غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر ودعت والدها شهيدًا ووعدته بالتفوق.. وكذا فعلت شهد النمروطي!

شمس نيوز/ توفيق المصري

في الرابعة من عمرها، ومع صبيحة يوم 22‏/08‏/2003، وقفت الآلة العسكرية الإسرائيلية حائلًا بين "شهد" وكلمات بريئة تمنت أن تهمسها في أذن والدها قبل رحيله، "بابا أحبك كثيرًا".

لكن الآلة الحربية لا ترحم الخوف بعيون الأطفال، ولا براءتهم. وأثناء توجه والد شهد، خالد النمروطي، إلى عمله في مدينة نابلس، أطلقت قوات الاحتلال النار عليه، ما أدى إلى استشهاده على الفور.

وسرعان ما انتشر خبر استشهاد خالد في نابلس وتناقلته وسائل الإعلام التي أعلنت غياب نجم سطع متألقًا في كبرياء السماء، وتلقت زوجة الشهيد خالد (سناء الترابي) النبأ بالصلاة والدعاء، فهو الذي ما فارق الحديث عن الشهادة لسانه يومًا، وهو الذي كان يعلّمها كيف تربي بناته على الصبر والإيمان بالقدر وتحدي المحتل.

أما والد الشهيد فقد كبّر الله وسبّحه وقال في ذلك الوقت، "لم يمتْ خالد، ولدي حيّ يُرزق، ولدي شهيد في سبيل الله".

بعد زفه، رفضت "شهد" الاستسلام لواقع رحيل والدها عنها، بعناد أكبر من سنين عمرها الأربع، وقالت واعدةً إياه بعد رحيله: "عندما أراه سأريه شهاداتي المدرسية، وأقول له إنني أحصل على معدلات عالية".

"لأني أريد أن أعيش كل فرحة في حياتي دون أن يبددها أي حزن، وبالرغم من محاولاتي إلا أنني أتذكر لوالدي الكثير من المواقف، ومع ذلك أتجنب البكاء؛ لأنه لن يعيد أبي مرة أخرى"، قالت شهد في ذكرى مرور ست سنوات على رحيل والدها، في محاولة لتجاهل فاجعة فقد الأب، وطيفه العالق في وجدانها.

مرت السنوات، بخطى التفوق الاجتهاد، واجتازت "شهد" التي تكبر إخوتها عام تلو عام دراسي، كأنها تتحدى الاحتلال بالعلم، ووصلت إلى مرحلة الثانوية العامة، وقررت الدخول للفرع العلمي.

صباح أمس الأربعاء، حركت نتيجة الثانوية العامة فؤاد "شهد" نحو والدها الذي ارتقى شهيدًا قبل 14 عامًا، بعد أن حصلت على معدل 98%.

وفور معرفة "شهد" نتيجتها في الثانوية العامة، عادت لها ذكرى استشهاد والدها، وما قالته في حينه، لتثبت أنها على العهد والوعد.

"عندما حضنتني بالأمس يا أبي، قلت لي وداعًا وقبّلتني، لم تعد صباحًا، ما أيقظتني، ما حضنتني".. بصوت طفولي حزين، سمعت شهد هذه الأنشودة القديمة، التي تحاكي حديث أبناء الشهداء مع آبائهم، لتيقظ الأشواق، وانهارت الدموع على خديها.

وأهدت "شهد" نجاحها لروح والدها، الذي ما غاب عن مخيلتها يومًا.