غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر محاولة اغتيال الحمد الله.. رسالة أكثر منها استهداف الحياة

شمس نيوز/ منى حجازي

لا يبدو الأمر مريحًا، فمحاولة استهداف موكب رئيس الوزراء رامي الحمدلله، أمس الثلاثاء، أشبه بلغز أعمق بكثير من قوة الانفجار وتكتيكاته، تحليله يلزم الابتعاد قليلاً عن نقطة الحدث، والنظر إلى المناخ العام المحيط بملف المصالحة بين حركتي حماس وفتح.

فقبل قرار الحمد الله التوجه لغزة، نشر موقع "العربي الجديد"، تحذيرًا بعثه اللواء ماجد فرج لرئيس السلطة محمود عباس، سبقت القرار بزيارة غزة بـ 24 ساعة فقط، وبرفقة رئيس الوزراء رامي الحمد الله.

وأوضحت المصادر، التي لم يكشف عنها الموقع، أن التقرير الذي أعدّه فرج، حذر رئيس السلطة محمود عباس من استكمال المصالحة التي تتم بوساطة مصرية، واصفاً إياها بـ"فخ يُنصب لأبو مازن"، على حد تعبير المصادر.

ولفتت إلى، أن "كافة التحركات التي تتم من الطرف المصري هدفها في النهاية تهيئة الأرض لصالح القيادي المفصول عن "فتح" محمد دحلان، المدعوم من المعسكر المصري-الإماراتي، وأن هناك ضغوطاً على عباس لإجباره على استكمال المصالحة، وفي حال امتناعه سيتم إبرازه من خلال الآلة الإعلامية المصرية وكذلك الوسائل التي يدعمها دحلان، كمعرقل للوحدة الداخلية ولجهود رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني".

 أمنيًا**

عند حوالي الساعة الـ 10 صباحًا، وقع الانفجار أثناء مرور موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة، أصيب 7 من حراس الموكب، بحسب وزير الصحة، وصلوا مستشفيات الضفة الغربية لتلقي العلاج. فيما لم تصدر وزارتا الصحة والداخلية بغزة، تفاصيل ما جرى، واكتفت الأخيرة بفتح تحقيق واعتقال مشتبه بهم.

 وعن التفجير، كشف خبير أمني، اليوم الأربعاء، تفاصيل حول محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله صباح أمس، بعد دخوله قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيرز".

وقال الخبير، الذي فضل عدم كشف اسمه، لـ "شمس نيوز"، إن العبوة صغيرة الحجم وضعت في وعاء بلاستيكي في جانب الطريق، وليس أسفلها، موضحًا أن الحالة الثانية تكون أشد انفجارًا وأقوى أما جانب الطريق عبوة بلاستيكية "بتعطي تأثير ضعيف مثل انفجار بالون أطفال أو انفجار عجل السيارة" وهو ما تسبب بانفجار بسيط ألحق أضرارًا طفيفة بثلاث من سيارات الموكب المرافق.

ويضيف : "ما أحدثته العبوة من أضرار أو بعض الشظايا كلها كانت من الحصو المتناثر، لأنها كانت مدفونة (العبوة) في جانب الطريق، فعندما انفجرت تناثر معها الحصو وهو الذي أحدث الشظايا وتكسير زجاج السيارات".

القراءة السياسية**

 وبحسب الكاتب والمحلل السياسي، هاني حبيب، فإن الأمر لم يتعد تفجيرًا بتوقيت على الأغلب، رسالة أكثر منها استهداف الحياة، إلاّ أن عملية الإثارة والمبالغة، كانت تستهدف رد فعل يؤدي إلى فتنة (...) التفجير مدبر وكذلك عملية الإثارة الإعلامية المقصودة كانت مدبرة، إلاّ ان هذه الفتنة قتلت في مهدها بفضل النقل السريع والأمين للحادث الإجرامي.

وأضاف حبيب، في مقاله، "يمكن فهم تلك التصريحات التي حملت حركة حماس مسؤولية هذه الجريمة من حيث سيطرتها على القطاع وأجهزة الأمن على اختلاف أشكالها، فإن ذلك لا يعني على الإطلاق أن حركة حماس كانت الأداة المنفذة لهذه الجريمة، وحركة حماس بحكم هذه السيطرة على قطاع غزة، آخر من له مصلحة في التشكيك بقدراتها الأمنية، ولعلّ هذا التشكيك أحد استهدافات هذه الجريمة".

وافقه ذلك، الكاتب أشرف العجرمي، قائلًا: يمكن تحميل "حماس" المسؤولية بصفتها السلطة الفعلية في غزة وهي التي تدير الأمن ومعظم شؤون السلطة في القطاع، ولكن لا بد أيضاً من رؤية كامل أبعاد الصورة. وتابع: فعلى الأغلب أن "حماس" لا علاقة لها بهذا التفجير الذي يضر بها أكثر من غيرها وربما يشكل مبرراً لمن لا يريدون للمصالحة أن تمضي في طريقها للعمل مجدداً على إفشال أي محاولة للوحدة ولملمة الصفوف، خصوصاً ونحن نعيش لحظات خلاف حول مجموعة من القضايا ولا يفصلنا عن انعقاد دورة المجلس الوطني القادمة سوى حوالى الشهر ونصف الشهر، في ظل أجواء خلاف ونقاش حول المجلس نفسه.

فيما يرى المحلل السياسي حسام الدجني، أن من يتحمل مسؤولية الانفجار هي حماس مستدركًا بالقول إنها "مسؤولية مشروطة"، بمعنى إن طلب من حماس تأمين الموكب وحصل ذلك فهى المسؤولة الأولى عن الحادثة ولكن إن رفض تأمين وفق ما حصل في المرة الأولى يقول الدجني:" هنا تساؤلات عريضة ومهمة وأسلفها خط أحمر".

يعارضه المحلل السياسي أكرم عطا الله الذي يرى أنه حتى لو رفضت التوافق تأمين الموكب فعلى حماس تأمين المنطقة على اعتبارها "سيدة الأمن في غزة".