بقلم/ أ. أحمد المدلل
ليخرج ثلاثتهم (نتنياهو وكوخافي وترجمان) على الإعلام يبتسمون بسمة المرتعش يشعرون إنهم في يوم عيد. ثم اعلن ليبرمان انه طلب من نتنياهو حين كان وزيرا للحرب أن ينفذ جريمة الاغتيال ضد القائد بهاء أبو العطا بنفسه، وأن عملية الاغتيال مصلحة شخصية لنتنياهو وليست خدمة للكيان لأنها ستنقذه من أزماته الكبيرة التي يغرق فيها .. تأملتُ مشهد القتلة يتسابقون على دم القائد الشهيد بهاء أبو العطا تذكرت حمزة في أحد .. إنها الجبلة النكدة لا تحمل إلا عشقا للدم والقتل ولن تتورع في التغول في دمنا في كل لحظة.
* لكن الصورة تغيرت ولم تعد المرحلة تحتمل إجرامهم وليس الذي يواجههم اليوم جيوش مهزومة روحيا وعقائديا أو أنظمة فاسدة وهوجائية .. الصورة تغيرت لأن الذي يواجهونهم اليوم على أرض فلسطين رجال ارتبطت أرواحهم بترابها الطاهر المبارك رجال العقيدة والإرادة يفوق إيمانهم ووعيهم فائض الإجرام وترسانة الأسلحة التي يمتلكها الصهاينة.
* ليس الشهيد بهاء وأقرانه من القادة والمجاهدين الأبطال الذين ضاعت فلسطين في عهدهم واستبيحت كرامة الأمة ومقدساتها ومسح تاريخها، بل هم الذين أعادوا للقضية وهجها ولفلسطين حضورها وللأمة مجدها وكرامتها .. لقد حملوا فلسطين في كل ثوانيهم وأعادوا للأمة الأمل من جديد باستعادة مجدها وكرامتها.
* لم يعتقد الكيان لحظة أنه سيمر بمرحلة سوداء كالتي يعيشها اليوم من ضعف وهزيمة وهاجس وجودي، والتي توجت بإبداع القادة المجاهدين وعلى رأسهم قائد سرايا القدس الشهيد بهاء أبو العطا، الذي امتلك إيمانا ووعيا وإقداما أقض مضاجع الصهاينة، وأصابت ضرباته الموجعة عمقهم الاستراتيجي، وأحدث كيا للوعي الصهيوني، وأن العالم كله لن يوفر لهم أمنا ولا سلاما باحتلالهم فلسطين، ولا ينتظرهم إلا مزيدا من القتل والدمار والملاحقة وزوالهم أصبح قاب قوسين أو أدنى.
* إنها القاعدة الربانية التي تحدث عنها المعلم الشهيد فتحي الشقاقي زوال إسرائيل حتمية قرآنية، لذا من الطبيعي أن يفرح نتنياهو وقادة حربه باغتيالهم القائد البطل الشهيد بهاء أبو العطا، ولكنها لحظة الفرح القصيرة قطعتها صواريخ السرايا التي صنعها أبو سليم وإخوانه، وهي تسقط على "تل أبيب" وما بعدها وتلاحقهم فى أحلامهم المرعبة.
* عزاؤنا أن القائد أبو سليم قد ترجل في طريقه نحو الشهادة التي لطالما كان ينتظرها.