شمس نيوز/ غزة
يجد كثيرون مشقة بالوضوء في الأجواء الباردة بالشتاء، لكن الدين الإسلامي دين يسر وليس عسر، وبعض يتحرج من تسخين الماء للوضوء في الشتاء.
ويعقب على ذلك عبد الكريم بن عبد الله الخضير عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحاليا عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
ويقول الخضير: إذا كان باردًا جدًا ولا يوجد ما يسخن به الماء وخشي المصلي إذا توضأ على نفسه فإنه حينئذ يعدل إلى التيمم، وإن لم يخش على نفسه مع المشقة لم يجز له التيمم بل يجب عليه استعمال الماء، وهو ما جاء مدحه في السنة: "إسباغ الوضوء على المكاره" ، والله المستعان.
ويتحرج البعض من تسخين الماء للوضوء في الشتاء، ظانًّا أن الوضوء في الماء البارد مع تحمل شدة البرد أثوب وأفضل، وهذا الكلام غير صحيح، ولم يرد أي دليل شرعي في عدم جواز تسخين الماء للوضوء.
وقال الإمام الأُبِّي المالكي في كتابه إكمال إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم: (تسخين الماء لدفع برده ليتقوى على العبادة لا يمنع من حصول الثواب المذكور)، يقصد الثواب المذكور في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره...))؛ (رواه مسلم وأحمد والنسائي والترمذي).
وبيَّن الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين نقطة هامة فقال: (أن يشق الإنسان على نفسه ويذهب يتوضأ بالماء البارد ويترك الساخن، أو يكون عنده ما يسخن به الماء، ويقول: أريد أن أتوضأ بالماء البارد؛ لأنال هذا الأجر، فهذا غير مشروع؛ لأن الله يقول: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾ [النساء: 147]، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا واقفًا في الشمس، قال: ((ما هذا؟))، قالوا: نذر أن يقف في الشمس، فنهاه عن ذلك، وأمره أن يستظل؛ فالإنسان ليس مأمورًا ولا مندوبًا إلى أن يفعل ما يشق عليه ويضره، بل كلما سهلت عليه العبادة فهو أفضل، لكن إذا كان لا بد من الأذى والكره فإنه يؤجر على ذلك؛ لأنه بغير اختياره).