غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر نتائج القاهرة بين الأمل الحالم والخوف الواقعي..!!

بقلم/ أكرم عطا الله

هذا الأسبوع استعادت القاهرة خيوط الملف الفلسطيني بعد كل محاولات ابعادها والبحث عن بدائل لها وهذا ربما ما جعل قناة الجزيرة تغطي الأحداث بما يشبه الغضب مما يحدث، تنجح أم لا تنجح هذا موضوع آخر مرتبط بالفلسطينين أنفسهم الذين احترفوا اختراع الخلافات في التفاصيل وفي العموميات حتى وليس مرتبطاً بالأميركان كما قال الدكتور موسى أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

الدكتور أبو مرزوق الذي تحدث عن ازالة الفيتو الأميركي عن المصالحة في حواره مع صحيفة القدس كأنه يتهم شركائه المحتملين بأنهم يعملون لدى الولايات المتحدة الأميركية وهو في هذا يبريء حركة حماس مما حدث في غزة وسلخها للقطاع عن السلطة الوطنية الذي تسبب بهذا الانقسام ومواقفها السابقة المتصلبة تجاه الحوارات ونذكر كيف ردت غزة على اتفاق القاهرة قبل ست سنوات.

الغريق يتعلق بقشة وهذا ما حدث للفلسطينين في كل جولة حوار ينتهي بانتكاسة والتجربة التي تدعو للحذر والخوف أيضاً أن هناك أبعد مما حصل هذا الأسبوع في العاصمة المصرية حيث اتفاق القاهرة وهو اتفاق موقع ومكتوب وبكل الشهود وكذلك بعده بثلاث سنوات اتفاق الشاطيء المكتوب أيضاً وبشهادة الشهود والآن نحن بعد ثلاث سنوات أخرى وكأننا على موعد مع حدث كل ثلاث سنوات.

المشهد هذه المرة كان فقيراً قياساً بالحدثين الكبيرين السابقين واللذان أخرجا غزة الى الشوارع فرحاً،  فقد خلا من أي شيء مكتوب فلا اتفاق ولا شهود ولا كاميرات تنقل حدث الفرح  والأهم أن الوفود لم تجتمع وفقط كل ما حدث مكالمة هاتفية بين الوفدين قبل المغادرة.

وما بين تفاؤل الحاضر وتشاؤم الماضي تظل التساؤلات عن مدى قدرة الأطراف على تحقيق مصالحة بدت واحدة من مستحيلات السياسة الفلسطينية وهنا ينبغي أن يكون التفاؤل والتشاؤم مبنياً على وقائع وليس تمنيات ففي السياسة ليس هناك متسع للاحلام والتمنيات لأن السياسة ابنة الأحداث على الأرض وعوامل القوة والضعف وليست وليدة القلوب الطيبة والنوايا الحسنة.

على امتداد السنوات الماضية حل التشاؤم كقراءة دقيقة لواقع كان يأخذ في الغرق ويسير بخط بياني هابط نحو الهاوية،  رغم ذلك كان الطيبون أكثر تفاؤلاً بعيداً عن قراءة الواقع بتعقيداته أو قراءة سطحية لمكوناته أما القراءة العميقة التي كان يقدمها بعض الذين يجيدون فهم الواقع كانت أقرب للتشاؤم لأن أداء القوى والفصائل ومكونات القوة لم تكن بسلوكها مدعاة للأمل بالخروج من المأزق الذي تجسد ومع مرور الزمن كان يترسخ أكثر.

الآن جولة جديدة تبدو على درجة من الجدية مع تغير المناخ الاقليمي والدولي يفترض أنها أكثر ملحة لانهاء الانقسام وتفتح الطريق أمام مصالحة أصبحت أولوية الضرورات وخصوصاً مع تغول المشروع الاسرائيلي وصلف الادارة الأميركية الجديدة الأكثر يمينية من كثير من أعضاء كنيست اسرائيلي فالمشروع الوطني يتبدد أمام عبث القوى المتحاربة والتكتلات السياسية الفلسطينية الغارقة في الانقسام والتفتت.

أجواء القاهرة المفرحة التي سادت خلال الأيام السابقة تكررت وهذا انعكس على أجواء الشارع الفلسطيني الذي لم يصدق هذه المرة لأنه لدغ من جحر الحوارات مرات عديدة الى درجة أن فقد الثقة بهم وهو يرى أن الأمر يشبه لعبة القاء الكرة كل في ملعب الآخر وان سددت حماس ضربة الجزاء الأخيرة لكن هذا يجب ألا يطمس التاريخ الذي يقول أن حركة حماس هي من انقلبت على السلطة وتسببت بكل هذه الأزمة على امتداد سنوات طويلة وأنها كانت مطالبة بالتراجع عن ذلك قبل اللجنة الادارية التي استحدثت فقط قبل ستة أشهر لكن الانقسام عمره عشر سنوات.

ماذا حدث لقضايا الخلاف التي كانت قبل اللجنة الادارية؟  هل حلت جميعها بمجرد حل اللجنة التي يشكل حلها نقطة في صالح حركة حماس وخطوة بالاتجاه الصحيح لكن تساؤلات كثيرة هي أسباب الخلاف ظلت معلقة وتدعو للخوف أكثر فالسلطة تريد أن تحكم غزة بسيطرتها الكاملة وببرنامجها دون معيقات أو ضغوطات وحركة حماس تريد أن تستمر في حكم غزة ببرنامجها وهذا وحده مدعاة للقلق.

شكراً لهم ان اتفقوا على الانتخابات فقط وتركوا للشارع أن يحدد أي من البرنامجين لأن نقاش هذه القضية المستعصية قد يعيدنا لنقطة الصفر وبفجر اللغم من جديد فالخوف من الحوار القادم منطقي وواقعي ففي السياسة ليس هناك متسع للأحلام التي دفنت جميعها تحت أقدام التجربة السابقة.

المقال يعبر عن رأي كاتبه

نقلا عن/ نبأ برس

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".