شمس نيوز/ خاص
بعد أيام من الهدوء في قطاع غزة وتلاشي هواجس انفجار الأوضاع إلى حدٍما، بفعل التحسينات الاقتصادية الأخيرة التي مولتها قطر، عادت غزة إلى حافة الانفجار من جديد، عقب تسلل قوة عسكرية إسرائيلية خاصة، إلى عمق 3 كيلو مترات داخل مدينة خانيونس جنوب القطاع، وما أعقبها من اشتباك وقصف عنيف على القطاع.
الاشتباكات التي استمرت لأكثر من ساعة وتدخل فيها الطيران الحربي الإسرائيلي وقصف عشرات الأهداف في منطقة العملية، أدت إلى استشهاد سبعة فلسطينيين، بينهم القيادي بكتائب القسام، نور الدين بركة، ومقتل ضابط من جيش الاحتلال وإصابة آخر.
وقالت كتائب القسام في بيان لها، الليلة الماضية، "قامت هذه القوة باغتيال القائد القسامي نور بركة، وبعد اكتشاف أمرها وقيام مجاهدينا بمطاردتها والتعامل معها، تدخل الطيران الحربي للعدو وقام بعمليات قصفٍ للتغطية على انسحاب هذه القوة"، فيما اعترف الاحتلال بالعملية وأعلن مقتل الضباط.
الهدف ؟
عقب العملية أعلن جيش الاحتلال، في بيان، أن قوة خاصة خاضت عملية في عمق القطاع لم يكن هدفها الاختطاف أو الاغتيال، وأن المقاتلين قاموا بمعركة شرسة تمكنوا فيها من القضاء على "التهديد" و"الهروب إلى إسرائيل" في عملية معقدة.
إلى ذلك، قال يوسف الشرقاوي، العميد المتقاعد والمحلل العسكري، إن توقيت العملية ونوعيتها يوحي إلى أن هناك شيء مهم وعاجل دفع الاحتلال إلى القيام بهذه العملية، وأن هذا الشيء أكبر من الاغتيال أو الاختطاف.
وأوضح الشرقاوي في حديثه لـ"شمس نيوز" بالقول: من الممكن أن تكون إسرائيل توصلت إلى مكان وجود أسراها أو طرف خيط يدلها على ذلك، توقيت العملية مريب لا يبدو أنها عمل عسكري عادي كما يقول الاحتلال"، لافتًا إلى أن العملية بحاجة إلى دراسة معمقة وعدم الاكتفاء بما يقوله الاحتلال.
أما المحلل العسكري واصف عريقات، فقال لـ"شمس نيوز" إن الاحتلال الاسرائيلي لم يحقق خلال عمليته كل ما خطط إليه وأنه لم يفصح عن الهدف الحقيقي للعملية، إلا أن الهدف الرئيسي من هكذا عملية هو تغيير المعادلة لصالح الاحتلال خاصة قبل إبرام أي اتفاق تهدئة.
من جهته، ذهب المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، رون بن يشاي إلى القول، إن عملية أمس تعد "عملية نادرة" في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أنها تجري أحيانًا في حال توفر معلومات استخباراتية نوعية عن فرصة لا تتكرر لتصفية أحد العناصر الرفيعة، أو تدمير مركز معلوماتي أو تعطيل وسائط قتالية ذات جودة عالية، أو للحصول على ورقة مساومة، مستدركًا: "على ما يبدو لم تكن النوايا هنا من هذا القبيل".
وضرب مثلا على "ورقة المساومة": خطف إسرائيل مصطفى الديراني عام 1994 للحصول على معلومات عن رون آراد، أو الإفراج عنه مقابل الافراج عن الطيار الذي أسر في لبنان ولم يعد.
في حين ذكر موقع " واللا" العبري، أن العمليّة "استخباراتية" وجرى المصادقة عليها من قبل رئيس أركان جيش الاحتلال غادي آيزنكوت، ولاحقًا من وزير الجيش الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، "بسبب حساسيّة المنطقة، والانتشار أمام حركة حماس".
ووفقًا لـ"واللا" فإن هدف العملية هو الحصول على معلومات استخباراتيّة حرجة للغاية، ألمحت إلى أنها على صلة لتوفير معلومات للقيادة السياسية الإسرائيليّة لأجل تعبيد الطريق أمام صفقة محتملة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، بعد فشل الاحتلال في خلق وسائل ضغط على الحركة تجبرها على دخول مفاوضات.
وقال الموقع، إنّ جيش الاحتلال اختار لهذه العملية قوة خاصّة بينهم ضباط ومقاتلون من النخبة، قاموا بعدد كبير جدًا من العمليات من أجل حصر العمليّة والحصول على الموافقات اللازمة عليها من قيادة الجيش الإسرائيلي.
أداء المقاومة والرد؟
وبالعودة إلى المحلل العسكري يوسف الشرقاوي، رأى بأن أداء المقاومة الفلسطينية كان جيدًا ومعقول كونها اشتبكت مع القوة الاسرائيلية واكتشفت أمرها، وذلك رغم الخسائر التي تكبدتها المقاومة.
وأضاف الشرقاوي: "إسرائيل حاولت إرباك المقاومة لحظة العملية والسيطرة على ميدان المواجهة لفترة من الزمن، فقامت باستهداف نحو 50 هدفًا معد مسبقًا لكن الاشتباك الذي جرى ومقتل الضابط يقول إن الأداء كان جيدًا رغم عنصر المفاجأة".
وأوضح الشرقاوي، أن قذائف الهاون التي أطلقتها المقاومة تجاه الاحتلال لم تأت في إطار الرد إنما في إطار الاشتباك القائم لحظة العملية، أي أن المقاومة لم ترد بعد، متوقعًا أن تحاول القاهرة إيقاف رد المقاومة خلال الساعات القادمة لمنع تدهور الأمور.
وزاد: "الجانب المصري سيحاول منع رد المقاومة لكن المقاومة لديها هامش من الحرية يجعلها تحافظ على كرامتها وماء وجهها"، فيما يرى المحلل العسكري واصف عريقات أن باب الاحتمالات مفتوح أمام هذه العملية.