شمس نيوز/منى الأميطل
فتاة أدمنت حب التاريخ، عشقت الحضارات المتوالية على فلسطين، حفظت كتب التاريخ عن ظهر قلب ليس بعقلها فقط بل حفظته بقلبها أولا، رائحة الورق الأصفر المنبعثة من الكتب القديمة تفتنها وإيمانها بقضيةٍ، دفعها لإطلاق مبادرة باسم" نشر الوعي الثقافي والتاريخي لآثار غزة".
بدراستها لتخصص التاريخ والآثار، لاحظت صاحبة المبادرة، نرمين حمودة (27 عامًا)، جهل فئة كبيرة من سكان قطاع غزة بتاريخ فلسطين، مرجعة ذلك للمنهاج المصري الذي كان يتم تدريسه قديمًا، فأخذت على عاتقها نشر التاريخ الفلسطيني لإنشاء جيل يعرف تاريخه.
تقول لـ "شمس نيوز": كعادة الناس عند التعارف يسألونني عن الدارسة وعندما أذكر تخصصي كنت أرى الدهشة والاستغراب ويتساءلون هل يوجد آثار في غزة؟ وكنت أجيب عليهم بحكم خبرتي وأحدثهم عن الآثار هذا السؤال الذي كنت دائماً ما أواجهه".
وتتابع: قررت أن أبدأ بمبادرة توعية وقمت بالبداية بعمل استبيانات في مناطق متفرقة من غزة الوسطى والجنوب والشمال كانت النتيجة أنه المناطق المعروفة فقط المسجد العمري وقصر الباشا وحمام السمرة، وخاصة أهالي الجنوب صدموا عند سرد المعالم الأثرية".
وعن انطلاق الفكرة إلى النور، ففي أيلول/سبتمبر من العام 2016، تقول نرمين، "بدأت الفكرة على عمل رحلات استكشافية للأماكن الأثرية في قطاع غزة، وتقديم شرح وافي عن تاريخ المكان للمشاركين بالرحلة".
وتضيف، لـ "شمس نيوز"، "في بداية المبادرة عكفت على تجميع كافة المعلومات عن الآثار في غزة، من الناحية التاريخية والعمرانية"، مشيرة إلى أن الرحلات يشارك فيها الفئات العمرية كافة وتأتي الأمهات بصحبة أطفالهن لتعريفهم بتاريخ فلسطين.
أما عند سؤالنا عن الإقبال على مثل هذ الرحلات تقول: "الإقبال كبير وخصوصاُ بعد القيام بأول رحلة، حيث تم إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لنشر كل الأنشطة وتصوير كل المعالم التاريخية التي يتم زيارتها إضافة للشرح المفصل عن هذه المعالم .
وعن الخطط المستقبلية لنرمين، توضح بأنها شرعت بكتابة مجموعة قصصية للأطفال بأسلوب بسيط وشيق لتعريفهم بتاريخ فلسطين بعيدًا عن التعقيد الموجود بكتب التاريخ.
طموح صاحبة المبادرة لا يتوقف حيث تسعى لإنشاء مؤسسة متكاملة للحفاظ على الآثار وتقديم الشروحات الكافية عن تاريخ فلسطين، لدحض الروايات الإسرائيلية التي تزعم بأنهم أصحاب الحق والأرض.
ويذكر، أن من أبرز الأماكن التاريخية بغزة المسجد العمري حيث يعد أقدم وأعرق مسجد في المدينة، ويقع وسط "غزة القديمة" بالقرب من السوق القديم، إضافة لسوق القيسارية وكنيسة الروم الأرثوذكس والمقبرة الرومانية البيزنطية والعديد من الآثار القديمة.