شمس نيوز/ خاص
بعد مرور عام على زيارة وفد من قيادة حركة حماس من الداخل والخارج، للعاصمة المصرية القاهرة للقاء المسؤولين المصريين، في أواسط مارس الماضي، والتي كانت تُعتبر علامة فارقة في إذابة جمود العلاقة "المتوترة" بين الجانبين.
جاءت الزيارة آنذاك بعد عدة سنوات من القطيعة والجفاء بين حماس والنظام المصري، في أعقاب عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي عام 2013، وانخراط الجانبين في توجيه الاتهامات المتبادلة، والتي وصلت ذروتها باتهام مصر لحماس بالوقوف خلف اغتيال النائب العام السابق هشام بركات.
لكن التساؤلات المطروحة في الفترة الراهنة، هل نجحت حماس في اذابة جمود العلاقات مع مصر بشكل فعلي؟ وما هي السيناريوهات المطروحة في المرحلة المقبلة؟
تحسن ملحوظ
الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، رأى أن الزيارة الأولى كانت مهمة في تحسين العلاقة بين حماس ومصر.
وأوضح الدجني، أن هذا العام شهد عدة لقاءات جمعت بين قيادات حماس (الداخلية والخارجية) مع المخابرات المصرية وبعض المسؤولين، وأبرزها الوفد الأمني برئاسة مروان عيسي نائب القائد العام لكتائب القسام في قطاع غزة.
وبيّن أن، تحسن العلاقة بدا واضحًا من خلال سماح السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودي على خلاف العام السابق، والسماح للوفود الشبابية بالمشاركة في المؤتمرات المنعقدة هناك، ما يدلل على أن مصر مهتمة بالانفتاح على قطاع غزة، وفق رأيه.
وهو ما ذهب إليه المحلل السياسي طلال عوكل، مشيرًا إلى التحسن الملحوظ في العلاقة بين الجانبين، ومستدلاً باختفاء حملات التحريض الإعلامية وتبادل الاتهامات بينهما.
تصريحات إيجابية
تجدر الإشارة إلى، أن هذا العام شهد تطورًا آخرًا على صعيد تصريحات قيادات حماس، والتي ألمحت إلى التحسن الواضح لديها اتجاه مصر وحفظ أمنها على الحدود، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
ومع ذلك، فإن القيادي في حركة حماس فتحي قرعاوي، قال إن هناك تحسنًا ملحوظًا في العلاقة بين الطرفين، لكنه "بطيئ" وفق قوله.
وأوضح قرعاوي، أن الطرفين (حماس والقاهرة) معنيان بترتيب الأوضاع وتحسين العلاقة في الفترة الأخيرة، خاصة بعد القطيعة الطويلة بينهما.
وأضاف: أن "مصر أرادت تحسين وضعها مع قطاع غزة بشكل عام وليس من باب فصائلي"، معرباً عن أمله أن تشهد الأيام المقبلة تحسناً أكبر.
وكان اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، قد أعلن عن فتح صفحة جديدة في العلاقات مع مصر، بعد توتر أكثر من ثلاث سنوات.
وقال هنية في تصريح له عقب عودته من مصر إلى قطاع غزة مؤخراً: "إن حماس حريصة على بناء علاقات متطورة مع القاهرة وإنها لن تتدخل في الشأن الداخلي لمصر ولن تكون على علاقة بما يجري في سيناء".
وأشار إلى، وجود حديث حول تطوير العلاقات التجارية بين مصر وقطاع غزة من خلال معبر رفح الحدودي.
الشك قائم
المحلل السياسي أكرم عطالله، رأى أنه من المبكر الحديث عن وجود علاقة قوية بين الطرفين، وإنما تحتاج إلى بعض الوقت.
وأوضح عطاالله، أن العلاقة شهدت بعض التحسن، لكن لا يمكن اعتبارها قوية، مضيفاً "طبيعة العلاقة فيها نوع من الشك بين الطرفين، لاسيما أن حماس قريبة من الإخوان المسلمين".
واستبعد أن، يكون هناك تغيرات كبيرة على طبيعة العلاقة بين الطرفين في المرحلة المقبلة، لافتاً إلى أن "الشك سيظل قائماً والذي سيكسره طبيعة المصالح التي تتولد بين الفترة والأخرى"، وفق قوله.
ووصف التحسن في العلاقة بـ "البطيء"، حيث عكَس نفسه من خلال وجود حوار مباشر بين الطرفين، على خلاف المرحلة السابقة.
سيناريوهات متوقعة
وفي ظل المعطيات السابقة، فإن المحللين في حديثهم لوكالة "شمس نيوز"، توقعوا أن تشهد العلاقة تحسناً أكبر خلال المرحلة المقبلة، على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وعزا المحلل عوكل ذلك، إلى أن حماس استجابت لمعظم طلبات مصر، وأبرزها حفظ الأمن على الحدود، متوقعًا مزيدًا من التحسن وتوسيع التبادل التجاري بين الطرفين.
أما السيناريو الثاني، فيتمثل في إمكانية فتح معبر رفح بشكل أفضل مما هو عليه، واستقبال المزيد من الوفود الشبابية، وربما زيارة وفود مصرية لقطاع غزة، بحسب المحللين.
وعلى غرار الحلول السياسية المقترحة والمبادرات المطروحة، على جميع المستويات الفلسطينية، فإن الشعب الفلسطيني بات يرى في هذه المبادرات، بما فيها العلاقة بين غزة ومصر مجرد أحاديث ووعود متكررة على مدار السنوات الماضية.
إضافة إلى، كونها تدخل في إطار سياسة "المد والجزر" المرحلية ضمن سياسة شاملة أكبر تم رسمها لمنطقة الشرق الأوسط بما فيها قطاع غزة ومصر من جهات دولية وقوى عظمى.