شمس نيوز/ دعاء عازم
كثيرة هي لحظات الفرح التي تقتحم منازلنا، لكن حين يتعلق الأمر ببيت أسير فلسطيني تكاد السعادة تُسمع هُناك ولا تُرى!، وإن حدث، تبقى منقوصة بغياب أحد أفراد العائلة، تمامًا كما هو الحال في منزل ذوي الأسير أحمد هريش سكان بلدة بيتونيا قضاء رام الله، إثر تجديد الاعتقال لنجلهم الأصغر أحمد، إذ يتعمد الاحتلال أن يسلب بسمة الفرح، لتبقى عائلته المكلومة على غيابه في حزن مستمر.
أحمد هريش الذي عُرف بتواضعه ومبسمه الهادئ وانعكاس روحه العفوية بين أصحابه، السّباق دائما لتقديم المُساعدة دون مقابل، ابن 23ربيعًا، كلّ ذلك لم يُنجيه من ملاحقات الاحتلال له واعتقاله بشكل دوري؛ فلا يكاد يُنهي فترة حُكمه الاداري في سجون الاحتلال ويعود لممارسة حياته الاعتيادية حتى أعاد الاحتلال اعتقاله بعد شهر فقط من الافراج، حيث اقتحمت قوات كبيرة من قوات الاحتلال منزل عائلته في بيتونيا وقامت باعتقاله والتنكيل به وبأهل بيته وذلك بتاريخ 27/5/2017.
هكذا ابتدأت شقيقة أحمد حديثها مع "شمس نيوز"، ولعلّ دمعة بالخفاء راودتها خوفًا على شقيقها الذي تعرّض للتعذيب والشبح الشديدين، بمدة لا تقل عن 10 أيام متواصلة، ناهيك عن آلام الظهر والمعدة المُصاحبة له منذ اعتقاله الأول.
وأضافت: "تعرّض أحمد للاعتقال أكثر من 5 مرات وبفترات متقاربة حرمته اللحاق بمن هم بمثل عمره في الجامعة، مما حال بينه وبين التخرّج لسنواتٍ عديدة، وحُرِم من مشاركة العائلة أفراحها أغلب الأوقات".
وتابعت بٌحرقة: "لا فرحة ولا طعم لنا بغياب أخي أحمد في ظل تعرّضه لتحقيق طويل منذ فترة اعتقاله، فلا أخبار لدينا عنه ولا زيارة للمحامي له، أي فرحةِ تلكَ التي ننشدها بغياب الحبيب!".
ونوهت إلى، أن "أحمد دخل في إضراب عن الطعام تزامنًا مع استعدادنا لفرح اخي واختي ونقل للمشفى عدة مرات في الوقت الذي كنا نعتقد ان فرحتنا ستكون كاملة بتواجده بيننا ".
بينما تؤجل محكمة الاحتلال محاكمة الأسير هريش، تمنعه في كثيرِ من الأحيان زيارة المحامي له، وتمنع عائلته من زيارته بشكلِ كامل سوى حضور المحكمة في ظل إجراءات معقدة أغلب الأحيان.
ولا يكاد شبح الاحتلال يختفي ليعود مرة أخرى لبيت هريش في محاولة منهم الضغط على نجلهم، باقتحامات ليلية تؤرّق مضجع العائلة ولا تدع للنوم من سبيل في دوامة متكررة من الخوف والقلق الشديدين على ابنهم.
أما حال والدي أحمد فالكلمات لا تجد سبيلا للتعبير سوى ابتهالات ودعوات، بأن يمنّ الله على ولدهم الصحة والعافية وأن يتسنى لهم رؤيته قريبا فالقلب من شدة الكمد تلوّى.
وفي رسالتها الأخيرة، عبر "شمس نيوز" تساءلت والدته : "عن دور مؤسسات حقوق الانسان والصليب الأحمر حيال ما يمر به نجلها، وأشارت بأنها متخوّفة من أي خبر لا يُسعد قلبها عن أحمد في ظل تردّي وضعه الصحي".
والده اختصر الحكاية: "إن الله إذا أحبّ عبدًا ابتلاه"، داعيا الله أن تكون الحُرية قريبة لكافة الأسرى في سجون الاحتلال.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلية حملات اعتقال ودهم يومية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، بشكل يومي، كثّفت من وتيرتها منذ انطلاقة "انتفاضة القدس" مطلع تشرين أول/ أكتوبر 2015، في خطوة تهدف إلى التضييق على المواطنين، ومحاولة إخماد الانتفاضة.
ويقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي 6500 أسير فلسطيني، من بينهم 300 طفل و57 امرأة، وفق بيانات رسمية فلسطينية.