شمس نيوز / خاص
بعد لقاءات واجتماعات دارت لثلاثة أيامٍ متتالية في العاصمة الروسية "موسكو"، أعلنت الفصائل الفلسطينية، خلال مؤتمر صحفي عقدته، الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل عقد الانتخابات.
إعلان الفصائل عن تشكيل حكومة وحدة لم يكن مفاجئاً لدى الشارع الفلسطيني، بعد ارتفاع مؤشر الإحباط بسبب الوعودات السابقة والاتفاقات التي كانت توقّع لإنهاء الانقسام، وتبقى حبرا على ورق.
عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومسؤول ملف المصالحة، قال في مؤتمر صحفي، "اتفقنا على أن نتوجه إلى الرئيس ابو مازن خلال الساعات الـ48 القادمة لبدأ مشاورات تشكيل حكومة وحدة وطنية".
وأضاف "النوايا الآن أفضل من أي مرحلة مضت"!
صفحات الأزرقين "فيس بوك، وتويتر" ماجت بتغريدات المواطنين حول اتفاق موسكو، ما بين تهكم وسخرية، وتشاؤم وإحباط، حيث كتب أحدهم: بيروحوا للبلد إللي بترعى الجلسات مبسوطين مع بعض، وبيرجعولنا بيتهموا وبيغلطوا على بعض"، ويقول آخر "أكيد لافروف عشاهم عشاء جامد المرة هذه، أحسن من عشاء الوزير القطري"، وعلق أخر " تشكيل حكومة وحدة.. كل مرة بنسمع نفس الخبر، ولكن.. كذب المتصالحون ولو صدقوا.."!
المواطن خالد البرعي يقول، إن حركتي فتح وحماس اتفقتا كثيراً على تشكيل حكومة وحدة، لكن حتى الآن لم نر أي شيء واقعي".
وأضاف البرعي في حديثه لـ"شمس نيوز"، "المصالحة بعيدة كل البعد لأن حماس في واد وفتح في واد آخر"، مستبعداً أن يتم تطبيق ما تم الاتفاق عليه في موسكو.
أما المواطنة علا رجب، فقد أعربت عن استغرابها من إعلان الفصائل تشكيل حكومة وحدة، وقالت لـ"شمس نيوز" "نحن نرى ونسمع تصريحات المسؤولين في فتح وحماس الأخيرة حول أزمة كهرباء غزة، والاتهامات الموجهة للطرفين، ونسمع بالآخر أنهم اتفقوا على المصالحة وتشكيل حكومة وحدة!".
وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني لم يعد يريد سماع هذه الترهات "منذ عشر سنين ونحن نسمع مثل هذه الأكاذيب، ونقول لقيادتنا.. كفى تلاعباً بمشاعرنا، كفى تكذيباً على الشعب المغلوب على أمره"، حسب تعبيرها.
وكانت حركتا "فتح" و"حماس" وقعتا في 23 نيسان/ أبريل 2014 اتفاقًا للمصالحة (اتفاق الشاطئ) نصّ على تشكيل حكومة وفاق وطني، ومن ثم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن.
ومن جهته، قال عضو المكتب السياسي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، "نحن نعتبر لروسيا دور كبير يمكن أن تلعبه في (اللجنة) الرباعية، التي هيمنت عليها الإدارة الأميركية بصورة أو بأخرى".
وأضاف أن "حكومة الوحدة الوطنية هي الآلية التي ستقوم بمعالجة كل الملفات التي نشأت في أثناء الانقسام الفلسطيني، مؤكداً انها ستنفذ بالضرورة معظم الأشياء التي توقفت منذ الانقسام.
في ذات السياق، أوضح المحلل السياسي، أحمد رفيق عوض أن الفصائل الفلسطينية بالأخص فتح وحماس، قد توصلوا لتشكيل حكومة وحدة وطنية في أكثر من مرة في السابق وفي أماكن عديدة.
وقال عوض لـ"شمس نيوز": ليس من الداعي الذهاب إلى موسكو للتوصل إلى هذه النتيجة، فهذه النتيجة تم التوصل إليها سابقاً وفي أماكن كثيرة"، مشيراً إلى أن الاجتماعات التي دارت في موسكو لم تكن لصالح الفلسطينيين، بقدر ما كانت رغبة روسية لمد نفوذها بالمنطقة.
وأضاف "هذا الاجتماع يحقق مصالح روسية أكثر، في محاولة أن تجد لها دور في المنطقة بعد تراجع أمريكا والاتحاد الأوروبي"، معتبراً أن لقاءات موسكو عادية جداً ولم تأتِ بأي جديد، على حد وصفه.
يذكر أن اجتماعات بدأت في العاصمة الروسية موسكو الأحد الماضي، بين الفصائل الفلسطينية لمناقشة المصالحة الفلسطينية.