بقلم: هاني حبيب
حمّلت موسكو مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية على الساحل الروسي، بالكامل لإسرائيل، بعد أن رصدت أن مقاتلات اسرائيلية "تستّرت" بالطائرة الروسية، ما جعلها عرضة لنيران الدفاعات الصاروخية السورية، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، حاول "تبرير" الخطأ الإسرائيلي بالقول، إن الطائرة الروسية "ايل ـ 20" تتميز بسطح عاكس فعال أكثر من "اف ـ 16" الأميركية، ما يجعلها هدفاً للدفاعات الجوية(!)
الرد الروسي الأوّلي على إسقاط الطائرة، جاء من وزارة الدفاع الروسية، عندما أشارت إلى تعمّد الطيارين الإسرائيليين الذين قاموا بقصف مواقع سورية في اللاذقية، الإيقاع بالطائرة في مواجهة نيران الدفاعات السورية. وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اتصل بنظيره الإسرائيلي ليبرمان، مشيراً إلى أن تصرف الطائرات الإسرائيلية بالإيقاع بالطائرة الروسية، غير مسؤول وأن اللوم كله يقع بالكامل على إسرائيل، وأن موسكو تقيم الاستفزازات الإسرائيلية باعتبارها أعمالاً "عدائية" وأن روسيا تحتفظ بحق الرد، خاصة وأنه رغم كل التوافقات والترتيبات بين موسكو وتل أبيب، كان من شأنها عدم الاصطدام والاحتكاك بين القوات الروسية والطائرات الإسرائيلية في الأجواء السورية، مع ذلك، تقول وزارة الدفاع الروسية، إن إسرائيل لم تُخطر الجانب الروسي حول قصف اللاذقية، إلاّ قبل دقيقة واحدة من عملية القصف، بينما سارعت بعض وسائل الإعلام الروسية، إلى القول، إن الإخطار الإسرائيلي ربما جاء بعد العملية مباشرة وليس قبلها، في حين قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إن هناك نظاماً فعالاً لمنع الاحتكاك بين الجيشين، الروسي والإسرائيلي، قد تم تفعيله الليلة الماضية، وذلك في محاولة لنفي الإشارة الروسية إلى أن الجانب الإسرائيلي لم يخطر الجيش الروسي بعملية القصف في الوقت المناسب لتلافي الاحتكاك، الأمر الذي أدى إلى سقوط الطائرة الروسية.
كانت ردود فعل الخارجية الروسية، باستدعاء السفير الإسرائيلي، ووزارة الدفاع الروسية بتحميل إسرائيل مسؤولية الواقعة، إلاّ أن رد فعل الرئيس الروسي، بعد ساعات من ذلك، جاء مخففاً في تحميل إسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية، عندما قال في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع رئيس وزراء المجر فيكتور اوربان، بأن "الحادث" يأتي في سياق سلسلة من الملابسات المأساوية العارضة، وأن روسيا ستتخذ إجراءات لحماية جنودها في سورية، وكأنه بذلك يخفف من مسؤولية إسرائيل، في الوقت الذي اعتبرت فيه وزارة الدفاع الروسية، أن إسقاط الطائرة عمل عدائي من جانب إسرائيل وأن موسكو تحتفظ بحق الرد المناسب.
أما كيف سيكون الرد الروسي، فهذا الأمر بالغ الصعوبة في إطار العلاقات الروسية ـ الإسرائيلية، خاصة على الملف السوري، مع ذلك يعتقد البعض، أن موسكو قد تمد الجيش السوري بوسائط دفاع جوي حديثة، ذلك أن منظومات "إس ـ 200" التي تم تزويد سورية بها وهي قيد الاستعمال، باتت قديمة، وبحيث ستجد موسكو سبباً وجيهاً، للعودة عن قرارها بعدم تزويد سورية بنظام "اس ـ 400"، لكي يكون رد فعل الجانب الروسي على هذه الحادثة أكثر جدية وقبولاً وملاءمة.
عن صحيفة الأيام
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز"