غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر مصري الجنسية في مخيم العودة: لا يوجد لي بلد لكنّي أريد القدس

شمس نيوز/ صابرين عزيز

في الخيمة الثانية عند دخولنا مخيم العودة المقام على الحدود الشرقية لمدينة غزة، دوّار ملكة، يجلس تارة، ويمشي بين الناس تارةً أخرى، رجل أربعيني يدعى بأحمد خالد الرفاعي (أبو خالد)، بلهجةٍ مصرية وعلم فلسطيني دون أن تتبين جنسيته..

وخلال حديثنا معه، تبيّن أن أبو خالد، مولود لأب مصري وأم فلسطينية، يحمل الجنسية المصرية التي تجعله يلف العالم رأسًا على عقب دون مشاكل الحدود ووقفت الحواجز، إلّا أنه ترك كل شيء واستقر بغزّة.

يقول الرفاعي لـ"شمس نيوز": "كنّا نأتي لغزّة زيارة لأخوالي ثم نعود ثانيةً إلى مصر، حتى قررنا أن نسكن في غزّة عام الـ2000، والآن أقول، حتى لو أخوالي ليسوا فلسطينيين ولا يوجد لي أحد في غزّة، سآتي للجلوس مع الشباب هنا، وما يحدث عليهم يحدث لي".

تزوج أبو خالد من امرأة فلسطينية، وجلس كما الشعب على الحصير، ويعيش الآن في شقةٍ بالإيجار، يدفع لها 250 دولار شهريًا، يحصله بعمله البسيط، حيث يعمل بائع ذرة على عرباية صغيرة، يقول ذلك دون أن يتململ من صعوبة الحياة، بل مفتخرًا بوجوده داخل هذه البقعة.

" أنا ولا حاجة، ولا عارف أعمل شيء، بكسر الجبس وتخرب إيدي، فدا الشباب"، يضيف الرفاعي الذي يعاني من كسرٍ دائم بالعظمة "اللئيمة" بعد خطأ أطباء غزّة بفك جبس كسر يده قبل خمس سنوات خلال لعبة الكرة.

وكمن ترتبط يده بحديد، يقول أبو خالد: "أنا مش عارف أحذف جوا حجر، مش عارف أعمل اشي، بدي أعمل زي الشباب ما بيعملوا، أنا اتخنقت"، بسبب الكسر الذي في يده، إلّا أنّ وجوده في المخيم دعمًا للشباب ولحق العودة الفلسطيني يهوّن عليه بعض الشيء.

وحتى يخفف من تأنيب ضميره، ويقدم ما يستطيع خلال الدعم، ينام أبو خالد في خيمته لأيام متتابعة، لعل البلاد تفتح أبوابها ويدخل الشباب، فيكون أول الفاتحين، فيذهب لبيته للاطمئنان على عائلته ثم يعود بروحه ودعوات أمّه إلى المخيم.

ويتابع "لازم ندخل ناخذ أراضينا، هم قاعدين ورا الجبل (الجنود) وينظرون لنا ماذا نفعل، دون أن يكون بيدهم أي شيء سوى الرصاص، في المقابل نحن هنا نقيم الحفلات، نتمشى، ونعيش كما نريد".

"أنا لا يوجد لي بلد هنا، لكن أمي لها، وأنا أريد القدس، عندما قلت لأمي يمكن ما أرجع، قالت: الله يسهل طريقك، صحيح أنت وحداني بس الي كاتبه ربنا هشوفه، الشعب المصري كله نفسه ينزل غزّة، نفسه يحارب مع الشباب، لو الشعب بس نزل غزّة هيغطوا الأراضي المحتلة ونحررها، بس القادة بتمنع، الرؤساء ما بيسمحوا"، ويردف.

وعن سبب وجوده إلى هذا اليوم بغزّة، قال الرفاعي بلهجةٍ مصرية:" الجميل في غزّة إنها مظلومة، وشبابها غلابة طيبين زي حالتنا احنا المصريين، وأنا ما بلقيش زي شباب غزّة، وكل الدول الأجنبية والعربية إلي ممكن ألفها بجوزي المصري بتغنينيش عن غزّة"

وختم حديثه وهو يشير إلى الأراضي الخضراء الواسعة على امتداد البصر، بعد السلك الحدودي الفاصل بين قطاع غزّة والأراضي المحتلة، وأخذ يقول:" هنقدر نفوت على الأراضي الي قدمنا دي، ونحررها، هناخذ أراضينا ونصلي بالقدس".



أبو خالد المصري