شمس نيوز/ منى حجازي
تتجه الأنظار والتحضيرات السياسية الدولية، نحو مؤتمر باريس "للسلام"، المزمع عقده في 15 يناير المقبل، وسط تغييرات في المواقف الدبلوماسية والسياسية دوليا، آخرها قرار مجلس الأمن المناهض للاستيطان، وامتناع الإدارة الأمريكية رفع حق النقض "الفيتو" ضد القرار المساند للقضية الفلسطينية، في تغير واضح لنهج الولايات المتحدة الذي كان مساند لإسرائيل على مر الزمن .
فبعد "طلقة وداع" أوباما، وردود الأفعال المنتقدة أو الداعمة، بدأت آمال الفلسطينيين تُبنى على مؤتمر باريس "للسلام"، فيما تزداد مخاوف الحكومة الإسرائيلية من قرار و"ضربة" أمريكية على غرار موقفها الأخير تجاه قرار الاستيطان.
وتعتزم فرنسا عقد مؤتمر في 15 كانون الثاني/يناير المقبل بمشاركة 70 دولة في مسعى لإحياء "جهود السلام" المتعثرة بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، وتتكون من مرحلتين: عقد مؤتمر دولي "للسلام"، وتشكيل فرق عمل لتحديد الخطوات التي يجب اتخاذها عبر المفاوضات.
هل يشهد مغامرات
من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، إن "الشعب الفلسطيني وقيادته تتطلع إلى تظافر الجهود الدولية، لوضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال، وسياسته الاستيطانية، خلال المؤتمر الدولي للسلام، خاصة بعد قرار مجلس الأمن المناهض لعملية الاستيطان".
وأضاف أبو يوسف، في حديثٍ خاص لـ "شمس نيوز": نضع آمالنا على انعقاد المؤتمر ولا نعول كثيراً على موقف الإدارة الأمريكية، التي لن تتخلى عن تحالفها مع الاحتلال"، موضحاً أن الامتناع الأمريكي عن التصويت ضد قرار الاستيطان جاء لحماية "إسرائيل" من مغبة التوسع الاستيطاني ليس إلا.
ويشاركه المحلل والكاتب السياسي، د. أحمد رفيق عوض الرأي نفسه، الذي أكد أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما لن يغامر في اتخاذ موقف آخر ضد "إسرائيل"، بعد موجه الانتقادات والغضب على المستوى السياسي الأمريكي بحزبيه "الديمقراطي والجمهوري"، وتهديدات الساخنة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بل سيكتفي بما جرى في مجلس الأمن.
وتابع المحلل عوض، لـ "شمس نيوز": مؤتمر "باريس للسلام" سيأخذ دفعة قوية جدا بعد قرار مجلس الأمن المتعلق بالاستيطان، كما وستأخذ فرنسا قوة لعقد المؤتمر والعمل على انجاحه، خاصة وأنها ضمن من صوت لصالح قرار مناهضة الاستيطان الإسرائيلي بالضفة والقدس المحتلتين.
وعبر عن اعتقاده ، بأن مؤتمر باريس "للسلام" سيعزز الرؤية الدولية لرفع الشرعية عن الاحتلال والاستيطان، وسيؤسس رؤية دولية بشأن تدعم "حل الدولتين" والضغط على حكومة الاحتلال لتعديل سياساتها، إلى جانب أن المؤتمر سيُحدث حالة من الجدل داخل الحكومة الإسرائيلية، ما بين مؤيد ومعارض لـ "حل الدولتين"، والتي من شأنها أن تؤدي إلى الإطاحة بحكم نتنياهو.
الثانية الأخيرة
من جهة أخرى، شدد المختص بالشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، على أن "إسرائيل" تخشى أخر ثانية من عهد أوباما، ومن تمريره قرار ينص على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67.
وبين المختص جعارة، أن وزير جيش الاحتلال ، آفيغدر ليبرمان، اعتبر أن عقد المؤتمر قبل 4 أيام من انتهاء ولاية أوباما الرئاسية يدلل على أنه ليس مؤتمر "سلام"، وإنما محكمة ضد "إسرائيل"، وهدف هذا المؤتمر فقط المساس بأمن "إسرائيل"، بحسب قوله، مشيرا إلى أن الإعلام العبري يركز على خطاب "كيري" القادم بشكل أساسي .
وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن قرار مجلس الأمن المناهض للاستيطان، يمهد الطريق لنجاح المؤتمر الدولي "للسلام "الذي تدعو إليه فرنسا في منتصف الشهر المقبل، آملا بأن يخرج المؤتمر بآلية دولية وجدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، حد اعتقاده .
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدد رفضه المبادرة الفرنسية، وقال إنها تمنح محمود عباس فرصة للتهرب من المفاوضات المباشرة.