بقلم / د.ناصر اليافاوي
كثر البائعين لمبادئهم وفصائلهم فى تلك الأيام شديدة الظلام، حتى أصبح الحليم حيران ، موجة من تبدل القيم ورياح صفراء ملوثة عصفت منطقتنا وأمطرت علينا فطريات سامة..
شخصيات إشرأبت أعناقها حين ألقي أو عرض عليها حفنة من أموال سوداء، فكفرت بمذهبها ودينها وتاريخها، وأنكرت نبوءة نبينا محمد، وآمنت بدعوة سجاح والأسود العنسي، وبرأت أبو لؤلؤة من دم عمر ، كما برأ الانجليكان اليهود من دم المسيح، وأسقطت الوطن و فلسطين من حساباتها ..
لهؤلاء نكتب بالرصاص وتقول اعملوا أي وكل شيئ إلا فلسطين
وقبل أن تغادروا كلماتى اذكركم بموقف من التاريخ عسى أن تتعظوا ، يروى أن الجنرال الألماني جلوبز هويزنجر في الجيش الألماني إنشقّ بسبب معارضته لهتلر وفرّ إلى بريطانيا و طلب اللّجوء السياسي هناك أثناء التّحقيق معه رفض إعطاء المحقّقين البريطانيين أيّ معلومات عسكريّة حتّى استاء أحد المحقّقين البريطانيين فقال له :
كيف تطلب منّا إعطائك لجوءا سياسيّا و منزلا في الرّيف الإنجليزي وأنت لم تعطينا في مقابل ذلك شيئا ؟
فردّ جلوبز :
أنتم لا تطلبون معارضا لهتلر، أنتم تريدون خائنا لوطنه وأنا لا يمكنني أن أكون خائنا"
وأراد العودة إلى ألمانيا رغم معرفته أنّ ذلك يعنى الموت المحتّم بتهمة الخيانة إلّا أنّ الإستخبارات البريطانيّة رفضت طلبه بالعودة و قامت بتعذيبه في محاولة منها لانتزاع المعلومات منه بالقوّة ولكن دون جدوى حتّى مات تحت التعذيب.
هناك فرق كبير بين أن تكون معارضا لنظام سياسي أو حكومة أو فرد وبين أن تكون خائنا لوطنك ولدينك ولأمّتك
مهما كان خلافك مع النظام...لا تبع وطنك ولا تمد يدك للكفرة حتى لا يحولوا وطنك الى ركام و اخوتك الى رفات و أشلاء ..