شمس نيوز/ توفيق المصري
لا يزال التوتر يخيّم على مدينة القدس المحتلة، حيث يواصل عشرات المقدسيين الاعتصام والصلاة عند مداخل الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة، احتجاجًا على البوابات الإلكترونية التي نصبتها إسرائيل، على مدخل المسجد الأقصى المبارك.
ولنحو سبعة أيام، تشهد الأراضي الفلسطينية توترًا غير مسبوق منذ سنوات على وقع قرار سلطات الاحتلال إقامة بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، الأمر الذي رفضه الفلسطينيون واعتبروه تمهيدًا لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المدينة المقدسة.
وسبق الاحتلال الهبة الجماهيرية بإجراءات عسكرية، فأعلنت "إسرائيل" رفع حال التأهب القصوى في القدس وأرسلت تعزيزات إلى الضفة الغربية، في أعقاب استشهاد ثلاثة فلسطينيين خلال مواجهات بعد صلاة الجمعة، وما أعقبها من هجوم على مستوطنة أدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين طعنًا.
وتعقيبًا على زعم "إسرائيل"، بإطلاق صاروخ من القطاع، قال رئيس أركان جيش الاحتلال غادي آيزنكوت، "إن الصاروخ الذي أطلق من غزة فجرًا يدل على هشاشة الأوضاع في الضفة وقطاع غزة".
وأضاف آيزنكوت، خلال لقاءه جنود جدد من لواء جولاني ولواء جفعاتي، صباح اليوم الأحد، "أنتم تلتحقون للجيش في فترة معقدة؛ فالتحدي أمامنا هو الانتصار على الإرهاب، فبالأمس أُطلق صاروخ من غزة، وهذا أمر يدل هذه الفترة قابلة للاشتعال في الضفة الغربية وقطاع غزة"، على حد قوله.
تصعيد مرهون
وفيما يتعلق بشكل التصعيد المقبل، رأى المحلل والخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، أن شكل التصعيد مربوط بنجاح إسرائيل في تركيب هذه البوابات، مضيفًا: "إسرائيل نجحت في تركيب البوابات واستبدلت البوابات الإلكترونية في كاميرات أحدث تركب في المطارات، "ومن هنا القيادة الفلسطينية أثبتت أنها تحتاج إلى انجاز سريع وهذا ليس انجاز بل إجهاض لتحرك القدس"، وفق قوله.
وأضاف الشرقاوي، لـ"شمس نيوز"، أن إسرائيل تصر على حسم معركتها بالضفة، وأنها لن تسمح بالهزيمة في القدس؛ "لأن هزيمتها في القدس تعني أنها خسرت ما خططت له، لذلك سيعملون جاهدين لعدم الخسارة، والوضع العربي يساعدها، وفكرة التجربة الفلسطينية مساعدة بعد هذا الانجاز سينطلق إلى تهويد الضفة الغربية، وتقسيم المسجد زمانيًا ومكانيًا، قضية وقت"، وفق قوله.
وأوضح، أن الأمور ستخرج من يد القيادة وسيكون هناك كفاح شعبي في الضفة ومناطق الـ48 والقدس، ولا يوجد أمام الشعب الفلسطيني إلا أن يعتمد اسلوب الكفاح الشعبي، مضيفًا "غزة ستكون مساندة في العمل الاستراتيجي المقاوم".
وحول تصريح أزينكوت، قال الشرقاوي، إن الأمور قابلة للتصعيد، لأنهم لن يقبلوا بالفشل، لكن أزينكوت ليس قدرًا، ويمكن كسره كما قبله عمير بيرس ومعظم جنرالات الجيش الإسرائيلي.
وعن مدى تأثير التنسيق الأمني على التصعيد العسكري بالضفة، علّق الشرقاوي: "لا يوجد تنسيق أمني، إذاً لا بد من حل الأجهزة الأمنية، ووجود أشخاص يحملون السلاح فيعني لابد من وجود تنسق، وهذه واقعية".
وأضاف، بالأساس التنسيق الأمني جريمة، ويخدش كرامة الشعب الفلسطيني، ولا يمكن أن يكون هناك سلاح دون تنسيق أمني، "فيعتبر سلاح مقاوم، ولكن إذا في تنسيق أمني يعتبر سلاح شرعي"، وفق تعبيره.
وتابع: "إسرائيل تعتبر السلاح والأمن في الضفة كشيء استراتيجي إسرائيلي، وأي سلاح يجب أن يكون مرخص إسرائيليًا".