شمس نيوز/خاص
بدأت حركة "حماس" وتيار" فتح الإصلاحي" المحسوب على القيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان، في إبرام اتفاقات لتسوية "قضايا الدم" التي خلفها الاقتتال الفلسطيني الداخلي في 2006-2007، وذلك في إطار التفاهمات بين الطرفين في القاهرة، أخيرًا.
وفي السياق، قال قيادي كبير محسوب على تيار دحلان، إنه تم البدء في تشكيل لجان المصالحة المجتمعية في غزة مؤلفة من الفصائل والوجهاء ومن فئات مختلفة في المجتمع، وأنه تم حصر أعداد القتلى والجرحى والمتضررين من أحداث الانقسام، بالاتفاق بين حماس ودحلان.
وقال المصدر لـ"شمس نيوز"، مفضلًا عدم ذكر اسمه، إن أعداد شهداء الانقسام معروفة وتم حصرها، مشيرًا إلى أن المبالغ التي سيتم تقديمها تشمل الجميع. وسمى الديات بـ "مساعدات" تقدم لعوائل الضحايا.
وأضاف، أنه "تم رصد مبلغ معين كمرحلة أولى لملف شهداء الانقسام"، رافضًا تحديد المبلغ والجهات التي ستقدم المساعدات لتسوية قضايا الدم العالقة منذ نحو عشر سنوات.
ولفت المصدر إلى، أنه لم يتم البدء الفعلي لهذه الخطوة وأن المقربين من دحلان في غزة لم يتلقوا إشارة للبدء في عمل اللجان الفرعية بالمحافظات، قائلًا إنهم في انتظار القرار من اللجان العليا في حركتي فتح "التيار الإصلاحي" و"حماس" للشروع في الخطوات ما بعد حصر الأسماء، مرجحًا أن القرار سيكون قريبًا.
وفي لقاءات الطرفين، أخيرًا، في القاهرة، اتفقا على إنهاء ملف العشرات الذي سقطوا جراء الانقسام، ضمن لجنة وطنية تضم جميع الفصائل.
وتعهد دحلان بالعمل من أجل جمع الأموال لإنهاء ملف المصالحة المجتمعية، وتعويض عوائل القتلى من الجانبين، تمهيدًا لحل الخلافات الرئيسية، وإتمام المصالحة.
وفي وقت سابق، ألمح القيادي بحركة "فتح" سفيان أبو زايدة، المقرب من دحلان، إلى أن الأحداث المؤسفة في يونيو/حزيران 2007 كانت "طوشة" بين أنصار دحلان الذي كان وزيرًا للأمن الداخلي في حينها، وحركة "حماس" من جهة أخرى، انتهت بسيطرة الأخيرة على القطاع إلى الآن.
وكتب أبو زايدة في 3 يوليو/تموز على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، تعقيبًا على تفاهمات حماس-دحلان، "أنه في ذلك الوقت لم يكن أحد في غزة من اللجنة المركزية أو المجلس الثوري لحركة فتح في غزة، كلهم غادروها قبل أشهر ومن بقي لم يخرج من بيته وكأن الطوشة لا تعنيه".
ويتابع: "إذا كانت طوشة بين دحلان وحماس والباقي ما كان له دعوه فيها، لماذا الزعل والغضب والتخبيص في ردود الأفعال إذا الجماعة قرروا أن يتصالحوا مع بعضهم البعض؟".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن مصادر، قالت إن ثمة عائلات قتلى أبرمت اتفاقًا مع حماس ودحلان وأنهت الخلاف، وأخرى لم ترد، وثالثة رفضت تسوية الأمر تمامًا.
وقالت الصحيفة، في عددها الصادر، اليوم الأربعاء، إن "أكثر من 5 عائلات تلقت أموالًا من حماس، وتسلمتها بحضور تنظيمي وعشائري، وأمام حشد من المواطنين، قبل أن يتم إعلان إنهاء الخلافات".
ومن بين هذه العائلات، وفقًا للصحيفة، عائلة الضابط في جهاز الأمن الوقائي، صقر عنبر، الذي قتل في نهاية عام 2006. والتي تلقت مبلغ 70 ألف دينار أردني مقابل الصلح وإسقاط حقها بالثأر.