بقلم: توفيق أبو شومر
قال رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، موشيه شاريت عن النفط في غزة:
"اقترحَ، أيسر هارئيل، رئيس الموساد، احتلال غزة، على الرغم من أنه كان مناصرا لموقفي ومعارضا لاحتلالها، كنا ضد رأي بن غريون، الذي طالب باحتلالها.
كنا نعارض الاحتلال بسبب خشيتنا من ردة فعل الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي، وبسبب اللاجئين في غزة، وخشية تعرض النقب، وتل أبيب للعمليات، ستكون مهمتنا ثقيلة، لا قِبل لنا بها.
اليوم أصبح الوقتُ مناسبا، بسبب اكتشاف النفط بالقرب من غزة، محظورٌ أن نترك هذه الثروة عرضة للتخريب، هذا يستدعي السيطرة على غزة فورا.
إذا حان الوقت لاحتلالها، يجب أن نجعل الأمم المتحدة تعتني باللاجئين، وأن نُبقي قطاع غزة منطقة مُغلقة، ببناء سياجٍ، وأن نجعل احتلالها ذريعة للرد على صفقة الأسلحة التشيكية لمصر، وعلى نزعة ناصر التوسعية" (من كتاب (مذكرات شخصية) لرئيس وزراء إسرائيل، ووزير الخارجية، موشيه شاريت، يوم 3-10-1955 صفحة رقم 526 – 527 )
الوثيقة الثانية من المذكرات نفسها:
"اقتربتْ مجموعة من (الإرهابيين)، قَدموا من غزة، من بعض الأعراس في مستوطنة، كفار بطيش، أطلقوا النار من رشاشات، ستن، جُرح أكثر من 15 شخصا، بينهم، نساء، وأطفال.
من سكان، كفار بطيش، من اليهود الأكراد، أصابهم الذعر، وقرروا الهجرة إلى القدس.
جرى نقاش في المجلس المصغر، رفض، موشيه دايان اقتراح بن غريون، احتلال غزة، جرى التصويت: الموافقون على الاحتلال خمسة أعضاء، المعارضون تسعة أعضاء، امتنع، يوسيف شابيرا، عضو لجنة الموازنة، عن التصويت.
حشد، عبد الناصر 15,000 جندي في العريش، كان ينوي احتلال جزء من النقب، إن هاجمنا غزة" (الكتاب نفسه، يوم 25-3-2019م ويوم 3-4-1955 الصفحات 358- 359 )
الوثيقة الثالثة من المذكرات نفسها:
"أُطلقت النار على سائق جرار، في موشاف، غيلات، قُتل السائق، واًصيب اثنان بجروح، اتضح أن (العصابة) جاءت من غزة، جهزنا خطة للرد، تقضي باستهداف معسكر للفدائيين، بالقرب من الشاطئ، شمال غزة، عن طريق البحر، بإنزال سرية لإبادة المعسكر.
أجَّلتُ تنفيذ الخطة لخطورة العملية. كان رأي، بن غريون، ليس ضروريا عملية انتقامية، يجب تحذير مصر بواسطة الوسيط، بيرنز، ليفرض الهدوء، وإلا سنُضطر لطرد المصريين من غزة، أي أن نحتل القطاع.
جرى تنفيذ العملية، ارتفع عدد القتلى (المصريين) إلى خمسين قتيلا، وأربعين جريحا، قتل جنديان إسرائيليان، وجرح عشرون آخرون.
اتضح أن عدد القتلى المصريين تجاوز الخمسين، وان عددا منهم قاتل ببسالة." (الكتاب السابق، يوم 5-10-1955 صفحة 532).
من يقرأ الوثائق السالفة يُدرك بأن غزة ظلت طوال تاريخها ملفا شائكا للمحتلين، ويعرف أيضا، أن احتلال غزة لم يكن يهدف فقط لتطويعها، بل كان بسبب اللاجئين.
فقد كان البحثُ جاريا عن إيجاد حلِّ لهذه القضية، إما باستيعاب اللاجئين في مصر، كما ورد في الحلقة الأولى من الوثائق، أو في اختيار مكان آخر لتفريغ غزة من اللاجئين، ففي الوثائق نفسها وثيقة عن، قبرص:
"أبلغني، يوسيف يعقوبسون، مسؤول المشاريع في الجيش، بأن لديه أفكارا حول مشروع كبير في قبرص، بتحويلها إلى مستعمرة اقتصادية إسرائيلية، لنتمكن من المرور عبرها إلى الدول العربية، بالتعاون مع اليونان وتركيا، نشتري الأراضي بسعرٍ زهيد لمبادلتها بأملاك زراعية للعرب ممن يرغبون في الهجرة، بهذا نمنع ضمها لليونان، بالتعاون مع أوناسيس، اتفقنا على دراسة الموضوع، بعد الانتخابات، بعد تأسيس شركة برأس مال حكومي خاص" (صفحة 481 يوم 4-7-1955م)
هناك لقطة أخرى:
" اجتمعنا في السفارة الإسرائيلية في إيطاليا، لبحث توطين اللاجئين في ليبيا" (صفحة 577 يوم 17-12-1955م) !!
عن الحوار المتمدن
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز"