شمس نيوز/ خاص
يمسك الطفل نافذ صقر ذو السبعة أعوام بيد أخته ميرا (5أعوام)، ويتجولان حي تل الهوا غربي مدينة غزة، بحثًا عن محلات بيع الأيس كريم المعروف محليًا بـ "الأسكيمو"، بعد أن أبلغهما صاحب السوبر ماركت أسفل العمارة التي يسكناها أنه لم يعد يجلبه بسبب انقطاع الكهرباء المتواصل.
مرّ الطفلان نافذ وميرا، بأكثر من 10 محلات بحثًا عن "الأسكيمو"، بدون جدوى، لكنها لم يرجعا خاليا الوفاض فأحضرا مشروب البراد المثلج من أحد المحلات البسيطة، بديًلا عّله يطفئ حرارة الصيف.
أما ريهام المصري (25عامًا)، فتعتبر نفسها مغرمة "بالأسكيمو"، فيكلفها ذلك بحثًا طويلًا في محلات البقالة، وأحيانًا يحالفها الحظ فتجد مرادها.
وتتابع بعد عودتها بخفي حنين، من عملية بحث فاشلة، "لا أعرف متى سنأكل الأسكيمو في هذا الصيف ونحن في شهر رمضان، ومتى ستحل مشكلة الكهرباء التي ترهقنا جميعًا؟".
ويقول رامي القطاع (35عامًا) أحد أصحاب محلات البقالة في حي شعبي شرقي مدينة غزة، إنه لم يبيع الأسكيمو منذ بداية الصيف، "هذا الموسم هو أسوأ موسم في بيع الأسكيمو؛ فالجمهور يطلبه.. وكصاحب محل غير قادر على استقبال مثل هذه بضائع من أصحاب المصانع، لعدم توافر الكهرباء، ولأنها تفسد إذا لم تجمد"، يضيف.
ويتابع رامي، وفي تصاعد أزمة الكهرباء، أصبنا بالعجز عن بيع المثلجات، وتساءل "جدول الكهرباء في غزة 4 ساعات لشو بتكفي؟".
تسريح عمال**
يقول غازي مشتهى رئيس مجلس إدارة شركة "العروسة للأسكيمو"، إن صناعة المثلجات هي الأكثر تضرًرا هذا الموسم بفعل انقطاع التيار الكهربائي، مضيفًا أن "موسم الصيف وخاصة شهر رمضان كحصاد العام بالنسبة لنا، حيث أنها الفترة الوحيدة التي نصنع فيها المثلجات ويكون عليها إقبال جيد إلا أن الكهرباء تتحكم بالمحال التجارية وطلبها على الأسكيمو والبوظة لأنها غالبًا ما تفسد بسبب الأزمة".
ويتابع، أن معدل عملهم في الوقت الجاري هو ثلاث ساعات أسبوعيًا، ما يرغمهم على تعطيل العمال الذين يتراوح عددهم من 60 إلى 80 عاملًا، والاكتفاء بعدد قليل من أرباب العائلات الكبيرة، بالإضافة إلى العشرات من موزعي المثلجات على طول قطاع غزّة، وتأثر عائلاتهم بالتعطيل لافتًا: "أزمة الكهرباء ستعصف بنا".
ويواجه المصنع عوائق في استخدامه للطاقة البديلة، وفق مشتهي، حيث تحتاج الطاقة الشمسية إلى مساحات كبيرة، إلى جانب أن تكلفتها باهظة الثمن، وبطارياتها وقطع الغيار فيها تتلف بسرعة، عدا عن منع إسرائيل دخولها إلى القطاع.
وخلال عمل الماكينات بالوضع الطبيعي، تفسد المثلجات فور انقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن تعطل الماكينة الذي يزيد من حجم الخسائر "الفادحة"، إلى جانب كميات السولار التي يستهلكها مولد الكهرباء لحفظ المثلجات على مدار 24 ساعة متواصلة.
ويشير إلى، أن المصنع كان يصدّر المثلجات بأسعار مناسبة وجودة عالية، للضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني، قبل أن تفرض إسرائيل حصارها على القطاع، بمعدل ثلاث شاحنات يوميًا. فيما أصبح بالكاد يوزع على مناطق غزة بفعل الأزمات،
لها انعكاساتها**
من جهة ثانية، قال الخبير الاقتصادي ماهر الطباع إن أزمة الكهرباء التي توصل بشكل يومي حوالي 3 ساعات من أصل 24 ساعة، انعكست على القطاع الصناعي بشكل سلبي ومرهق، حيث أثرت على كافة الأنشطة الصناعية في قطاع غزّة، وأدت إلى انخفاض الإنتاج.
ويوضح الطباع، أن انخفاض الإنتاج بدوره، ساهم في ارتفاع في أزمة البطالة، وإيقاف المصانع بشكل شبه كامل، فالغذاء يحتاج إلى التبريد في المصنع، والموزّع في شاحنته، غير الخسائر التي يتعرض لها مستوردي المثلجات أيضًا.