غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر جثة تطير وديك يختفي... عن قصص الأسماء الغريبة لأحياء غزة نتحدث !

فادي الحسني/ رصيف 22

هل خُيّل إليك أن جثة تطير ثم يحمل مستقرها اسمها؟

أو أن يدخل ديك في أحد القرى إلى جحر دب ويختفي، لتحمل القرية اسمه؟

هل قُدّر لرجل مثلاً أن يمشي في شارعٍ للحوامل؟ أو أن يقطن أحدنا بالقرب من شارع المحطة لعقود، ولا يسمع بوقاً لقطار؟

هذه روايات نقلت عن السلَف حول التسميات الغريبة لبعض الأماكن في قطاع غزة. فهنالك أمكنة تتضمن أسماؤها دلالة واقعية على المكان، وأخرى تبدو قريبة جداً من اللا منطق، وأحياناً تبدو قصة التسمية ضرباً من ضروب الخيال.

في ما يلي عدد من أبرز الأسماء التي أطلقت على قرى وتلال وشوارع في غزة منذ عشرات السنين.

جثة طائرة

تل المنطار، الواقع إلى الشرق من مركز مدينة غزة ضمن حدود حي الشجاعية، والمرتفع نحو 90 متراً عن مستوى سطح البحر، تحمل حكاية تسميته شيئاً من اللا منطق.

السكان هنا لا يعرفون إلا سبباً واحداً للتسمية، وهي الرواية التي نقلها الحاج محمد حرارة عن والده، بأن رجلاً صالحاً كان يدعى الشيخ "ألمُن" وافته المنية في مدينة غزة، وأثناء تشييع جثمانه طارت جثته واستقرت فوق التل، ومنذ ذلك الحين وهو يعرف بـ"تل المنطار".

فوق هذا التل، يقبع قبر أسفل في قبو مغلق بأمر من جهاز الشرطة في غزة، وعلل هذا الإجراء الأمني الحاج حرارة، بقوله: "إن القرار جاء تلافياً لانتشار الخزعبلات لأن الكثير من الناس كانوا يترددون بشكل يومي على هذا القبر لنيل البركات بزعم أنه قبر لرجل صالح".

بموازاة هذه الرواية لتسمية التل بالمنطار، يقول الكاتب والمؤرخ الفلسطيني سليم المبيض: "ما قيل عن إن الاسم عائد لرجل صالح اسمه "ألمُن" وقد طارت جثته أثناء تشييع جنازته واستقرت فوق التل، فهذا محض هراء تناقلته العامة وهو عار عن الصحة تماماً".

ومع مجيء الفتح الاسلامي مع بداية القرن السابع الميلادي، وتحرير الأرض الفلسطينية من الاحتلال البيزنطي، أكد المؤرخ المبيض أن الخلفاء الراشدين اتخذوا من التلال والجبال المشرفة على المدن نقاطاً للحراسة أطلقوا عليها اسم "منطار" أي مكان مخصص للنظر، مشدداً على أن هذا هو الأسم الحقيقي لتل المنطار، وما عدا ذلك "روايات كاذبة" كما وصفها.

اختفاء ديك

لقرية وادي غزة المعروفة باسم، جحر الديك، الواقعة وسط قطاع غزة، حكاية مساوية في الغرابة.

تسميتها ترجع خمسين عاماً للوراء، ونشأت من حكاية الديك الذي هرب من أحد التجار ممن كانوا يمرون بالقرية متجهين إلى سوق محاذية لها، وتخفى في أحد جحور تلة تسمى أم عزيز واختفى، وفق إفادة السكان. منذ ذلك الوقت والناس ينعتون القرية باسم جحر الديك.

وهو ما يؤكده خليل أبو عيادة (60 عاماً)، أحد سكان القرية التي يغلب عليها طابع البداوة، مضيفاً أن اعتياد التاجر على زيارة الجحر بين فترة وآخرى لتتبع أثر الديك الهارب، هو الذي عزز هذا المسمى.