شمس نيوز/ علاء الهجين
على الرغم من تدني سعر كيلو الدجاج الطازج في أسواق قطاع غزة عمومًا، إلا أن المواطن الأربعيني تحسين سليمان من حي الزيتون، يتوجه لشراء أجزاء من الدجاج المجمد (الظهر والجناح) نتيجة انخفاض أسعارها مقارنة بالطازجة.
وبجانب سليمان، فإن آلاف العائلات الفقيرة في قطاع غزة، يشكل انقطاع الدجاج المجمد معضلة بالنسبة لها، كونها لا تستطيع شراء الطازج، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 12 عامًا، والذي تسبب بتعطل عشرات الآلاف من المواطنين عن العمل.
وسمحت وزارة الزراعة في قطاع غزة، الأربعاء الماضي، باستيراد اللحوم المجمدة للقطاع، بعد حظر استيرادها لنحو ستة أشهر، بسبب انخفاض سعر الطازج، إلا أنها عاودت السماح بإدخال المجمد رغم استمرار انخفاض الطازج، وذلك بسبب ضغوط من التجار والمواطنين على حد سواء.
ويباع كيلو الدجاج الطازج للمستهلك بـ 8 شواقل ونصف، فيما يبلغ سعر كيلو الجناح وظهر الدجاج المجمد 4 شواقل، مما يلاقي عليه اقبالًا شديدًا من قبل المواطنين في غزة نتيجة الوضع المعيشي السيء.
المجمد خيار المعدمين**
ويقول سليمان الذي يُعيل أسرة مكونة من 7 أفراد ويعمل بنظام البطالة في بلدية غزة، إنه يُفضل شراء 3 كيلوات جناحين دجاج مجمد بـ 10 شواقل، لتحضير وجبة الغداء لأسرته، يوم الجمعة، على شراء الدجاج الطازج الذي يمكن أن يكلفه أضعاف السعر، كونه يتقاضى راتبًا شهريًا لا يتجاوز الـ 800 شيقل.
وأكد أنه في حال انقطاع المجمدات من الأسواق، فإنه لا يستطيع شراء اللحوم الطازجة نظرًا لارتفاع أسعارها، وخاصة أن رواتبهم قليلة وغير منتظمة.
ويستهلك قطاع غزة من اللحوم المجمدة من 800-1000 طن شهريًا، وهذه الكمية تُعبر عن مدى الفقر الذي يعيشه مواطني القطاع، بسبب جملة الأزمات الاقتصادية التي يعانوا منها على مدار سنوات.
"حتى المجمد غالي"**
وبالرغم من دخول اللحوم المجمدة وتدني أسعارها، إلا أن هناك فئة كبيرة من المواطنين في غزة لا تقوى على شرائها أيضا.
ويقول عبدالله أحمد لـ"شمس نيوز" إنه وبالرغم من دخول اللحوم المجمدة فإنه لم يتمكن من شرائها بعد، كونه عاطل عن العمل ولا يدخل عليه شيئًا.
ويضيف " في يوم الجمعة الجميع يأكل لحوم هكذا اعتدنا، ولكن أنا وعائلتي تناولنا العدس هذه الجمعة، فلم نتمكن من شراء اللحوم المجمدة والتي هي رخيصة الثمن حتى".
أما المواطن علي محمود فإنه يقول: سعر كيلو الجناحين 4 شواكل، أسرتي مكونة من 10 أشخاص احتاج نحو 3 كيلو كي يكفيهم أي 12 شيكل وأنا لا املك شيئًا، المجمد غالي لا تعتقدوا أنه رخيص".
بدوره، انتقد أحمد دلول صاحب مزرعة دجاج في غزة، قرار وزارة الزراعة لسماحها بإدخال أجزاء الدجاج المجمد على الرغم من تدني أسعار كيلو الدجاج الطازج في الأسواق.
وقال دلول لـ " شمس نيوز"، إن قرار الوزارة يؤثر سلبًا ويُكبد كافة المُزارعين خسائر فادحة، لأن المواطنين سيتوجهون فورًا لشراء المجمدات، ويعزفون عن شراء الطازجة، لأنا أقل ثمنًا منها.
وأضاف: " يباع كيلو الدجاج من المزرعة للموزع بـ 7 شواقل، وهذا أقل من سعر التكلفة بكثير، وبمجرد السماح باستيراد كميات كبيرة من المجمدات، سيعزز انخفاض أسعار الدجاج الحية، ويضاعف خسارتنا التي لا نستطيع تحملها، ويجعلنا نعزف عن تربية الدجاج نهائيًا".
من جانبه، أوضح مدير دائرة الإنتاج الحيواني طاهر أبو حمد، أن قرار الوزارة بالسماح بإدخال أجزاء الدجاج المُجمد (الظهر والجناح) إلى القطاع، جاء بعد ضغط كبير من التجار وأصحاب المحلات، مشيرًا إلى أن الوزارة وضعت شروطًا بعدم استيراد الدجاج المجمد الكامل.
وقال أبو حمد، إن قرار الوزارة جاء أيضًا، بسبب أن نسبة كبيرة من الغزيين يعتمدون على المجمدات كون أسعارها منخفضة مقارنة بالطازجة.