بقلم / موفق مطر
نعتقد بوجوب رسم خطط لمقاطعة (مستوطنة الكونغرس) وهو اول ما يجب عمله لمواجهة تمدد عقلية الاستيطان،حتى وصلت الى ماوراء الأطلسي.
هذا ما يجب علينا كفلسطينيين وعرب فعله حتى يتبين اعضاء الكونغرس الأميركي في المجلس الأصغر "النواب"، مخاطر تأييدهم لجريمة الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال اسرائيل،واصطفافهم في ذات الخندق مع المستوطنين المرفوضين اصلا، وحتى يقتنع هؤلاء ان مجرد محاربة قرار مجلس الأمن 2334 الذي اعتبر الاستيطان باطلا وبلا شرعية، وانتهاكا للقانون الدولي، يعني تأجيج العدائية للولايات المتحدة حتى في صفوف الواقعيين والعقلانيين، فكيف ونحن نتحدث عن صب زيت ساخن على نار الجماعات الارهابية التي تنتظر بشهوة مواقف اميركية من هذا النوع لتبرير جرائمها الهمجية الارهابية في الولايات المتحدة وأوروبا.
ما يجب ان يعلمه اعضاء الكونغرس ونعتقد انهم يعلمون لكنهم يكابرون !! أن الاستيطان جريمة ضد الانسانية، وان القانون الدولي يدين كل مخطط ومنفذ ومؤيد ويعتبرهم شركاء في الجريمة. وان للشعب الفلسطيني قوانينه وقراراته المستمدة من الحق الطبيعي والتاريخي في الوجود وتقرير المصير، وأن ارادته الحرة اقوى من قرارات نواب الكونغرس المتغطرسين الذين لايرون في هذا العالم الا استمرار تدفق مكاسب مصالحهم بحماية اللوبي الصهيوني واليهودي،وأن عليهم مراجعة دروس تاريخ شعوب العالم في نصف القرن الماضي فقط، فلعلهم يدركون قبل فوات الأوان انهم باستطاعتهم التفوق على دول العالم بالصناعات والجيوش الحربية والرأسمال، والسيطرة على القمر والمريخ، لكن مستحيلا سيحطم اوهامهم ان اعتقدوا بامكانية السيطرة على الشعب الفلسطيني المصمم على استرجاع وطنه وكرامته وحريته وتحقيق هدف قيام دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
لا يستطيع اعضاء الكونغرس الغاء قرار مجلس الأمن 2334، لكنهم يستطيعون وبكل بساطة اشهار شراكتهم في استكمال الجريمة التاريخية بحق الشعب الفلسطيني بعد مئة عام على جريمة وعد بلفور، ذلك ان تأييدهم للاستيطان اليهودي الاسرائيلي في اراضي دولة فلسطين العضو المراقب في الأمم المتحدة، يعني رغبة صريحة من الادارة الأميركية الجديدة في عهد ترامب على اغتيال عملية السلام، ووأد حل الدولتين، والتعامل مع قضية الصراع المركزية في منطقة الشرق الأوسط بمنطق الغزاة الأوروبيين الذين ابادوا الهنود الحمر في بلادهم الأصلية ( اميركا ) الشمالية، لكن على هؤلاء ( المستوطنين في الكونغرس ) الذين صوتوا لصالح الغاء قرار مجلس ألأمن 2334 ان يتبلغوا رسالة واضحة المعالم، بأن الشعب الفلسطيني، ليس معزولا بالمحيطات، وأن مئة عام من الحروب والحملات والمؤامرات، كانت كالطرق على الذهب، يتمدد ويلمع أكثر، وقد يكون مفيدا جدا سؤال اكبر الأدمغة في دولة الاحتلال، ومن يوازيهم في بريطانيا العظمى ( دولة الانتداب ) عن خلاصة تجاربهم مع الشعب الفلسطيني خلال قرن كامل من الزمن، فلعلهم يسمعون مثل فحوى هذه الاجابة: لقد هجمنا على الشعب الفلسطيني بما نملك من القرون والانياب الوحشية، لكننا لم نستطع معرفة سر عودته الى الحياة اقوى كلما اشتدت ضرباتنا، فمركز دماغ هذا الشعب لايفقد توازنه ابدا، وتتجدد خلايا جسده وتزداد مناعته مع الزمن... حتى يمكننا القول ان المستحيل ليس موجودا في قاموس ثقافته الجمعية.
يجب بعث رسالة لمجلس النواب الأميركي ملخصها: اما ان يكونوا نوابا عن الشعب الأميركي، ويعيدوا التوازن الى المنطقة المشتعلة المتأرجحة فوق براميل البارود، أو أن يجعلوا من الكونغرس مجرد مستوطنة يهودية اسرائيلية متطرفة، تعتبره قرارات الشرعية الدولية السبب الرئيس المانع من تحقيق السلام في مركز قضايا الصراع في العالم هنا على أرض ( فلسطين )..
قد يستطيع انصار الاستيطان في مجلس النواب الأميركي الكونغرس عقد جلساتهم واخذ قراراتهم في المرة القادمة في مستوطنة ما على ارض مواطن فلسطيني ما، خاصة بعدما حول رئيس حكومة المستوطنين في تل ابيب بنيامين نتنياهو ( الكونغرس ) الى مستوطنة، يوم ذهب اليها بدون اذن من سيد البيت الأبيض، وكان مجلس النواب الأميركي العظيم بلا سيادة أو لكأن حرب الاستقلال الأميركية قد ذهبت سدى، لكن النواب الذين استوطنتهم مفاهيم الاستيطان والاستعلاء والاستكبار، لن يغيروا ولو بمقدار قطر شعرة من الحقيقة , وهي ان فلسطين ارض شعب حر، وان شعب فلسطين لم ولن يعدم خياراته الكفاحية المشروعة، فاعادة النواب الأميركيين الى جادة الصواب تحتاج الى معجزة، وشعبنا اقدر على فعلها.