غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ارتدينها يوم الإفراج عنه.. ما قصّة أثواب شقيقات الأسير المحرر غازي كنعان؟

الثوب الفلسطيني
شمس نيوز - وكالات

“رح أحتفل فيه سبع ليالي أوّل ما يطلع من السّجن وأكّحل عيوني بشوفته”.. هذا كان نذرها طوال سنوات اعتقال نجلها في معتقلات الاحتلال، لكنّها لم تحضر لحظة الحريّة، لأنها توفّيت قبل نحو أربعة أشهر فقط من يوم الإفراج عنه.

الحاجة فاطمة كنعان، والدة الأسير المقدسي المحرّر غازي كنعان، كانت تعيش صابرةً صامدةً، تواجه السّجان الذي حرمها نجلها، وكانت دائمًا على أمل اللقاء به بعدما قضت محاكم الاحتلال بسجنه لـ11 عامًا.

كانت تشتري أثوابًا فلسطينيةً متنوعة، وتُخبّئها في خزانتها لتلبسها في الليالي التي نذرتها للاحتفال بحريّته.

نحو عشرة أثواب، اشترتها على مدار السنوات الماضية، لكنّها توفّيت، لم تر غازي، ولم تعانقه، ولم تحتفل به، فما كان من شقيقات غازي وبناتهنّ إلّا أن ارتديْن الأثواب الفلسطينية ذاتها في اليوم الأول للإفراج عنه يوم الخميس الماضي (الأول من نيسان).

دلال، نهلة، سميرة، منال، ورانيا هنّ شقيقات غازي اللواتي ارتدين الأثواب إلى جانب بناتهنّ –بعضهنّ أسيرات محرّرات ومنهن أمهات أسرى– لم يغيّرن أو يعدّلن أي شيء على أثواب والدتهنّ، سوى وضع الزنّار فقط.

تقول أماني كنعان ابنة الأسير المحرر غازي لـ”القسطل”: “كانت أمنية جدّتي أن ترى أبي محرّرًا من السجون بعد سنوات طويلة من العذاب والفُقدان والحرمان من لقاء العائلة”.

وتضيف: “كانت تقول في حياتها، سأحتفل بغازي سبع ليالٍ وسألبس في كل يوم ثوبًا. كانت تشتري الأثواب وتحضّرها لترتديها يوم الإفراج عن أبي، وتستقبل المهنئين بها”.

وتشير إلى أنّ جدّتها توفّيت قبل شهور فقط، ولم تنعم بتلك اللحظة، لتقوم عمّاتها بارتداء الأثواب، وتلبية رغبتها وتحقيق نذرها حتى لو فارقت الحياة.

إدارة سجن “ريمون” أفرجت عن الأسير كنعان (48 عامًا) الخميس- وهو من حي رأس العامود في بلدة سلوان- بعدما اعتقله الاحتلال في الرابع من شهر نيسان عام 2010، واتّهمه بعدّة تُهم ثم قضى بسجنه لمدة أحد عشر عامًا.

سبقه قلبُه إلى لُقياها حينما أُبلغ بوفاتها وهو رهن الاعتقال، ولم يسمح له الاحتلال بالمشاركة في تشييعها أو وداعها، لكن.. ما إنّ خطّت قدماه تُراب القدس حتى حملته إلى قبرها، وهُناك بكاها بحُرقة.

وما إن وضع كنعان إكليل الورد على قبر والدته، حتى انفجر بكاءً لأنها لم تكن معه، فما كان من شقيقته إلّا أن واسته بكلماتها وقالت: “والله يا أخوي مبسوطة .. كأنها معنا”، ثم وجّهت حديثها لوالدتها: “يمّا هي غازي طلع يمّا”.