غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر مراقبون لـ"شمس نيوز" : صراع الأحزاب الأمريكية قد يُعجل بنقل السفارة للقدس

شمس نيوز/ خاص

يبدو أن حالة الصراع التي تعيشها أحزاب الأمريكية تحت قبة الكونغرس، حول تأييد ومعارضة نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة، بدأت تتحول إلى إجراءات عملية على أرض الواقع، بعد أن بادرت بعثة من الكونغرس لتنفيذ زيارة إلى "اسرائيل" لبحث قضية نقل السفارة ، في محاولة منها لإرضاء اللوبي (الصهيوني).

مصادر إعلامية عبرية، قالت إن وفدا رسميا من الكونغرس الأمريكي بقيادة الجمهورييْن رون دا سانتوتس و دينس روس، وصلا إلى "اسرائيل" قبل يومين، لبحث نقل السفارة الامريكية من "تل أبيب" إلى مدينة القدس المحتلة.

وذكر موقع القناة السابعة العبرية، أن الوفد جاء نيابة عن اللجنة الفرعية للأمن القومي التابعة لمجلس النواب، في زيارة استمرت 24 ساعة، بهدف إجراء فحص دقيق لنقل السفارة ، سواء من الناحية العملية على واقع الأرض أو من الناحية السياسية.

مبادرة شخصية**

وفي هذا السياق، يرى المختص في الشؤون الاسرائيلية مأمون أبو عامر، أن زيارة وفد الكونغرس لـ"إسرائيل"، تأتي في إطار مبادرة شخصية بدون علم الإدارة الامريكية بذلك.

واعتبر أبو عامر خلال حديثه مع "شمس نيوز"، تلك الزيارة من باب المزايدات بين الأحزاب، التي تسعى إلى إرضاء اللوبي الصهيوني، المؤثر في صُنع القرار الامريكي الخارجي.

وأوضح أن الإدارة الامريكية لم تُعلن عن الزيارة، والأمر بات معلقاً حتى اللحظة.

الأمر الذي يتفق معه المختص في الشؤون الدولية أشرف الغليظ، مؤكداً أن الزيارة جاءت لدعم اللوبي الصهيوني في أمريكا، خاصة أن الأخير يدعم نقل السفارة إلى القدس، وفق قوله.

إصدار قرار**

من جهة ثانية، رأى وليد المدلل المختص في الشؤون الامريكية والدولية، أن زيارة جاءت بهدف بحث كيفية إخراج قرار رسمي يقضي بنقل سفارة واشنطن إلى القدس.

وقال المدلل في حديثه لـ "شمس نيوز": "لا بد من وجود قرار من الكونغرس، حتى تتم عملية النقل فعليا، لذلك جاءت هذه الزيارة"، مشيرا إلى أن القرار موجود أصلا، وينتظر الصدور بعد تقييم الحالة.

في المقابل، لم يستبعد المدلل، أن تُقدم أمريكا على نقل سفارتها، من أجل استرضاء نتنياهو وكسب علاقة متينة معه، مستغلةً الضعف العربي الموجود حالياً، "لأنها تستطيع لجم الدول العربية"، على حد قوله.                          

وأضاف: "من السهل على الولايات المتحدة أن تجدد مبررا أمام الدول العربية لنقل سفارتها إلى القدس الغربية بدلا من الشرقية".

وفي سياق متصل، ربط المدلل بين إمكانية نقل السفارة، وقرار ما تسمى بمحكمة "الصلح" التابعة للاحتلال حول اعتبار القدس يهودية فقط، معتبرا أن الأخير مقدمة لمشروع التهويد في القدس ونقل السفارة.

قلق في الكونغرس**

وبالعودة إلى أبو عامر، فإنه أكد أن دوائر أحزاب الكونغرس تعيش حالة من القلق في الفترة الراهنة، خاصة بعد الحديث عن قضية نقل السفارة، والضغوطات الخارجية التي تتعرض لها.

وأوضح أن الوعد الذي أعطاه الرئيس الامريكي دونالد ترامب، إبان حملته الانتخابية، مرتبط بالمصالح الامريكية والأحداث الجارية في المنطقة من ناحية، ومحاولته إرضاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من جهة ثانية.

وقال " قد يدفع ترامب نحو اتجاه توطيد علاقته مع "إسرائيل" من خلال إرضاءها بنقل السفارة للقدس"، مشيراً إلى أن هذا الامر قد يلقى رفضا من الأحزاب الأخرى المعارضة.

أما المختص الدولي الغليظ، فقد استبعد إقدام الرئيس الأمريكي على نقل السفارة، كونه يعلم أن هذا الأمر سيُفجر المنطقة، وسيقابله تحركات عربية ودولية كبيرة.

الجدير ذكره، أن ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، لكن بعد فوزه بالرئاسة وخلال خطابه الأول فقد تراجع عن الحديث عن ذلك، الأمر الذي فسّره الغليظ، بأن ترامب "استفاق في اللحظات الأخيرة" خشية أن يشعل المنطقة، ويزيد من خصومه في العالم.