غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر (قصة) بعد "منة الله".. لا تزال تدعو "لهم" بالذرية الصالحة

شمس نيوز/منى حجازي

"يا ربِ هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء، رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين، رب هب لي من الصالحين ذرية".. دعوات لم تتوقف عن ترديدها الشابة العشرينية "مريم" بعد سبع سنوات من انتظار تحقق حلم الأمومة، عانت خلالها وزوجها كثيرا، حتّى تنبّهت إلى أن الدعاء خير علاج..

"كانت من أصعب السنوات وأكثرها معاناة، إلى جانب تعلمي منها الكثير"، تصفها مريم هذه السنوات وتستذكرها رغم قسوتها عليها، وتقول: "مرّ على زواجي ما يقارب سبع سنوات ولم يكتب لي أن أكون أمّا، صبرت بالبداية واعتبرت الأمر طبيعيا يحصل مع الكثير من الناس، لم أفكر كثيرا كي ﻻ تتحول حياتي لحزن واكتئاب، وحاولت تجاهل أسئلة كل من حولي، لكن الأسئلة كانت تزداد مع كل شهر يمر بلا حمل، سواء من الأقارب أو الجيران أو المعارف، إلى جانب النظرات الغريبة التي تشعرني بالضيق وتعكّر مزاجي، فأبسط الكلمات والنظرات كانت شديدة التأثير فيّ".

وتتابع: "كانت السنوات تمضي ببطء يسلب مني عمرا باهتا، أشعر وكأنني كنت كالشمعة التي انطفأت يوم بعد يوم، أقضي ساعات يومي في العيادات والمستشفيات، تعرّض جسدي لكل أنواع الحقن والأدوية الكيمائية المتعبة باهظة الثمن".

بعد أن دفعت مريم وزوجها كل ما يملكاه من أموال في سبيل قدوم طفل يشبع مشاعر الأمومة والأبوة لديهما، كان الخبر الصادم من إحدى الطبيبات لـ"مريم"، إذ أبلغتها الرحم عندها مشوّه، مما يجعل الحمل أمرا مستحيلا.

بعد قول الطبيبة، لم يبقَ في جعبة مريم وزوجها غير حلٍ وحيد، هو الأهم بالطبع، وتقول عنه: "ضاقت بي الدنيا حينها، فلم أجد مفرا إلّا إلى الله، هو القادر على كل شيء، هو من يستجيب دعوة الداعِ بلا مقابل، تفرّغت أنا وزوجي للصلاة وقيام الليل والتسبيح والاستغفار وترديد الدعوات المقتبسة من آيات القرآن الكريم"، مضيفة: "سلمت أمري له سبحانه، فلم يخيب ظني، يوما بعد يوم أحسست بأني حياتي تختلف، تبدلت المشاعر من اليأس إلى الاطمئنان والسكينة، والسخط إلى الرضى بما كتبه الله، مع كل ترديد للدعاء والاستغفار والسجود لله والبكاء إليه كنت أشعر بأن نور يعبر إلى قلبي ويثلجه، وكل يوم أشعر بأنني مقبلة على خبر جميل وحياة جديدة، إلى أن جاء اليوم الذي شعرت بإحساس غريب لكنني كذبت نفسي، فهي ليست المرة الأولى التي أشكّ فيها بالحمل".

"والله قلبي هذه المرة مطمئن، نجربّ فقط، وإن لم تكوني حامل لن نخسر شيئا"، بهذه العبارة حاولت حماة مريم إقناعها بالتوجه سرّا إلى الطبيب، أما هي فكانت مشاعرها مختلفة عمّا كانت عليه في زياراتها السابقة والكثيرة للأطباء، إذ توضح: "ذهبت وكلّي ثقة بالله وبقدرته، ومما لا شكّ فيه أن الخوف كان ينتابني، لكن ليس ككل مرّة، إلى أن جاء الخبر المُنتَظر".

عن لحظة علمها بأنها حامل، تقول مريم: "اختلطت الدموع بالضحكات، عجزت عن النطق بأي كلمة لشدة سعادتي، لكني ما نسيت سجدة الشكر، بل أسرعت للسجود شكرا لله على هذا العطاء"، مضيفة: "رزقت ببنت اسميتها (منة الله) وانتظر طفلي الثاني، ولا زلت أقيم الليل وأدعو الله بأن يرزق كل من يتمنى الذرية الصالحة".