غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مختص أمني لـ"شمس نيوز": قادةُ المقاومة لا يختبئون وهم وسط أهلهم وجنودهم

سرايا القدس.JPG

شمس نيوز/ القدس المحتلة
ربط المختص في الشأن الأمني محمد أبو شاويش، بين مناورات "السهم القاتل" التي أنهاها جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً، وحادثة (نفق الحرية) التي نعيش ذكراها السنوية الثالثة هذه الأيام.
وقال أبو شاويش في حديث خاص مع "شمس نيوز" :"على وقع انتهاء مناورات "السهم القاتل" التي شاركت فيها تشكيلات الجيش الإسرائيلي بكافة وحداته وأقسامه، وما تبعها من تصريحات إعلامية اعتمدت فيها الآلة الإعلامية العسكرية للعدو، وسائل التهويل، والتضخيم، واستخدمت عبارات الخطر النفسي، والخوف الوجودي، تحل الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد أبطال (نفق الحرية) في المنطقة الوسطى".
واستذكر أبو شاويش أولئك الأبطال الذين كانوا يشقون طريقاً للحرية على أمل الوصول إلى داخل أراضينا المحتلة عبر اجتياز الخط الزائل، متجاوزين بذلك كل قوانين المادة التي تناولناها على مقاعد الدراسة، حين تقدموا يشقون الأرض بإمكانيات بسيطة يعجز الوصف عن تناولها، حيث تم استهداف النفق عبر آلة الحرب الإسرائيلية بصواريخها وغازاتها السامة، ليتفاجأ العالم أجمع وقتها بأن القائد يتقدم الجند، ويسابق الزمن لإنقاذ إخوته وأبنائه من تحت طبقات الأرض المستهدفة، وحين يُسأل القائد عرفات أبو عبد الله: لم تفعل هذا؟. كان الجواب الصاعق كلماتٍ سيسجلها التاريخ بحروف من نور: "إن أبنائي الذين في البيت ليسوا بأغلى من أبنائي الذين داخل النفق".
ولفت أبو شاويش إلى أن قيادات المقاومة لا يختبئون حين تطلب المعارك رجالها، مشيراً إلى أن ادعاء المحلل الأمني أليئور ليفي، بأن قادة الأذرع العسكرية في قطاع غزة، وخاصة الجهاد قلقون جدًا من النشاط المكثف لسلاح الجو الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة في سماء قطاع غزة، مردود عليه، فقادة المقاومة لا يختبئون، وإنما يتخفون، كي لا يكونوا فرائس سائغة للعدو ونيرانه، فهم ينطلقون من قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "استعينوا على قضاء حوائجكم بالسر والكتمان".
وتابع "نحن أمام هذه الكلمات التي صرح بها القائد أبو عبد الله، وعمّدها بدمه وروحه، نعتقد جازمين بأنها تُشكل طريقاً لمن جاء بعده، فما خطّه السابقون يسير عليه اللاحقون، والمعادلة الحقيقية في قاموس المقاومة الفلسطينية بأن القائد يخلفه ألف قائدٍ وقائد".
ولفت أبو شاويش إلى أن أبا عبد الله لم يستشهد لوحده، بل استشهد معه رفيق دربه وساعده الأيمن نائبه الشهيد حسن أبو حسنين، ومعهم ثلة من المجاهدين الأطهار، الذين التقت  أرواحهم لترتقي إلى بارئها في موكب ملائكي مهيب.
وفي البحث عن الخطر النفسي المزعوم التي تحاول الآلة الإعلامية الحربية تسويقه مدعيةً أن حركة الجهاد الإسلامي تعيش لحظات خطر، قال أبو شاويش :"أود هنا الرجوع قليلاً للتذكير بتصريحات قادة العدو الإسرائيلي - آنذاك- حين رددوا بأنهم لم يستهدفوا القائد أبو عبد الله ونائبه أبو حسنين، ولم يكونوا على علم بوجودهما هناك، خوفاً من رد سرايا القدس، ومع هذا النفي إلا أن السرايا أبت إلا أن تُسجل كلمتها، وتترك بصمتها في مواجهة هذا العدوان الغاشم".
ونوه إلى ما قاله الجنرال في شعبة  الاستخبارات بجيش الاحتياط الإسرائيلي يوسي بن آرييه في "هآرتس" قبل شهر بالتمام، "إن الانتفاضة الثانية تركت آثارًا نفسية وسياسية عميقة في أوساط المجتمع الإسرائيلي، والذي حاول إبعادها عن الذاكرة فلم يكتب عنها أو يصنع أفلاماً حولها بصورة مناسبة، حيث تركت الانتفاضة خلفها خوفاً كبيراً على الأمن الشخصي لدى كل إسرائيلي".
وبيّن أبو شاويش أن هذا الخوف لم نشاهده في قادة الجهاد والمقاومة، حتى أن معظهم عاشوا لحظات كادوا يرتقون فيها شهداء من خلال محاولات اغتيال فاشلة، وبعضهم ارتقى في عمليات أخرى، ومع ذلك هم بين أهليهم وجندهم يمارسون دورهم بكل تحدٍ وإصرار، وإن كان التخفي والتمويه هو الغالب في تصرفاتهم وسلوكهم، لكن هذا لا يعني الاختباء بمفهومه الانهزامي، وإنما هو التخفي كأسلوب عسكري صِرف، وفي الحالة الفلسطينية يأتي لاستكمال مسيرة الإعداد واستغلال أي فرصة متاحة  لممارسة دورهم الجهادي، ومشاغلة العدو.
ولفت أبو شاويش إلى أنه في ظل وجود القادة بين جنودها تتجلى عظمة البناء التنظيمي لهياكل المقاومة، فلا فرق في "تغبير" الأقدام في سبيل الله بين رتبة ورتبة، فالكل في سباقٍ مستمر، كما أن الجنود الذين يرون قادتهم بينهم تزداد لديهم الدافعية لحب القتال والاندفاع نحو صفوف العدو.
كما نوه إلى أن هؤلاء الجند يدركون مآرب ما تبثه الماكينة العسكرية الإسرائيلية، من محاولات شق الصف، وزرع بذور الشك، ونزع الثقة بين القادة والصف، مستخدمين الدعايات، والحرب النفسية، والاغتيال المعنوي للوصول إلى حالة الهزيمة النفسية.