شمس نيوز/ خاص
تشهد عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس تصاعداً ملحوظاً خلال الفترة الحالية، بالرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها جيش الاحتلال الإسرائيلي للحد منها، الأمر الذي يشكل هاجساً كبيراً لدى "إسرائيل" وجعلها حائرة في النيل منها.
حيث شهدت الأيام الماضية سبع عمليات إطلاق نار للمقاومة الفلسطينية، ومحاولة لتنفيذ عملية دهس، لم تُسفر عن إصابات في صفوف الاحتلال من الجنود والمستوطنين.
تقديرات إسرائيلية رجّحت استمرار عمليات إطلاق النار ضد أهداف استيطانية وعسكرية في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، خلال الفترة القادمة.
وذكرت الإذاعة العبرية نقلاً عن مصدر عسكري في قيادة "المنطقة الوسطى" بجيش الاحتلال، قوله "من المتوقّع التصعيد في عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية"، مشيرا إلى فشل قوات الاحتلال في الحدّ من عمليات المقاومة الفلسطينية التي تهدّد أمنه، على الرغم من جهود كبيرة تُبذل في سبيل ذلك، بحسب تصريحاته.
ارتفاع وتيرتها
الخبير بالشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، توقع ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة في الضفة والقدس خلال المرحلة القادمة، مشيراً إلى قوة هذه العمليات ودقة تنفيذها.
وأوضح الشرقاوي في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن تصاعد الإجراءات الإسرائيلية في الضفة والقدس، هو من أعطى هاجساً كبيراً لدى الفلسطينيين في تنفيذ عمليات ضد الاحتلال، ولو على حساب فردي.
ولفت إلى أن هناك شراسة إسرائيلية في مكافحة المقاومة للحد منها، في ظل اكتشافه مصانع وورش لإنتاج الأسلحة في الضفة الغربية والقدس، مضيفاً أن "الاحتلال أغلق العشرات من ورشات ومخارط صناعة السلاح"، حد قوله.
واستطرد بالقول "بالرغم من كل إجراءات الاحتلال للنيل من المقاومة إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق ذلك"، منوهاً إلى أن الضفة ستشهد عمليات خلال المرحلة القادمة "لا يمكن أحد توقعها في دقة تنفيذها وقوتها"، على حد ترجيحه.
وبين الخبير العسكري، أنه طالما هناك احتلال فسيكون هناك مقاومة "لأن فلسطين صراعها مع احتلال وهو صراع الحق والباطل".
وكان جيش الاحتلال قد أعلن مع نهاية العام 2016، عن إغلاق 43 محلًا وورشة للخراطة، وضبط 450 قطعة سلاح خلال عمليات الاقتحام والدّهم التي كان ينفذها يوميًا بالتعاون مع جهاز المخابرات الإسرائيلي الـ "شاباك" في الضفة الغربية والقدس المحتلتيْن.
بشكل انتقامي
المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي، عليان الهندي أكد في حديثه لـ"شمس نيوز"، أن العمليات التي تشكل هاجس للإسرائيليين الفترة الراهنة هي عمليات إطلاق النار، لافتاً إلى أن جزء من العمليات تسير بشكل انتقامي.
وقال الهندي "بحسب المعطيات الإسرائيلية فإن العمليات التي أدت إلى مقتل إسرائيليين تمت بإطلاق النار، وبالدرجة الثانية تأتي عمليات الدهس"، معرباً عن توقعه أن تتصاعد وتيرة عمليات إطلاق النار المرحلة المقبلة.
وأضاف "الاحتلال الإسرائيلي هو من أدى إلى ذلك الأمر، فما تشهده الضفة الغربية والقدس من تهويد أعطى للفلسطينيين دافعاً للانتقام، لذلك لا يمكن أن تتوقف عمليات المقاومة في ظل الممارسات الإسرائيلية العنصرية تجاه شعبنا الفلسطيني".
وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن انسداد الأفق السياسي سيعطي دافعاً قوياً لاتجاه الفلسطينيين نحو المقاومة بشكل أكبر، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هناك مجموعة من الاعتبارات السياسية والاجتماعية والوطنية تدفع للتصعيد ضد الاحتلال.
