غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر بعد اجتماع "الكابينت".. هل تضع "إسرائيل" العصا في دواليب المصالحة ؟

شمس نيوز/ توفيق المصري

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن حكومته لا تعترف باتفاق المصالحة المبرم بين حركتي فتح وحماس ولن تلتزم به، لافتًا أن حكومته لن تعمل على عرقلة تطبيق اتفاق المصالحة على أرض الواقع.

تصريحات نتنياهو وردت خلال جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، بحسب ما أودت مصادر لصحيفة "هآرتس"، جلسة "الكابينيت" استمرت حوالي ساعتين ونصف الساعة، وكان أول اجتماع منظم عقده الوزراء حول موضوع اتفاق المصالحة الذي وقع الخميس الماضي.

وفي نهاية الاجتماع،  تقرر عقد مناقشة للمتابعة ولتمكين جميع الوزراء من التعبير عن مواقفهم وأراءهم،  وفى الاجتماع الذي سيعقد اليوم الثلاثاء، من المتوقع أن يقرر الوزراء سياسة إسرائيل تجاه اتفاق المصالحة.

 ملامح سياسة "إسرائيل" الجديدة**

المحلل السياسي والمختص بالشئون الإسرائيلية د. عدنان أبو عامر، يرى أن "إسرائيل" لا تعتبر نفسها متضررة كثيرًا من هذه المصالحة؛ "لأنها ترغب في عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، ولأن تفسح المجال أمام منح أبو مازن شرعية سياسية أكثر على الأراضي الفلسطينية"، وفق قوله.

وأضاف أبو عامر لـ"شمس نيوز"، أن "إسرائيل" تعي بأن هناك توجهًا مصريًا- أمريكيًا لإنجاز المصالحة الفلسطينية، منوهًا إلى أنها لا ترغب في إفشال الخطوات المصرية- الأمريكية؛ "لأن هناك تحالفًا كبيرًا بين مصر وإسرائيل وأمريكا، فهي لا تريد خسارة أي طرف منهم".

وأوضح أبو عامر، بأن "إسرائيل" لا تريد وضع العصا في دواليب المصالحة الفلسطينية، معتقدًا أنها يمكن أن تتجه إلى ابتزاز الفلسطينيين في انتزاع تنازلات أو مواقف تسهم في نزع سلاح المقاومة ومنع إطلاق الصواريخ.

وأوضح، أن عدد كبير من الإسرائيليين يعتبرون أن هذه المصالحة قد تكون في صالحهم، مضيفًا "والأصوات الجادة في إسرائيل تقول يجب منح فرصة للمصريين والأمريكيين ولأبو مازن لفرض نفوذه على قطاع غزة؛ من أجل تحييد حماس، والأصوات المطالبة بمقاطعة السلطة أصوات شاذة وقليلة ولا تعبر عن الجو العام السائد الذي يطالب بضبط الأوضاع الأمنية في غزة".

التحريض للتراجع**

أما الكاتب والمحلل السياسي، أكرم عطا الله، قال إن "إسرائيل" لديها خيارات، مبطنة، كثيرة لإفشال المصالحة، منوهًا أن أولى خياراتها التي يمكن أن تلوح بها، قطع الأموال عن السلطة والتي ستحدث ارباكًا داخل المؤسسات الفلسطينية، لاعتبار أن السلطة تحالفت مع حركة "حماس" التي تعتبرها "إرهابية".

وأضاف عطا الله لـ"شمس نيوز"، "أن إسرائيل ستعمل على تحريض الولايات المتحدة الأميركية للضغط على الفلسطينيين والسلطة للتراجع عن المصالحة والتجاوب مع الاشتراطات الإسرائيلية، التي لا يستطيع رئيس السلطة، محمود عباس، أن يتحمل مسؤوليها أو أن تفعله السلطة، بنزع الأسلحة أو التدخل في سلاح حماس".

وأوضح عطا الله، أن "إسرائيل" تستطيع المناكفة في هذه الملف، مضيفًا "فطوال فترة حكم حماس لم تطالب إسرائيل أحد بنزع سلاحها، حتى حين وقعت ثلاث مرات تهدئة لم تطالب المصريين ولا حركة حماس بنزع سلاحها، لكنها وبعد المصالحة ستستل هذا الطلب للاستقواء على السلطة، والذي قد يدفع السلطة إلى أن تعيد حساباتها".

ولفت الكاتب والمحلل السياسي، أن "إسرائيل" لن تنجح في ضرب المصالحة، في حال توفرت الإرادة الفلسطينية والرغبة والقرار النهائي، منوهًا أنها ستضغط وستحرض وستلعب من تحت الطاولة، مؤكدًا أن المصالحة الفلسطينية التي تمت برعاية مصرية الخميس الماضي، أنها تختلف عن أي جولة سبقتها.

واستطرد عطا الله بالقول: "فقوة الدفع أكبر من قوة الكبح، وبيان الرباعية كان واضحًا بالترحيب بالمصالحة والأمريكان أيضًا رحبوا بالمصالحة وإن كانوا يريدونها حسب الرغبة الإسرائيلية، بحكومة تعترف بإسرائيل تشترك فيها حماس. والفلسطينيون يدركون أن ليس أمامهم  سوى خيار المصالحة، بعد أن أثبتت التجارب بأن الحالة الفلسطينية مشتتة وغير قادرة على الصمود أمام الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف عطا الله، أن السلطة الفلسطينية "ستستقوي" بمصر والولايات المتحدة الأميركية لإبعاد التدخل "الإسرائيلي" الذي يهدف إلى عرقلة وإعاقة المصالحة الفلسطينية خصوصًا في ظل انعدام وتعطل "عملية التسوية".