شمس نيوز - محمد مهدي
أشاد عدد من الإعلاميين والخبراء بأداء وسائل الإعلام المحلية فيما يتعلق بقضية الأسرى ومتابعة تطوراتها وأخبار الأسرى داخل السجون والمعتقلات، مؤكدين على أن الإعلام المحلي بذل مجهودا رائعا لتسليط الضوء على معاناة الأسرى في ظل التجاهل الإعلامي الدولي للقضية، لكن تبقي تلك التغطية تفتقد الى العمق والاستمرارية في ظل اعتمادها على الطابع الخبري فقط .
وأطلقت وسائل الإعلام المحلية بكافة أنواعها المسموعة والمقروءة والمرئية حملة إعلامية لإحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني والذي يصادف السابع عشر من نيسان / ابريل من كل عام, حيث خصصت الصحف المحلية صدر صفحاتها وأغلفتها لمناصرة قضية الأسرى, فيما تنظم الإذاعات المحلية موجة مشتركة لمدة ثلاث ساعات, وبثت الفضائيات الفلسطينية عدد من التقارير المصورة حول يوم الأسير الفلسطيني ومعاناة الأهالي والأسرى على حد سواء .
وسام شكر
وأعلن مدير إذاعة صوت الأسرى طارق عز الدين عن انتهاء الترتيبات اللازمة لموجة إذاعية مشتركة بين 45 إذاعة محلية وعربية, موضحاً أن البث المشترك سيبدأ في الواحدة من بعد الظهر ولمدة ثلاث ساعات للحديث حول قضية الأسرى ومعاناتهم داخل السجون واستضافة قيادات فلسطينية ومحللين في شئون الأسرى .
واعتبر عز الدين في حديثه لـ"شمس نيوز" أن الاعلام الفلسطيني يستحق وسام شكر على جهوده المبذولة في سبيل نصرة قضية الأسرى على الرغم من الصعوبات الجسام التي تواجه الطواقم الإعلامية من أجل توفير المعلومات في ظل تشديد قوات الاحتلال ومحاولاتها المستديمة لعزل الأسرى عن العالم الخارجي .
وأضاف :" على الرغم من الجهود المبذولة لا تزال قضية الأسرى بحاجة لجهد إضافي وتميز في نوعية التغطية الإعلامية والوصول للجماهير الخارجية لتكوين رأي عام عالمي مناصر لقضية الأسرى ".
وطالب عز الدين وسائل الاعلام المحلية بانتهاج الحيادية خلال تغطية قضية الأسرى وتبيني القضية ضمن استراتيجية موحدة لا تنظر للخلافات التي تعيشها الساحة الفلسطينية , مناشدا المؤسسات الحكومية والمجتمعية بإحياء قضية الأسرى داخل المجتمع المحلي وعدم اقتصار الاهتمام والمتابعة على أهالي الأسرى .
وبدأ الفلسطينيون بإحياء يوم الأسير الفلسطيني في العام 1974 عقب الإفراج عن أول أسير فلسطيني وهو المحرر محمود بكر حجازي مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي (شموئيل فايز) والذي اختطفته حركة فتح في أواخر العام 1969م لتكون أول عملية تبادل للأسرى بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال .
اجندات مزدحمة
وأقر مدير صحيفة فلسطين المحلية إياد القرا بتأثر التغطية الإعلامية لقضية الأسرى بالملفات المطروحة على الساحة الفلسطينية وخاصة في حال اندلاع أزمات أو تفجر أحداث جديدة في قضايا مهمة مثل القدس , معقبا بالقول :"فترات التأثر بالملفات الأخرى تكون وجيزة وسرعان ما يعاود الإعلام توجيه بقعة الضوء صوب الأسرى وقضيتهم العادلة وإفشال مخططات الاحتلال بالاستفراد بالأسرى الفلسطينيين ".
وأكد القرا في حديثه لـ"شمس نيوز" أن صحيفته ستواصل تغطيتها المميزة لكافة الفعاليات المتعلقة بقضية الأسرى , مردفا :" ستكون هناك تغطية مميزة لكافة الفعاليات والمناسبات المتعقلة بقضية الأسرى , تقديراً لتضحياتهم الجسام .
وشدد على ضرورة استغلال الجانبين السياسي والانساني في تناول قضية الأسرى كونها قضية ذات أسباب سياسية , وأبعاد إنسانية , متمنياً الإفراج عن كافة الأسرى القابعين في سجون ومعتقلات الاحتلال .
ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من 5000 أسير فلسطيني , من ضمنهم 19 امرأة و200 طفل و185 معتقلا إداريا , بحسب تقرير صدر مؤخرا عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين .
تفوق كبير
وأشاد الخبير الاعلامي أحمد أبو السعيد بأداء الإعلام الفلسطيني في تناول قضية الأسرى ومتابعة كافة الفعاليات والأخبار الواردة من السجون والمعتقلات , مضيفا :" الاعلام الفلسطيني أثبت جدارته وكفاءته العالية في التعامل مع قضية الأسرى الفلسطينيين, وتفوق بشكل كبير على الإعلام الدولي والعربي المقصر بشكل غير مبرر تجاه الأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات (الإسرائيلية) " .
وأوضح أبو السعيد في حديثه لـ"شمس نيوز" أن الاعلام الفلسطيني نجح في تطويع واستغلال المناسبات الوطنية المتعلقة بقضية الأسرى مثل يوم الأسير في سبيل تفعيل القضية وزيادة فعالية طرحها وتوسيع القاعدة الجماهيرية الداعمة للأسرى , منوها إلى ضرورة مضاعفة الجهود في توصيل معاناة الأسرى للعالم الخارجي وسد العجز الذي سببه الإعلام العربي والدولي .
وطالب بتنويع البرامج والمضمون الإعلامي المتعلق بقضية الأسرى والمحافظة على سجل النجاحات المسجلة للإعلام المحلي في تغطية قضية الأسرى .