكنيست قانوناً لشرعنة الاستيطان، فقد بيّنت زعبي أن هذا القانون يختلف عن القوانين السابقة التي تتعلق بالاستيطان، مشيرة إلى أنه القانون الأول في "إسرائيل" الذي يشرع الاستيطان على أراضٍ خاصة يمتلكها الفلسطينيون " والآن الاستيطان بالمفهوم الإسرائيلي يسمونها أراضي تحت الإدارة الإسرائيلية.
ولفتت إلى، أن الإسرائيليين لا يعترفون بالاحتلال ولا أن بناء المستوطنات هي جريمة حرب، منوهة إلى أن "إسرائيل" حرصت حتى الآن على بناء مستوطنات على أراضٍ عامة، وتزييف وثائق تتعلق بالملكية الفلسطينية.
وأردفت زعبي بالقول: "لا عجب على هذا الاحتلال الذي بات يشرع ويستوطن تحت غطاء القانون دون أي رادع، فقد تم سابقاً سن قانون لتسريع بناء مستوطنة عامونا، لأن المحكمة في "إسرائيل" أعطت مهلة للحكومة بإخلاء هذه المستوطنة".
واستطردت بالقول: "الحكومة الإسرائيلية تريد تمرير هذا القانون وهو قانون خاص تقدم به أحد أعضاء الائتلاف؛ بهدف عدم إخلاء مستوطنة عامونا"، مبيّنة أنها وقفت في وجه المحكمة الإسرائيلية، لأن بنتها على أراضي ملكية خاصة، ولم يكن بمقدورها واستطاعتها تزييف الوثائق المتعلقة بها، حتى أنها اعترفت بأن هذه الأراضي تابعة للفلسطينيين"، وفق قولها.
ينزاح نحو اليمين
وأشارت زعبي إلى، أن المجتمع الإسرائيلي ينزاح نحو اليمين، وأنه ولا يوجد أي واقعية لخطاب الدولتين في "إسرائيل"، موضحة أن المجتمع الإسرائيلي "نجح ليس فقط في حصار غزة وإلقاء الضفة وراء الجدار، وإنما نجح أيضاً في بناء جدارات نفسية لحصار الفلسطينيين عن الوعي الإسرائيلي".
وأضافت: "أصبح الفلسطينيون خارج الوعي الإسرائيلي، فالإسرائيلي لا يعي قضية الاحتلال ولا يعي ولا يعرف ولا يشعر أنه يسيطر على شعب أكثر من 5 ملايين ونصف من الفلسطينيين".