شمس نيوز/نيويورك
قدّم المندوب المراقب لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور الأربعاء، تقريرًا حول الوضع الراهن في فلسطين، وما حدث من تطورات خلال عام مضى منذ أيلول 2018، أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف التي يرأسها سفير السنغال نيانغ شيخ.
وقال منصور "إن السلطة القائمة بالاحتلال خلال عام كامل كثفت من أنشطتها الاستيطانية وسارعت من وتيرة مصادرة الأراضي، وانتهكت بشكل صارخ القوانين الدولية والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن خاصّة قرار 2334 وغيرها من القرارات.
وأشار إلى استمرارها (إسرائيل) في هدم المنازل كما حدث في منطقة صور باهر بالقدس، والاقتحامات المتكررة لباحات المسجد الأقصى، وهو ما يُعدّ استفزازًا للمشاعر الدينية للفلسطينيين، وكذلك إطباق الحصار الخانق على غزة ومضاعفة معاناة المدنيين هناك.
وأوضح أن وتيرة تلك السياسات تسارعت مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لكسب أصوات اليمنيين المتطرفين والمستوطنين وهو ما يفسّر الزيارات التي أجراها إلى مستوطنات الضفة، وكان آخرها زيارته إلى الخليل لحشد التأييد خلال حملته الانتخابية.
وفي السياق، استمع أعضاء لجنة الأمم المتحدة، إلى التقرير السنوي حول إنجازات اللجنة وتوصياتها التي ستُرفع إلى الأمين العام للأمم المتحدة لاحقا هذا الشهر يقدمها بدوره إلى رئاسة الجمعية العامة الـ 74 الجديدة.
وتضمنت التوصيات، التي تلتها سفيرة كوبا لدى الأمم المتحدة، مضاعفة الجهود الدولية لتحقيق الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني بما فيها تقرير المصير والاستقلال وحل الدولتين اعتمادًا على القرارات الدولية، استنادًا إلى قرارات الرباعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ودعت اللجنة إلى إعادة التثقيف بشأن تعريف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على أنه ليس نزاعًا بين خصمين متعادلين بل هو نزاع بين دولة تحتل وتستعمر وتصادر مناطق شعبُها يعيش ظروفًا قمعية وغير إنسانية ويعاني من التمييز.
وحثّت مجلس الأمن والجمعية العامة على التأكيد على تنفيذ ما ورد في القرارات الدولية لتحقيق السلام خاصة قرار 2334، والتأكيد على مسؤولية الدول وعدم المساهمة في ترسيخ الاحتلال عبر مساندة الانتهاكات الإسرائيلية خاصة فيما يتعلق بالاستيطان.
وطالبت المجتمع الدولي بالانتقال من التعامل مع قضية فلسطين كحالة إنسانية إلى قضية حقوق إنسان، مع أهمية إجبار "إسرائيل" على الإذعان للقوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في مناطق النزاع.
وبشأن ما ينبغي القيام به للمضي قدمًا، قال السفير منصور إنه يجب الدفاع عن التوافق والإجماع الدولي وعدم السماح لأي جهة كانت بالجنوح عن هذا الإجماع، مثنيًا على دور لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين.
وأشار إلى الجهود الجبّارة التي بذلتها، ولا تزال، اللجنة من أجل تحقيق العدالة لكي يتسنى للشعب الفلسطيني تقرير مصيره كي ينعم بالحرية والاستقلال.
وأعرب عن شكره للجهود التي تُبذل كي تواصل "أونروا" عملها على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين، خاصة جهود الأمين العام للأمم المتحدة إذ وضع "أونروا" على سلم أولوياته.