شمس نيوز/ علاء الهجين
على الرغم من الخسائر التي يتعرض لها الصيادين في غزة، نتيجة المنخفض الجوي، إلا أنهم يستبشرون مع قدوم المنخفضات العميقة التي تحمل معها رياح قوية، صيدًا وفيرًا من الأسماك، وهو ما حصل خلال المنخفض الذي وقع القطاع تحت تأثيره.
فقد تمكن صيادو الاسماك من اصطياد كميات وفيرة في أعقاب انتهاء المنخفض الجوي الذي تعرض له القطاع منتصف الأسبوع الماضي، والذي بقي تأثيره الإيجابي عليهم حتى اليوم.
وأوضح مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي، زكريا بكر، أن المنخفض الجوي، ذو حدين، الأول يجلب أضرارًا للصيادين، نتيجة البنية التحتية المهترئة، وعملية تآكل ونحر الشاطئ، وعلو الأمواج تؤثر سلبًا على الصيادين لأنهم في المناطق الوسطى والجنوبية يبحرون من الشواطئ مباشرة وليس من الميناء كما في غزة، كما أن سرعة الرياح وارتفاع موج البحر يؤديان إلى انجراف مراكب الصيادين وتحطيمها أحيانًا، ويكبدهم خسائر كبيرة.
أما الجانب الإيجابي للمنخفض، فتكمن أهميته حين تكون الرياح جنوبية غربية، وغربية، عندما يترفع موج البحر بعد الرياح الشديدة، فتكون فرصة ثمينة للصيادين، لعدة أسباب، الأول، عند حركة التيارات المائية في الأعماق، وتعكير المياه، وخاصة أن طبيعة الأسماك تستشعر بالمنخفض قبل الإنسان بساعات، فبالتالي الأسماك كافة في المناطق الغربية تهاجر إلى المناطق الشرقية، وفق بكر.
وأضاف: "أما العامل الثاني، طبيعة السمك وتحديدًا الأبيض منه، كالغزلان والبلاميدا والقاروص، تككون قريبة من الشاطئ، فالصياد في فهذه الحالة لا يستنزف وقود، كما في الرحلات البحرية بعرض البحر، كما يتم صيد كميات وفيرة منها تعمل على انخفاض سعرها في الأسواق، ويستمر وجود تلك الأسماك على الشاطئ بعد المنخفض من 3-5 أيام".
وتابع: "قبل وصول المنخفض الجوي كان سعر كيلو سمك الغزلان من 30-35 شيقلًا، أما بعد انتهاءه فانخفض السعر من 17-18 شيقلًا فقط، وهذه الأسعار في متناول الجميع".
وأفاد مسؤول لجان الصيادين، بأن الصيادين اصطادوا أطنان عدة من السمك خلال المنخفض وبعده، وكان آخرها نحو 60 سمكة قرش، تبلغ أوزانها من 40 -100 كليو، ويتم تصدير جزء من أسماك الغزلان والبلاميدا إلى أسواق الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن عام 2019 كان الأفضل للصيادين حيث اصطادوا نحو 2600 طن من الأسماك، على الرغم من تضييقيات الاحتلال شبه اليومية.
ومنذ سنوات ماضية، وقوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي تعمل على مضايقة الصيادين الفلسطينيين ومحاربتهم في مصدر رزقهم الوحيد، وحرمانهم من حقهم الأساسي في العمل.
كما تفرض عليهم قيودًا عديدة تحد من حرية عملهم، فضلا عن الممارسات الاستفزازية المستمرة بحقهم من قبل قوات خفر السواحل الإسرائيلية، التي تتعمد مطاردتهم وإطلاق النار باتجاههم دون مبرر.
ويعتاش من مهنة الصيد 4000 ألاف صياد بغزة، وهم من أكثر فئات الشعب الفلسطيني بغزة الذين يعانون من الفقر والظلم والاستهداف الإسرائيلي المتواصل وبشكل يومي.
وتحاول نقابة الصيادين متى توفرت لها الإمكانيات لمساعدة الصيادين ومد يد العون لهم، من خلال تقديم الشباك وبعض الماكينات والأجهزة اللازمة لهم، إلا أن الظروف الصعبة التي يعاني منها القطاع المحاصر تحول دون الاستمرار في ذلك.
وتراجعت مهنة صيد الأسماك بشكل غير مسبوق، نتيجة لتراجع حجم الصيد اليومي لمئات الصيادين، بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على المساحات التي يسمح لهم بالصيد فيها.