شمس نيوز/ توفيق المصري
تصوير/ حسن الجدي
ينظر مالك حديقة الحيوان الوحيدة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، محمد وفتحي جمعة إلى ثلاثة أشبال ولدوا حديثًا، بعدما اضطروا إلى عرضهم للبيع بفعل الظروف الاقتصادية وقلة الاقبال، وقلبهما يعتصر ألمًا على فراقهم، كونهم أصبحوا جزء من العائلة، في حديقتهم التي تقع داخل منزلهم.
ولم يتوقع محمد وفتحي أن الطروف الاقتصادية ستدفعهما إلى عرض الأشبال للبيع من أجل توفير المأكل والمشرب والعناية الطبية لباقي الحيوانات المعروضة داخل الحديقة التي أُنشأت قبل 23 عامًا، "فقلة الزوار التي تعود إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أهالي القطاع، جعلت زيارة حدائق الحيوانات شيئًا ثانويًا، مقابل تأمين لقمة عيشهم"، كما يقول محمد 51 عامًا.
يوضح محمد جمعة الذي يعمل في مجال تربية الحيوانات منذ 32 عامًا، أنه كان يعمل قبل افتتاح الحديقة في تربية طيور الزينة والببغاوات، وأنه سعى لتنمية هوايته بافتتاح الحديقة بعد أن لاحظ أنه لا يوجد مكان ترفيهي للأطفال في رفح.
ويقول لمراسل "شمس نيوز" وهو يحتضن الأشبال كأنما يحتضن إحدى أطفاله: "حين افتتحنا الحديقة كانت الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة أفضل من اليوم، وبحكم الظروف السيئة هذه الأيام، نضطر للعمل في أي مهنة أخرى لتوفير احتياجات الحيوانات اليومية".
وتحتاج الحديقة يوميًا من 1200 إلى 1500 شيقل، لتلبية الاحتياجات الأساسية لعدة أنواع من الحيوانات التي تحتويها، من قردة ونسانيس وضباع وذئاب وثعالب وكلاب وبجع والببغوات ونعام وطاووس وغزلان، وغيرها من الطيور الغربية.
ويقدر محمد سعر الشبل الواحد 4 آلاف دولار، لكنه يرى بأنه توجد صعوبة في بيعها وشرائها داخل قطاع غزة، قائلاً "وإذا استمرت الأوضاع على حالها سنضطر إغلاق الحديقة، وإذا لم نجد متبني نعدم الحيوانات".
ولم تكن هذه أول مرة يعمل فيها الشقيقان على عرض حيوانات الحديقة للبيع، إذ قاما قبل عدة أعوام ببيع ذكر وأنثى من الأسود البالغين، لتخفيف العبء والضغط في الحديقة ولتوفير الاحتياجات الأساسية للحيوانات الأخرى.
"فلسطين وقدس وأردوغان" أسماء أطلقتها العائلة على الأشبال الثلاثة، كنوع من الرد على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إعلان القدس "عاصمة لإسرائيل"، وتطالب مؤسسات وجمعيات الرفق بالحيوان، بمساندتهم ومساعدتهم، والجهات الحكومية بتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بالحديقة في العام 2004 والحرب الأخيرة على غزة، حتى لا تغلق حديقة الحيوانات الوحيدة في رفح أبوابها.