غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "حكايات مُرّة".. يروي فصولها من عايشوا مرضى السرطان بغزة

شمس نيوز/ توفيق المصري

لم يعد يخفق قلب هالة محمد (26عاماً)؛ فهالة توفت بعد عامين قضتها تصارع مرض السرطان، قصتها التي أخذتها معها ووارت الثرى، لم تطو بعد؛ لا تزال لحظات الألم والمعاناة التي عاشتها عالقة في ذهن كل من لمس أوجاعها عن قرب.

تقول ألاء مستذكرة آلام خالتها، "أذكر تلك اللحظة تماماً، عندما كانت تشتكي خالتي من ألم ينخر في عظامها يوماً بعد يوم، وبعد فترة من "اللا تحمل" قررت التوجه لمستشفى الشفاء بغزة، خضعت للعديد من الفحوصات، وما بين عينة وأخرى، كان الأطباء يتشاورون".

تضيف مستذكرة هول المشهد، "كانت الكتلة جاثمة على صدرها، وقريبة جداً من القلب، خرجت للضفة، والأردن، والسعودية، ثم عادت ثانية لمستشفى الشفاء، لتأخذ جرعات الكيماوي التي نهشت من جسدها حتى شبعت".

وتستطرد ألاء، في اللحظات الأولى كانت المرآة هي الحاجز الأول والأخير أمامها، وكيف حولها المرض من امرأة "بشبح المرض مطاردة".

تقول بحسرة، "كل ما أعرفه أن الروح والنفس والجسد، علينا حق، خالتي توفت مصابة بمرض السرطان في العام 2014".

أما عبير فقالت أيضاً: " توفيت أمي بالسرطان، وأذكر جيداً اللحظات الأولى التي علمت فيها أنها مصابة بسرطان الرئة، يومها أخبروني أن حياتها لن تدوم طويلاً، وأن أمامها 6 أشهر حتى يأخذ الله أمانتها من الدنيا".

تضيف عبير بدموع، وهي تستذكر تلقيها خبر إصابة والدتها، "بكيت طويلاً حتى جفت الدموع، وعانقت روحي مطولاً لأحبس دمعتي أمامها".

"وأذكر أول جلسة كيماوي، كيف بكت، وكيف عانت على سريرها".. تقول عبير وهي تمسح دموعها.

وتتابع، "أذكر في محطة من المحطات، وهنت لأنها تعبت كثيراً، بعد تغلل السرطان لرئتها، وددت أن أعطيها كل جسدي، لكن الحياة مضت".

وتكمل والحسرة تعتصر قلبها، "أمي التي حملتني في أحشائها، حملتها في قلبي، وتحملت الكثير لأجلها.. كنت أتحمل كل مرة كانت تغادر فيها المنزل للعلاج".

الجبال التي لا تهتز، تثنيها المواقف، تقول عبير ويوم فقدان والدتها لا زال يوجع قلبها، "في آخر يوم لنا قبل رحيلها، ذهبت لها مهرولة، بكيت حين قالوا "آخر لحظة بينك وبينها".

التفاصيل الأخيرة التي لا مست فيها يد أمها، تذكرها جيداً: "في آخر يوم لها قبل رحيلها، ذهبت لها مهرولة وبكيت حين قالوا هذه آخر لحظة بينكما، بعد أن أمسكت يدها في غرفة العزل وبدا جسدها يبرد شيئاً فشيئاً، عرفت أن الحياة في محطتها الأخيرة معها"، وفق قولها.

أما والدة الطفلة نور القاضي (7 سنوات)، والمصابة بورم في الرأس منذ يونيو العام الماضي، قالت وقلبها يعتصر ألماً نتيجة ما أصاب ابنتها: "بعدما اكتشفنا المرض، تم تحويلنا إلى مستشفى مار يوسف في القدس، وهناك استأصلوا الورم، وطلبوا مني العودة بعد أسبوعين للمراجعة واستكمال رحلة العلاج".

تضيف والدة الطفلة متخوفة من فقدان ابنتها: "ذهبنا للقدس بداية شهر رمضان العام الماضي، لنعود لها بعد شهرين، كان المرض قد عاد ثانية، لكن هذه المرة تم تحويلنا إلى مستشفى شنايدر في "إسرائيل" لكن الاحتلال مازال يمنعنا".

احصائيات

في السياق، كشفت إحصائيات رسمية لوزارة الصحة الفلسطينية، أن معدل الإصابة بالسرطان في فلسطين بلغ 83.8 حالة جديدة لكل مئة ألف نسمة من السكان، بواقع 83.9 حالة جديدة لكل مئة ألف نسمة من السكان في قطاع غزة، و83.8 حالة جديدة لكل مئة ألف نسمة من السكان في الضفة الغربية.

وأضافت إحصائيات الصحة التي صدرت بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، والذي صادف أمس الرابع من شباط، أن 52.5% من حالات السرطان الجديدة المسجلة لدى الفلسطينيين هم من الإناث، و47.5% من الذكور.

وأشارت إلى أن، في العام 2015 بلغ مجموع حالات الإصابة بمرض السرطان المبلغ عنها في فلسطين 3,927 حالة جديدة، منها 2,400 حالة جديدة في الضفة الغربية، و 1,527 حالة جديدة في القطاع.

ونوهت إلى أن ما نسبته 34.4% من حالات السرطان وقعت في الفئة العمرية فوق الـ65 عاماً، علما بأن نسبة هذه الفئة من مجموع عدد السكان هو 2.9% فقط، وسجلت 59.8% من الحالات في الفئة العمرية من 15-64 عاما، وهي فئة السكان في سن العمل والإنتاج، وسجلت 6.8% من الحالات في الفئة العمرية دون سن الـ15 عاماً.