شمس نيوز/تمام محسن
على شاطئ بحر غزة المقدس والمكدس بالأحلام والأوجاع، جسد الفنان الفلسطيني الشهيد محمد أبو عمرو حلمه و5 مليون لاجئ بالعودة إلى ديارهم التي طردوا منها قبل 60 عامًا ونقش "أنا راجع"، لكن حلمه الصغير المخبأ في صدره، اغتالته رصاصة إسرائيلية قبل أن يرى النور.
لطالما تمنى الفنان أبو عمرو، الذي استشهد الجمعة الماضية برصاص الاحتلال شرقي قطاع غزة، أن ينقش خريطة فلسطين على شاطئ البحر بمساحة 100 متر مربع.
والشهيد أبو عمرو فنان يخط بيديه رسومات باستخدام رمل البحر، حيث يواكب كافة الأحداث التي تمر على القضية الفلسطينية، وكان أخر أعماله "أنا راجع" التي كانت في إطار التحضيرات الجماهيرية لمسيرة العودة الكبرى التي أقيمت بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، قبل أن يرتقي شهيدًا.
لكن "تسقط الأجساد لا الفكرة"..
فقد افتتح الفنان أسامة اسبيتة، الاثنين، معرضه "حلم شهيد" الذي حقق أمنية صديقه أبو عمرو الأخيرة، بنقش خريطة فلسطين على مساحة 800 متر مربع.
"الحمدلله اليوم قمت أنا وبعض أصدقاء الشهيد بتحقيق حلم الشهيد محمد أو عمرو. محمد كان نفسه يعمل خريطة لفلسطين مساحتها 100متر مربع .... اليوم تم تحقيق حلم الشهيد بعمل خريطة فلسطين بمساحة 800متر مربعة"، كتب الفنان أسامة اسبيتة على صفحته في فيسبوك عقب اتمام عمله الفني.
وأضاف: "هذا العمل إهداء لروح الشهيد وقمت بتسليم الأمانة لروح الشهيد محمد أبو عمرو".
وقال اسبيتة لـ"شمس نيوز" :"هذا العمل كان تحقيق لحلم الشهيد محمد أبو عمرو الذي أسره به لي قبل أيام من استشهاده. لكن قلة الإمكانيات وغياب الجهات الراعية كغيره من الفنانين التشكيليين حالت دون تحقيق حلمه".
يقول أسامة "تحملت رسم اللوحة على عاتقي كوصية وأمانه من الشهيد الراحل"، مشيرًا إلى أن العمل استغرق عشر ساعات متواصلة تحت الشمس أشرك فيه أصدقاء الشهيد أبو عمرو، وعائلته.
وأضاف: "كان محمد تلميذي علمته فن النحت على الرمل منذ ستة تقريبًا .. كان كنت دائما معه في مسرته الفنية".
وتفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع العمل الفني بشكل كبير وتداولوا صورته على ناطق واسع، مشيدين بـ"وفاء" صديق الفنان.
واستشهد 17 فلسطينيًا، وأصيب 1500 آخرين جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي، على الفلسطينيين المشاركين مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت الجمعة الماضية على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة و "إسرائيل".