شمس نيوز / عبدالله عبيد
مخطط يليه مخطط، وقانون تلو القانون، تشرعنه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، للفتك بالمدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك بغية الوصول إلى أهدافها.. فلم تعد اقتحامات المستوطنين للأقصى كافية، كونها تقابل بسد منيع من قبل حراسه والمرابطين فيه، مما حذا بحكومة الاحتلال لاستحداث قوانين وإجراءات جديدة لكبح جماح المقدسيين الذين لا ينفكون يدافعون عن مسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وبات واضحا أن حكومة اليمين المتطرف تريد تحويل مدينة القدس ومسجدها المبارك إلى مدينة عبرية يهودية، من خلال مخططاتهم الرامية إلى إخراج الحراس والمرابطين من محيط الأقصى. وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قد كشفت عن مخطط إسرائيلي لإخراج حراس ومرابطي المسجد الأقصى عن القانون، تمهيداً لطردهم وتسهيل عمليات الاقتحام اليومية التي ينفذها المستوطنون المتطرفون بحماية جنود وشرطة الاحتلال، حيث يقف المرابطون والحراس عائقاً أمام هذه الاقتحامات.
وبحسب الصحيفة، فإن وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك"، بإشراف وزير الأمن الداخلي "اسحاق أهارانوفيتش" يعملون على إعداد مشروع قانون، يهدف إلى اعتبار مجموعة المرابطين في المسجد الأقصى خارجة على القانون، بسبب مسؤوليتها عن المواجهات مع الشرطة والمتطرفين اليهود الذين يقتحمون الأقصى.
صد الاقتحامات
لم يعد عمل حراس ومرابطي المسجد الأقصى مقتصراً على الصلاة والعبادة فقط، بل أصبح لهم دور كبير في صد اقتحامات المستوطنين المتكررة للمسجد، الأمر الذي زاد من غضب المتطرفين منهم، ليؤكد أبو إياد أبو سنينة (60 عاماً) أحد مرابطي الأقصى، أن المسجد الأقصى لم يخلُ يوماً من المرابطين الذين يعملون جاهدين لمنع الاقتحامات اليهودية.
وعدّ أبو سنينة في حديثه لـ"شمس نيوز"، الرباط في المسجد الأقصى عقيدة شرعها الدين الإسلامي لكل مسلم، مضيفاً: ديننا الإسلامي أمرنا بالحفاظ على المسجد الأقصى والدفاع عنه، وهو وارد في القرآن الكريم، وسنحميه بكل ما نملك".
وعن المخطط الإسرائيلي الرامي إلى منع دخول المرابطين والحراس للمسجد الأقصى، شدد على أن إسرائيل تسن الكثير من القوانين ضد المسجد الأقصى، مستدركاً: ولكن المقدسيين يقفون لهم بالمرصاد ، وخير دليل على ذلك صد المرابطين والمرابطات للاقتحامات اليهودية".
تشديد الإجراءات
تتوالى الأعمال الإجرامية للمستوطنين أثناء دخولهم إلى المسجد الأقصى، فلم يسلم منهم رجل ولا طفل ولا امرأة، ليشكو شحدة أبو رميلة، مسؤول وحدة الحراسة في المسجد الأقصى لفترة ما بعد الظهر، من الممارسات العنجهية التي يفتعلها المستوطنون بحق حراس المسجد.
ويقول أبو رميلة محادثاً "شمس نيوز": الإسرائيليون يريدون منعنا من دخول المسجد الأقصى، لأننا قمنا بطردهم مراراً وتكراراً ، ومنعهم من الصلاة فيه وتأدية شعائرهم التلمودية"، مبيّناً أنه تم منع الكثير من الحراس من دخول المسجد لمدة أحيانا تصل ستة أشهر، "حتى أنه يتم منعنا من الدخول إلى محيط الأقصى على مسافة من 100 إلى 150 مترا" بحسب قوله.
يومياً يقتحم المستوطنون باحات المسجد الأقصى، حتى بعد الاتفاق الذي تم في عمّان بين السلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية وحكومة الاحتلال، ليشير مسؤول وحدة حراسة الأقصى إلى أن السلطات الإسرائيلية تشدد الإجراءات على المقدسيين والمسلمين حين دخولهم المسجد.
مشاركة في الجريمة
وبالرغم مما يفعله اليهود بالمسجد الأقصى والمدينة المقدسة، إلا أن الدول العربية والإسلامية مازالت في سبات عميق، دون حتى استنكار لهذه الجرائم، إذا يعتبر الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك، أن السكوت عن جرائم الاحتلال حول الأقصى مشاركة في هذه الجرائم.
وأكد صبري خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، أن الرباط عبادة من العبادات الدينية في الإسلام، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم نصاً كما ورد في السنة النبوية، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن المرابطين والمرابطات داخل المسجد الأقصى ورغم عبادتهم فيه، إلا أنهم يمنعون الاعتداء عليه من قبل اليهود المقتحمين المدنسين له.
ويهدف الاحتلال الإسرائيلي من مخططه الذي يمنع دخول الحراس والمرابطين، إلى إحكام السيطرة اليهودية على المسجد الأقصى، وتحويله إلى كنيس يهودي، وهذه المحصلة النهائية التي يحلمون بها، لكن حراس ومرابطي الأقصى لهم بالمرصاد.
وشدد خطيب الأقصى على أن المخطط لن يتم بأي شكل من الأشكال "ولن نتنازل عن ذرة تراب من المسجد الأقصى، لأنه للمسلمين وحدهم بقرار من رب العالمين، وليس من مجلس الأمن ولا من هيئة الأمم المتحدة"، وفق تعبير الشيخ صبري.
ويرابط داخل المسجد الأقصى مجموعات كبيرة من المقدسيين تتكون كل مجموعة من عشرات الرجال والنساء، لمنع المتطرفين اليهود من اقتحام باحاته.