شمس نيوز/ خاص
بدأت اللجنة التي شكلتها مركزية حركة "فتح" بعد اجتماعها في رام الله، والمكونة من 6 أعضاء، بالتحرك فعليًا على أرض الواقع لبحث أزمات غزة وإمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الاجتماع مع حركة حماس في القطاع.
وبحسب مصادر خاصة لصحيفة "القدس العربي"، أكدت أن هناك التحضيرات قائمة لوصول وفد كبير من اللجنة المركزية لـ"فتح" إلى قطاع غزة بقيادة نائب رئيس الحركة محمود العالول لبحث ملف تشكيل حكومة وحدة وطنية، وحلول أزمات قطاع غزة.
فيما أعلن القيادي في حركة فتح يحيى رباح، أن اللجنة بدأت اتصالاتها مع حركة حماس، لتشكيل حكومة وحدة وطنية، معرباً عن أملها أن تتمكن من تحقيق أهدافها.
وأبدى رباح في تصريح سابق لـ "شمس نيوز"، تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق مع حماس، خاصة بعد الوثيقة التي أعلنت عنها الاخيرة، وتغيير قياداتها في غزة عقب انتخاباتها الداخلية الأخيرة.
وقال: " بعد التغييرات الإيجابية في حماس وصعود قيادة جديدة مثل يحيى السنوار، نعتقد أن الوجوه الجديدة التي جاءت بعد مراجعات أجرتها حماس ستكون مؤهلة كشريك في عملية المصالحة وإنهاء الانقسام وصياغة نظام سياسي قوي وصالح لحمل كل طموحاتنا في المرحلة القادمة".
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن أن تساهم وثيقة حماس الجديدة وتغيير بعض أعضاء مكتبها السياسي في تسهيل مهمة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، في تسوية أزمات القطاع، والتي كان آخرها اقتطاع 30% من رواتب موظفي السلطة في غزة.
جاهزية حماس
الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطاالله، يرى أن إمكانية تشكيل حكومة وحدة مرتبط بطبيعة رد حماس على اللجنة، والتعامل مع الملف، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن حماس تتحدث عن جاهزيتها لتقديم ما يكفي من المرونة لتشكيل الحكومة.
وأوضح عطاالله خلال حديثه مع وكالة "شمس نيوز"، أن المطروح هذه المرة هو صفقة كاملة، وعلى حماس أما أن تقبل أو ترفض، قائلًا "كل مرة نسع الحديث المرن من الجانبين، ولكن عند التفاصيل نصطدم بالعقبات"، مُعرباً عن خشيته من التراجع عن ذلك في اللحظة الأخيرة.
أما الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، فرأى أن تشكيل لجنة للتحاور مع حماس تهدف إلى تسليم الاخيرة للوزارات، وتسليم حكومة التوافق مهامها في غزة وليس تشكيل حكومة وحدة.
وأوضح أبو شمالة في حديثه مع "شمس نيوز"، أن تشكيل حكومة الوحدة مرتبط بما توصلت إليه اجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني برئاسة سليم الزعنون في بيروت في شهر فبراير الماضي.
يذكر أن، البيان الختامي للجنة، أكد على دعوة رئيس السلطة محمود عباس للتشاور فورًا من كافة القوى السياسية للتوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأشار إلى، أن ملف تشكيل الحكومة أُحيل إلى عباس من وقتها، فيما لم يصدر الأخير أي قرار بهذا الشأن حتى اللحظة، لافتاً إلى أن اللجنة المركزية طالبت بتمكين حكومة التوافق بتسلم الوزارات بالكامل من حماس.
الوثيقة الجديدة
على صعيد وثيقة حماس الجديدة، توّقع عطالله أن تساعد في إقناع المعارضين السابقين في الحركة، خاصة فيما يخص البرنامج السياسي لمنظمة التحرير "العائق الأساسي" في كل مرة، والذي تعتبره الحركة "تنازلي لا يمكن التوافق معه"، وفق قوله.
تجدر الإشارة إلى أن قناة "الميادين" كانت قد كشفت عن بنود وثيقة حركة حماس الداخلية، حيث اعتبرت إقامة الدولة صيغة توافقية وطنية، وأن منظمة التحرير إطار وطني للفلسطينيين في الداخل والخارج يجب المحافظة عليه.
في حين أن حماس رفضت حصول قناة الميادين على بنود الوثيقة، معتبرةً أنها حصلت عليها "بطريقة غير لائقة مهنيًا".
ويعتقد عطالله، أن يكون هناك نقاش داخلي بين أعضاء حماس، وحسم الامر داخليًا باتجاه التوافق على البرنامج، لافتًا إلى أن الطرفين لديهما رغبة في انجاح تشكيل الحكومة، كون حماس تدرك صعوبة الأوضاع القادمة على قطاع غزة.
وبيّن أنه يمكن تحريك الأزمات التي تمر في القطاع، اذا اقتنعت حماس بضرورة تسهيل مهمة عمل السلطة في غزة.
بالعودة إلى أبو شمالة، فإنه نفى أن يكون هناك أي علاقة مباشرة، بين وثيقة حماس وصعود السنوار، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، مشيرًا إلى أن اللجنة المركزية اجتمعت لمناقشة موضوع خصم الرواتب.
واعتبر مسألة تشكيل حكومة الوحدة، "خطوة ذكية من رئيس السلطة محمود عباس" لربط حالة الانقسام والموظفين مع بعضهما.