شمس نيوز/غزة
حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بيير كرهينبول من أن الغضب واليأس يتصاعد في قطاع غزة بسبب بطء عملية الاعمار، مطالبًا بمساءلة الذين وقعوا على آلية إدخال مواد البناء ومحاسبتهم على تنفيذها.
وقال كرهينبول: "اللجنة الاستشارية التابعة للوكالة المنعقدة في عمان والتي تضم الدول المانحة والمضيفة لا ينبغي في هذا الوقت أن تتخذ موقف "انتظر وراقب" لما يحدث في قطاع غزة".
وأضاف "أن الفرقاء الذين اتفقوا على الآلية المؤقتة ينبغي أن تتم مساءلتهم عن تنفيذها لأن الوقت ينفد، والغضب يتصاعد في غزة والناس يائسون".
واعتبر أن التركيز الآن منصب على إعادة بناء غزة، "وقد قمنا بالترحيب بمؤتمر القاهرة وبالتعهدات الكبيرة التي تم إطلاقها، إلا أن هذه التعهدات بحاجة لأن يتم وبشكل عاجل تحويلها إلى مصروفات فعلية.
وقال: "لقد رحبنا بزيارة رئيس الوزراء الحمد الله إلى غزة في بداية تشرين الأول، لكن القيادة المستمرة من قبل حكومة الوفاق الوطني تعد أمرًا مطلوبًا من أجل ضمان أن تصبح عملية إعادة الإعمار مسألة قابلة للحدوث، كما أنه مطلوب من إسرائيل أن تلتزم التزامًا حقيقيًا بتمكين جلب المواد المطلوبة إلى غزة".
وأكد "أنه وفي الوقت الحاضر، فإن العملية بطيئة جدًا وغير فعالة بشكل كبير وإذا ما تأتى لهذا أن يستمر فإننا سنصل للشتاء بدون إحراز تقدم على صعيد إعادة بناء منازل العديدين الذين لا يزالون مشردين، بمن فيهم أولئك الذين لا يزالون في مدارس الأونروا".
وتابع "إن أهل غزة يستحقون أكثر وأفضل من ذلك بكثير".
وذكر "أن لاجئي فلسطين وغير اللاجئين في غزة على حد سواء قد خرجوا لتوهم من اختبار عنف ودمار غير مسبوقين خلال الحرب على غزة التي دامت 50 يومًا في يوليو وأغسطس، وأن أكثر من 1500 مدني في غزة، بمن في ذلك 538 طفلاً و 306 امرأة استشهدوا، وأصبح حوالي 1500 طفل يتامى.
ولفت إلى أن من بين 11000 مصابًا من العدوان ألف طفل سيعيشون ما تبقى من حياتهم وهم يعانون من إعاقات دائمة.
كما قال مخاطبًا المجتمعين "إن العديدين منكم قد قاموا في هذه الأثناء بزيارة قطاع غزة وشاهدتم بأم أعينكم الدمار الهائل، الذي خلف وراءه 110 ألف شخص بلا مأوى، وفقدان سبل المعيشة والأعمال، وفي ذروة الأزمة قام ما يقارب من ثلث عدد سكان غزة بالفرار من منازلهم، وعملت الأونروا لوحدها على إيواء ومساعدة ما يقارب من 300 ألف شخص نازح في 90 مدرسة تابعة لها".
وبحسب مفوض الأونروا، فإن حوالي 27 ألف شخص لا يزالون يلتجئون في 18 مدرسة تابعة للأونروا.
وأوضح أن هيئة التحقيق المستقلة التي يعكف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على تأسيسها ستنظر في كافة عمليات القصف الرئيسة التي أثرت على عمليات الأمم المتحدة، وتحديدًا عمليات الأونروا، خلال الحرب.
واعتبر أن "السبيل الوحيد لكي يتم التغلب على هذا اليأس في القطاع يتمثل في جعل غزة مكانًا قابلاً للعيش مرة أخرى وهذا يعني، كما أكد عليه الأمين العام مؤخراً، معالجة الأسباب الكامنة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي مرة واحدة وللأبد".
وبيّن أن هذا يتمثل في إنهاء الاحتلال الموجود على الأرض منذ ما يقارب من نصف قرن والرفع التام للحصار غير القانوني على قطاع غزة.
ونوه إلى أنه "وفي واقع الأمر فليس هناك أدنى شك في ذهني من أنه، وبعد سنوات من العقاب الجماعي لسكان غزة وبعد النزاع المميت، ليس من الممكن ببساطة تصور العودة إلى الظروف التي كانت قائمة من قبل في ظل الحصار".
وشدد على أن هنالك حاجة لتغيير النموذج ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال عمل سياسي مكرس وعازم من قبل المجتمع الدولي.
وتابع "عندما يقوم المرء بالنظر في كافة هذه التطورات، فإنه يدرك الطبيعة الوجودية للتهديد الذي يواجهه لاجئو فلسطين".