شمس نيوز/ خاص

تسارعت وتيرة الاعتقالات، في صفوف المحررين في صفقة "وفاء الأحرار"، خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي، وقالت هيئة شؤون الأسرى في تقريرها السنوي المتعلق بانتهاكات الاحتلال وجرائمه ضد الأسرى، إنه جرى اعتقال ما يقارب 75 أسيراً محرراً، و64 أسيراً منهم أعيد فرض الأحكام السابقة عليهم".

من جهته، قال فتحي قرعاوي، القيادي في حركة "حماس"، إن سياسة الاحتلال باعتقال أسرى وفاء الأحرار، ما هي إلا رسالة ضغط على المقاومة من أجل تحريك المياه الراكدة لإبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى.

وفي السياق ذاته، كشف النائب في المجلس التشريعي، خلال حديثه لـ "شمس نيوز"، عن وجود جهود جديدة تبذل من أجل إبرام صفقة تبادل للأسرى الفلسطينيين مقابل استعادة الجنود الإسرائيليّين المأسورين لدى المقاومة بغزة.

من جهة المراقبين، فقد أجمع محللان سياسيان، على أن حملة الاعتقالات التي كثفتها "إسرائيل" ضد أسرى حركة حماس المحررين، خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي، ما هي إلا نوع من "جس النبض" في ملف أسراه.

وأوضح المحلل السياسي أكرم عطاالله، بأن إسرائيل تستخدم أوراق قوتها عبر الاعتقالات في مواجهة حركة حماس، في سبيل تخفيض سقف التوقعات، وتضييق مطالبة الحركة، ومحاصرتها في دائرة إطلاق سراح أسرى صفقة وفاء الأحرار الذين أعادت اعتقالهم.

وأضاف خلال حديثه لـ "شمس نيوز": بأن حكومة الاحتلال تنوي جعل إعادة اعتقالها لأسرى وفاء الاحرار شرطاً من شروط حركة حماس، وحتى لا تزيد الشروط"، معتبراً أن هذا لا يُشكل ضغطاً على حماس، ولا يلوي ذراعها؛ لأنها تمتلك أوراق قوة.

وأشار عطاالله إلى، أن"الضغط الجماهيري من قبل أهالي جنود الاحتلال الأسرى لدى حماس، يجعله غير قادر على تجاهل قضية أسراه في الوقت الراهن، فالعقيدة اليهودية لديهم تقول أنه يجب دفن اليهودي في المقبرة اليهودية".

ونوه عطاالله أن الاحتلال مستعد لدفع الثمن مقابل جنوده المفقودين في غزة، ومشيراً إلى أنه يُطالب بتدخل دول في هذا الأمر؛ لجس نبض حركة حماس، ولمعرفة ما الثمن التي تريده حماس لتتفاهم عليه.

حالة الإفلاس !

وافق سابقه، المختص بالشأن الإسرائيلي، ثابت العمور، مضيفاً: إن سياسة الاعتقالات بحق المحررين للضغط على "حماس"، لم تكن "استراتيجية"، وأنها تدلل على أن نتنياهو في حالة "الإفلاس" أمام التهديدات والاتهامات من قبل ذوي الأسرى الاسرائيليين، إلى جانب نجاح المقاومة في سحبه إلى المربع الذي تريده.

وتابع لـ "شمس نيوز": "نحن أمام منظومة جديدة من الحرب النفسية والذكية بين المقاومة وإسرائيل، من خلال تكثيف الاعتقالات ونشر مقاطع الفيديو وديكودراما التي استخدمتها المقاومة مؤخراً، شكل ورقة ضغط على نتنياهو، يدفعه إلى المزيد من التنازلات لأجل صفقة قريبة لتبادل الأسرى مع الجنود المفقودين في غزة".

يشار إلى، أن سلطات الاحتلال أصدرت قراراً يجيز للجنة العسكرية، بإعادة اعتقال أسرى تم تحريرهم ضمن صفقات تبادل للأسرى، ليقضوا ما تبقى من حكمهم السابق، في حال ارتكاب الأسير أي مخالفة استناداً لمواد سرية، وبالفعل أعاد الاحتلال الأحكام السابقة لـ(39) أسير منهم.

ويذكر أنه، قد أُطلق سراح 1027 أسراً، بالإضافة لـ 19 أسيرة في صفقة "وفاء الأحرار" التي أبرمت خلال عام 2011، بعد مفاوضات مُضنية بين قيادة حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصـرية.