شمس نيوز/ خاص
تصوير/ حسن الجدي
تجلس المواطنة أم محمد (54 عاماً)، وحولها أربعة من زوجات أبناءها في حلقة دائرية للبدء بصناعة "كعك العيد"، حيث اجتمعت حول ما تسمى بعجينة الكعك، للبدء بأولى خطواتها.
فمع دخول العشر الأواخر من رمضان، أحضرت أم محمد كل الحاجات واللوازم التي تدخل في صناعة الكعك، مثل الطحين والسميد والعجوة وغيرها من الأغراض، بالإضافة إلى تحضير الأدوات اللازمة لذلك.
كخلية نحل تعمل الخمسينية أم محمد بمساعدة "زوجات أبناءها"، وأخذت تشير لهن بكيفية تشكل حلقات الكعك، وفق الطرق التي اعتادت عليها على مدار السنوات الماضية.
بدأت أم محمد بإعداد عجينة الكعك ومن ثم تقطيعها تمهيداً لحشوها بالتمر، وكانت بجانبها ولاء "كنة أم محمد" التي تسكب قليلاً من زيت الذرة الأصفر في جالون متوسط الحجم بداخله القليل من الدقيق والمكونات الأخرى.
على الجهة الأخرى، انشغلت "الكنة" الأخرى في تحضير التمر والأواني التي سيوضع بها الكعك المُعد لوضعه في "الفرن".
لحظات استرقناها من أم محمد للحديث عن طبيعة عملها في الكعك، فاختصرت كلامها بالقول "اعتدنا على عمل الكعك في كل عيد، لأنه ينثر الفرحة بين أفراد أسرتي".
وتعتبر السيدة الخمسينية، عمل الكعك أحد أبرز الطقوس التي اعتادت على عملها مع قدوم كل عيد، كونها تدخل "البهجة" على قلوب ووجوه عائلتها.
وأشارت إلى، أن تكلفة حاجيات الكعك تصل قرابة الـ 50 شيقلاً، لكنها تعتبر أن التكلفة المادية لا تكاد تكون مذكورة أمام الجهد الذي يُبذل في إعداده وتجهيزه، "كل التعب بهون من أجل إدخال السرور على وجوه عائلتي"، على حد قولها.
في منزل آخر، وسط أجواء من الفرحة والسرور، وعلى وقع تكبيرات العيد ابتهاجا باقترابه، تتربع أم عبدالله قرب المعدات التي حضرتها لصناعة الشق الآخر من حلويات العيد وهي "المعمول"، والذي لا يقل أهمية عن الكعك.
أخذت أم عبدالله ( 40 عامًا) مع بناتها اللواتي تجمعن حولها لمساعدتها في صناعة "المعمول" جزءاً من العجوة والحلقوم كحشوة للمعمول.
ومع "لّمة" العائلة وتوزيع المهام على بناتها، أخذت كل واحدة منهن بعمل ما عليها من مهام، في أجواء سادت فيها السعادة في أرجاء المنزل وبين أطفالها.
في زاوية أخرى، أخذت البنت البكر "حنين" تحضر حلويات من نوع آخر والتي تعرف باسم "فستقية"، والتي تتكون من الفستق والعسل وبعض المكونات الأخرى.
وبحسب أم عبدالله، فإنها تعتبر "الفستقية" جزءًا من حلويات العيد، التي تضعها على مائدتها بجانب الكعك والمعمول.
وخلال حديثها مع مراسل "شمس نيوز"، فقد عبرت عن سعادتها بـ "لّمة" بناتها حولها خلال صناعة حلويات العيد، متمنيةً أن يأتي العيد القادم والشعب الفلسطيني والأمة العربية في أحسن حال.
يقال إن، الفراعنة هم أول من عرفوه، حيث كان الخبازون يصنعونه بأشكال مختلفة، وصلت إلى 100 شكل، وفي التاريخ الإسلامي يرجع الكعك إلى عهد الطولونيين حيث أنهم كانوا يصنعونه بقوالب مكتوب عليها “كل واشكر”، ثم أخذ مكانة متميزة في عهد الإخشيديين ثم بمرور الوقت أصبح موروث عربي وإسلامي في عيد الفطر بلا منازع.