شمس نيوز/ ولاء جبريل
يقف أهالي قطاع غزة حائرين أمام طرق التعامل مع حفظ كميات اللحوم الكبيرة التي ستدرّها إليهم من أضحياتهم، وأضاحي أقاربهم وأصدقائهم، فأزمة الكهرباء المتفاقمة تحول دون إيجاد حل يجنب أضحيتهم الفساد، إلا أن السيدات وربات البيوت بغزة، قررن العودة بالزمن للوراء، واتباع طرق قديمة، في محاولة منهن الحفاظ على اللحوم.
"شمس نيوز" التقت العديد من النساء للسؤال حول مصير أضحية العيد في ظل أزمة الكهرباء الراهنة، فكانت خيارات السيدات كالتالي:
تقول أم عمرو(30 عامًا)، "كانت والدتي قديمًا تتبع طريقة "التمليح"، بملء فراغات الأضحية بالملح وتقليبها أيضًا فيه، ثم ربطها وشدها، لتتركها بعد ذلك ثلاثة أيام في جو حار، حيث يمكن من خلال تلك الطريقة الحفاظ على أضحية العيد أطول فترة ممكنة".
أما أم ماهر البهلول (40 عامًا)، ستتبع طريقة أخرى تسير عليها منذ العام الماضي ونجحت فيها، حيث ستقوم بوضع أربعة زجاجات ممتلئة بالماء ثم تقوم بوضعهن في "الفريزر" حتى تجمدهم، بعدها ستضع الزجاجات المتجمدة حول اللحوم، مؤكدًة أن ذلك سيحافظ على بقاء الأضحية فترة ليست بقليلة.
وتقول إيمان عمر، مازحًة "رح نفطر ونتغدى ونتعشى فيها"، ثم أردفت: "على الأقل احنا أولى فيها من قطط الشوارع".
وتكتفي العشرينية ريم مهنا، بالقول"إن والدها سيوفر ماتور كهرباء طوال أيام عيد الأضحى المبارك"، مشيرًة إلى أنه لا طريقة أخرى لديها لحفظ اللحوم من الفساد.
فيما ستتبع هبة صالح (28عامًا)، طريقة "سلي اللحمة"، وهنا ستقوم صالح بتقطيع اللحمة إلى مكعبات متوسطة وتقليبها على النار مع بعض الدهون والزيوت النباتية بالإضافة للملح وبعض البهارات ثم وضعها على جنب حتى تبرد، وبعد ذلك توزع بعدة مرطبنات لاستخدامها عند الحاجة. بحسب توضيحها.
رغم كثرة الخيارات وتعددها، إلا أن بعض الأمهات ما زلن يجهلن مصير أضحيتهن لهذا العام، فيما أجمعن بعضهن الآخر على عمل حفلة "شواء" مع العائلة، للتخلص منها قبل أن تفسد.
طرق قديمة، لكن..
قال محمود الشيخ علي، اختصاصي التغذية، "إن هناك عدة طرق تستخدم في حفظ اللحوم لا سيما لفترات طويلة و أبرزها و أيسرها في الوقت الحالي هي عملية التجميد تحت درجة حرارة صفر مئوي و التي قد تستمر لعدة أشهر، لكن في ظل انقطاع التيار الكهربائي، هذا سيشكل عائق في استخدام هذه الطريقة، و قد يسبب سرعة خراب اللحمة ذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة التي تعتبر أساس لنمو البكتيريا الضارة و قد يسبب تناولها التسمم الغذائي".
لذلك سيلجأ بعض الناس، بحسب الاختصاصي علي، إلى استخدام الطرق القديمة الأمنه في تخزين اللحوم أبرزها:
"التجفيف": تقطيع اللحوم الحمراء على شكل شرائح متصلة مع بعضها و إزالة الدهون و العظم و ضع البهارات و الملح و الخل و تركها لمدة نصف ساعة حتى تختلط اللحم مع المواد المضافة ثم تعليقها على حبال الغسيل من الصباح حتى المساء و من ثم لمها و وضعها في مكان جاف ليلاً لتجنب الرطوبة و تكرر العملية لمدة أسبوع حتى تجف تمامًا و تخزن في أماكن جافة و قد يستمر حفظها لأكثر من ستة أشهر.
أما عن التمليح: أي كما يفسخ السمك يوضع اللحوم الحمراء طبقات مع وضع كمية كبيرة من الملح الخشن حتى يتخلص اللحوم من الماء الموجود الذي هو سبب نمو البكتيريا و يستمر حفظه لفترات طويلة أيضًا.
وأشار الاختصاصي علي إلى، أن الطريقة الأكثر استخدامًا في فلسطين هي "تسسيح الدهون" و من ثم وضع اللحوم قطع صغيرة و تطبخ مع وضع الملح و البهارات و تخزن في أواني زجاجية، و يستمر حفظها لمدة عام.
وعن مدى صحة تلك الطرق، قال: "إن هذه الطرق رغم أنها حلاً مؤقتًا إلا ستفقد اللحوم جزء من قيمتها الغذائية، لا سيما أننا سنفقد بالماء المذاب فيه جزء كبير من الفيتامينات و الأملاح الذائبة في الماء"، مشيرًا إلى أنه لا حل أخر أمام السيدات في مثل هذه الظروف، وإلا ستفسد اللحمة بشكل سريع.
وحذر اختصاصي التغذية، من الإكثار من تناول اللحوم، وما يسببه، من ارتفاع مستوى الكولسترول الضار في الجسم، وارتفاع الضغط و الترسيب و حمض البولينا المسبب للنقرس. ناصحًا، أن يكتفي المواطن بتناول 200جم من اللحوم يوميًا.
أضحية رخيصة
وكانت وزارة الزراعة في غزة ، أعلنت أن أسعار الأضاحي لهذا العام قد انخفضت؛ بسبب سماح سلطات الاحتلال بتوريدها بشكل طبيعي إلى القطاع، حيث كان يبلغ سعر الكيلو من لحم "العجول" العام الماضي 22 شيكل أي ما يعادل 5.1 دولار، أما الكيلو من لحوم الأغنام المصرية والمحلية، فكان يصل العام الماضي إلى 5 دينار أردني أي ما يعادل 7.5 دولار أمريكي.
وحددت سعر الكيلو من لحوم العجول لهذا العام بـ(18-20) شيكل أي ما يعادل (4- 5) دولار، فيما يقدر سعر الكيلو من لحوم الأغنام المصرية والمحلية بـ(4.2-4.5) دينار أردني، أي ما يعادل (6-7) دولار أمريكي.