شمس نيوز/عبدالله عبيد
"بدنا كهربا".. بهذا الشعار خرج آلاف الغزيين يهتفون بصوت واحد في مظاهرات جابت شوارع قطاع غزة المظلمة المحاصرة منذ عقد، بعد أن تأزمت أزمة الكهرباء أكثر وأكثر، وأصبحت في سيل المناكفات بين غزة ورام الله، الأمر الذي أدى إلى استياء المواطنين وتزايد شكواهم من عدم قدرة المسؤولين وإدارة الشركة على حل الأزمة.
وأدت أزمة الكهرباء وتواصل ساعات قطعها إلى أكثر من 20 ساعة يوميا، إضافة للإرباك الحاصل على جداول التوزيع إلى تظاهرات في العديد من مخيمات وشوارع غزة، واحتجاجات شعبية للمطالبة بحل الأزمة.
وقابلت الأجهزة الأمنية في غزة الاحتجاج باعتقال عدد من الناشطين والمتظاهرين، بعد قمعها للتظاهرات التي خرجت من جباليا والبريج والنصيرات، وعقّب المتحدث باسم الشرطة ايمن البطنيجي على الأحداث، بالقول:" ان الشرطة حاولت فض المتظاهرين لمنعهم من الاعتداء على شركة الكهرباء ونحن مع التظاهرات السلمية أينما كانت".
تجاهل الحكومة
حركة حماس والمجلس التشريعي في غزة حملا حكومة التوافق المسؤولية الكاملة عما يدور من أزمات في قطاع غزة خصوصاً أزمة الكهرباء.
وقال القيادي في حركة حماس ومسؤول اللجنة الاقتصادية في المجلس التشريعي، عاطف عدوان لـ"شمس نيوز"، إن سبب أزمة الكهرباء في غزة تتحملها حكومة التوافق وسلطة رام الله، لأن الحكومة متجاهلة لما يحدث في غزة وغير موجودة فيها".
وأضاف عدوان " حكومة التوافق وضعت قضايا غزة على ناحية، حيث لا تدخل في الموازنة ولا تدخل في الاستثمارات ولا في الائتمان المباشر ولا الدواء والكهرباء ولا أي ناحية من نواحي الحياة"، مشيراً إلى أن سلطة الطاقة برام الله لم تخطط لمواجهة أزمة الكهرباء في غزة.
حوصلة الأفكار
ولفت إلى، أن حكومة الحمدالله وافقت على عمل محطتين للكهرباء بالخليل ونابلس بقدرة 900 ميجا واط "ونحن هنا في غزة لا نجد حتى الكمية المحددة لنا من المحطة الموجودة وهي 400 ميجا واط، ولو قامت الحكومة بدورها لما كنا عانينا".
وأكد عدوان أن المجلس التشريعي في غزة يقوم الآن بحوصلة الأفكار التي تقدم بها المواطنون من أجل التخفيف عن مشكلة الكهرباء، مشيراً إلى أن الطاقة الشمسية تعتبر أكثر الحلول التي سيتم الاستناد إليها خلال المرحلة المقبلة في القطاع.
وتابع "بعد توصلنا مع سلطة الطاقة وشركة الكهرباء سيتم الاستناد عملياً خلال المرحلة المقبلة على الطاقة الشمسية التي يتجه العالم كله عليها، ونحن وجدنا هذا الأمر مناسب في ظل شح السوق العالمية من قضايا النفط وقضايا عدم الربط الثنائي مع البلاد العربية".
وكان المجلس التشريعي، قد أعلن الشهر الماضي عن تقديمه مكافأة مالية، لمن يُقدم من مواطني غزة، فكرة تساهم في حل أزمة الكهرباء التي تضرب القطاع للعام العاشر على التوالي.
توفير الكهرباء
من جهته، اعتبر وكيل سلطة الطاقة برام الله، عبد الكريم عابدين اتهام حركة حماس لحكومة الوفاق بما يدور من أزمة الكهرباء بأنه "عارٍ عن الصحة وغير صحيح"، مشدداً على أن الحكومة تعمل ما بوسعها من أجل توفير التيار الكهربائي للمواطنين في قطاع غزة، وتنفذ جميع التزاماتها.
وذكر عابدين في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن حكومة التوافق تعمل على تسهيل جميع المعدات وإدخال جميع ما يلزم، من أجل إعادة تأهيل شبكات الكهرباء، بالإضافة إلى إعفائها للضرائب على الوقود المزود لمحطة توليد كهرباء غزة بنسبة 90%، لافتاً إلى أنها تعمل جاهدة مع الجانبين الإسرائيلي والمصري لتحسين الوضع الكهربائي وزيادة كمية الكهرباء.
وأرجع سبب الأزمة الحاصلة، إلى شركة الكهرباء في غزة لعدم جبايتها من المواطنين والمؤسسات، وعدم دفع الفاتورة الشهرية لشركة توزيع الكهرباء برام الله من أجل الوقود لتشغيل المحطة بغزة.
وأردف قائلاً " نعمل الآن على تنفيذ الخطط المقترحة والمشاريع الاستراتيجية لحل أزمة الكهرباء، لكن هذا الأمر يتطلب فترة من الزمن من أجل تنفيذ هذه المشاريع وتحسين التيار الكهربائي"، معتبراً الحل لأزمة الكهرباء وتحسينها خلال 24 ساعة، في حال قامت شركة توزيع الكهرباء في غزة برفع نسبة الجباية لشراء الوقود وتشغيل محطة توليد الكهرباء بكامل قدرتها الانتاجية.
وكان رئيس سلطة الطاقة في رام الله عمر كتانة، كشف الأسبوع الماضي عن تقديم حكومة الوفاق خطة لحل أزمة الكهرباء في قطاع غزة.
وأوضح أن هذه الخطة تم تقديمها إلى مجلس الوزراء ولا تزال قيد الدراسة، مضيفاً أنه تم تحويل خطة إنقاذ وضع الكهرباء في غزة إلى مجلس الوزراء وهو الآن يناقشها، ولم ينتهِ من مناقشتها بعد.