المقال يعبر عن رأى كاتبه
بقلم / سميح شبيب
لاقى اتصال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، مساء الجمعة الماضي، ارتياحاً فلسطينياً، خصوصاً انه الاتصال الأول بين الرئيسين منذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، قبل زهاء شهرين.
كان الاتصال ودياً، وبه تمت دعوة الرئيس محمود عباس لزيارة البيت الأبيض، ولقاء الرئيس ترامب.
لم يحدد موعد الزيارة بعد، خاصة وأن عقد القمة العربية في عمان، بات قريباً، هل سيحدد قبل القمة أو بعدها؟
في حال عقدها، قبل القمة، بالتأكيد سيتم البحث بالرؤية الفلسطينية - العربية المشتركة، لعودة المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، وآفاق الحل المنتظر والمأمول، اقليميا ودوليا، على حد سواء.
هنالك اتصالات عربية - اميركية، جرت ومنذ تسلم الرئيس ترامب، مقاليد الحكم في الولايات المتحدة وهنالك مصالح عربية، فيما يتعلق بانهاء الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، في خضم المتغيرات الكبرى، التي تحصل في الشرق الاوسط، ومخاطر انعكاساتها على الاوضاع العربية، خاصة الاردن ومصر والسعودية والخليج عموماً.
لاقى اتصال الرئيس ترامب بالرئيس محمود عباس اهتماما كبيرا، ولا يزال ذلك ان هذا الاتصال جاء بعد لقاء القمة، ما بين ترامب ونتنياهو، ولقاءات الوزير ليبرمان مع مسؤولين امنيين وعسكريين في الولايات المتحدة. والحراك العربي الذي رافق تلك اللقاءات، وجاء كل ذلك قبل عقد القمة العربية في الاردن.
في الذاكرة الفلسطينية، تصريحات سبق ان اطلقها المرشح للرئاسة، دونالد ترامب، وهنالك تكهنات حول موقفه من الاستيطان، وحل الدولتين، ولكن ومع ذلك، فقد امتازت السياسة الرسمية الفلسطينية بالتريث، وضرورة الاستماع مباشرة، من الرئيس ترامب، ومن ثم تحديد الموقف الفلسطيني، وهو على اي حال موقف معلن، ومنسجم مع القانون الدولي، والمرجعيات الدولية وشرعيتها، وفي المقدم منها، مقررات مجلس الأمن، ٢٤٢ - ٣٣٨. كما ان لدى الفلسطينيين ملفات التفاوض الفلسطيني - الاسرائيلي، وما آلت اليه الامور من توقفها، بسبب الاستيطان.
الموقف الرسمي الفلسطيني، ازاء استئناف المفاوضات، واضح للغاية، وهو اعتبار المفاوضات، طريقا استراتيجية للوصول الى تسوية عادلة وشاملة، وان اجراء مفاوضات جديدة في ظل تواصل الاستيطان، هو عمل عبثي لا طائل منه، وأن اي استئناف للمفاوضات، بات مرهوناً بوقف الاستيطان اولاً، وقبل اي شيء اخر، ومن ثم تحديد مرجعيات تلك المفاوضات، وتحديد جدولها الزمني.. دون ذلك لا يتمكن احد، من استئناف المفاوضات، ودون تحديد اطرها ومرجعياتها وجداولها الزمنية.
الى جانب ذلك، سبق «للرباعية العربية»، ان طرحت افكاراً على السلطة الوطنية الفلسطينية، وكان بعضها يتعارض مع الرؤية الفلسطينية، وقد اوضح الجانب الفلسطيني، ذلك، بوضوح وجلاء.
ما سيستمع له الرئيس محمود عباس من ترامب، مهم للغاية، ذلك انه سيرسم آفاق التعاون الفلسطيني - الاميركي، بشأن المفاوضات القادمة، وشكل الحل المنتظر، وبالمقابل سيعلن الطرف الفلسطيني موقفه ومحدداته.
نتطلع إلى أن يكون عقد القمة الفلسطينية - الاميركية قبل عقد القمة العربية، في عمان، وبالتأكيد ستكون بداية هذا المسار، على جدول الدورة العادية للمجلس الوطني الفلسطيني.