شمس نيوز/ أميرة أبو شعبان
في ظل ظروف استثنائية، تمر بها دول العالم أجمع، شغل بال الكثير من المسلمين كيف هو الحال الذي أتى به رمضان هذا العام، كيف لا وهو الشهر المميز بالطقوس الدينية والعائلية
تغييرات كبيرة
بعد حوالي أسبوعين من استقبال المسلمون في العالم أكثر شهورهم قدسية، رمضان الذي يأتي هذا العام في ظروف استثنائية فقد تغيرت بشكل غير مسبوق مظاهر الحياة العامة والاختلاط بين الناس وتغير الوجه المألوف لهذا الشهر المميز أيضا.
فقبل شهور فقط من الآن لم يكن أحد ليتصور أن شهر الصيام لهذا العام سيكون خاليا من أهم مميزاته وخصوصياته: العزائم والولائم العائلية لوجبة الإفطار وصلوات التراويح وموائد الرحمن وربما فريضة الحج كذلك.
وإذا كان رمضان أساسا يرمز إلى الجماعة فله الآن وجه غير مألوف!.
الجدل والإجراءات
قررت وزارة الأوقاف إغلاق المساجد خلال شهر رمضان ومنع صلاة التراويح والاعتكاف. كما حظرت الوزارة جميع أشكال وأنشطة الإفطار الجماعي.
مصطفى المقادمة، الباحث في الدراسات الإسلامية يقول إن رمضان هذه السنة، بلا شك مختلف، ولكن من المعلوم في الدين أن حفظ الأنفس وصيانتها مقدم على أداء العبادات، ولذلك أبيح للمريض ومن يخشى المرض الفطر خلال رمضان، وليس من البر ولا من العبادة السليمة الصوم مع المرض، ومع تقرير ذلك فإن من له الحسم في الموضوع هم خبراء الطب والمختصون فيه، وهم من لهم الأهلية للحكم إن كان الصوم يعرض صاحبه للمرض أو لا، فلو أثبتوا ذلك طبيا فلا حرج من دعوة الناس لعدم الصوم بل قد يكون أمرا لازما، لأن المعركة الأولى اليوم هي محاربة الوباء ومحاصرته، وذلك مقدم على كل شيء".
التعبد الفردي بدل الجماعي
ورغم أن الشهر سيفقد أبرز ما يميزه من طقوس جماعية خاصة حسب المقادمة وسيقتصر الأمر على التعبد الفردي مع الأسرة الصغيرة داخل البيت بدلا من مظاهر التعبد الجماعي "إلأ أنها تجربة جيدة أن يعيش الفرد رمضان بعيدا عن الأشكال الطقوسية والمظهرية التي تخرجه في كثير من الأحيان عن مقاصده وأهدافه الحقيقية بل أحيانا تؤدي إلى عكس الحِكم التي شرع من أجلها، لذا أعتبر أنها ستكون تجربة خاصة ومفيدة مع ما سنفتقده من عادات أخرى جميلة مميزة لهذا الشهر، ومع كل الأمنيات طبعا بأن ينتهي بلاء الوباء في أسرع وقت ممكن".
على مواقع التواصل الاجتماعي وإن أكدت آراء الكثير من المغردين في تويتر على أنهم سيفتقدون الطقوس الجماعية والعادات التي ألفوها في هذا الشهر، إلا أن المواقف من الإجراءات المتخذة أو التي يمكن أن تتخذ في بعض البلدان لمكافحة تفشي كورونا جاءت متباينة. فقد علق حساب يحمل اسم عائشة حول استمرار غلق المساجد في رمضان بالقول "أريد أن يصلي الناس وبينهم مسافه كما صلى المسلمون في عهد عمر بن الخطاب عندما اصيبوا بوباء الطاعون، من يدري فربما بصلاتنا في رمضان ربنا سيرفع عنا هذا المرض".
وعلق مغرد بالقول: "رمضان مر علي المسلمين بس حرصا علي السلامة العامة لازم يمتد الحظر إلي آخر رمضان، ولازم يبقى حظر كامل بحيث ننتهي ان شاء الله من هذا الفيروس بحلول عيد الفطر المبارك، احنا لو من الأول التزمنا بالتعليمات مش كنا وصلنا للأرقام دي".
وبذلك فمسألة الطقوس الجماعية المميزة لشهر رمضان صعبة عند تطبيق إجراءات العزل والحجر الصحي