غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"ميلاد الفجر .. شكراً القدس اليوم"

محمد مشتهى.jpg

بقلم/ د. محمد مشتهى

لقد أبْحَرت بنا فضائية قناة القدس اليوم في ذاكرة الجهاد والمقاومة، وصوَّرت لحظات من المجد والعزة والفخار، لتلهب المشاعر من جديد بمسلسل ميلاد الفجر الذي يعيد الصراع مع العدو الصهيوني إلى حقيقته وإلى بداياته، ويوثق بكل براعة حقبة ميلاد فجر جديد منذ عام 1985، ليرسم بكل دقة في التفاصيل لحظات الإعداد والهروب الكبير من السِّجن، وانطلاق ثورة السكاكين، ثم تشكيل العمل المقاوم والمسلح والمنظم، وتنفيذ العمليات الجهادية وصولا اليوم في الحلقة (18) لمعركة الشجاعية الخالدة التي استشهد فيها 5 اقمار "لروحهم المجد والسلام".

أتابع مسلسل ميلاد الفجر كل يوم وانتظره عند الساعة العاشرة مساء، لأنني أشعر أنه مني وأنا منه، فكل ما سمعته في طفولتي وشبابي، أنا اليوم أشاهده بعيوني وكذلك يشاهده معي أبنائي وبناتي ليعيشوا تلك اللحظات المليئة بالعنفوان والطهارة والنقاء والجهاد والمقاومة، كل التحية والتقدير والعرفان لقناة القدس اليوم وللقائمين على ميلاد الفجر، ونتمنى عليهم الإستمرار في توثيق كامل أعمال المقاومة بسلسلة أجزاء من ميلاد الفجر وعدم الاكتفاء بالجزء الأول، لما له من أثر إيجابي كبير في نفوس الجماهير، هذا الأثر بكل تاكيد سيغرس روح الجهاد والمقاومة في نفوس الأطفال والشباب والمتابعين للمسلسل ليصبح بديلا عن مسلسلات التضليل التي تسعى ولازالت تسعى اليها قوى ودول تقف في الطريق المعاكس لدرب الجهاد والمقاومة.

في الحلقة الثامنة عشر من ميلاد الفجر وأنا اتابع لحظات الاشتباك بمعركة الشجاعية وبشكل تلقائي ذرفت عيوني دموع، لا أدري لماذا؟ مع أن المعركة حدثت في ١٩٨٧م، أذَرَفتْ دموعي على فقدان أحبة لنا لم اتشرف برؤيتهم؟ أم ذَرفتْ من حجم الخيانة التي طعنتهم من الخلف؟ لقد شعرت بمرارة فقدانهم، وتمنيت لو أن أراهم لحظة لأقبِّل جباههم وأيديهم، وكأن سراج الذي أستشهد (شخصية الشهيد مصباح الصوري) هو أبي أو اخي أو صديقي الحميم، وكذلك ساري (شخصية الشهيد سامي الشيخ خليل)، وحمادة (شخصية الشهيد محمد الجمل)، وزاهر (شخصية الشهيد زهدي قريقع).

منذ أن شاهدت الحلقة الأولى من ميلاد الفجر وصلت لقناعة بأن هذا العمل الفني المقاوِم هو عمل كبير يحمل رسائل إنسانية ووطنية ودينية وجهادية، لقد كنت أتابع نشر قضبان شباك الحمَّام في غرفة السِّجن في كل حلقة وكأن هذا القضبان يخنقني أنا وأريد أن اقتلعه بيدي، كم كانت انفاسي محبوسة لحظة الهروب، وكم كانت فرحتى كبيرة حينما نجحت عملية الهروب الكبير، وكم شعرت بالحزن عند إعتقال كريم، وكم أشعر بالفخر حينما استمع لكلمات الدكتور وهو يخطط ويدير ويتبادل الرسائل من داخل السجن وخارجه، ورغم أنني قرأت واستمعت للكثير عن تلك الأحداث إلا أنني انتظر بشغف لرؤيتها ومتابعتها في حلقات ميلاد الفجر.

مرة أخرى أجدد تقديري لكل المشاركين في هذا العمل الرائع، رائع بأبطاله وإخراجه وتصويره وقصته وحواره، رائع بضيوفه رائع بالممثلين والممثلات، رائع بالطفل جواد، رائع بألحانه ومونتاجه.

بإختصار: تسمية المسلسل "ميلاد الفجر" لم تأتِ من فراغ، فهو ميلاد فجر للمقاومة، وكذلك هو ميلاد فجر جديد للفن المقاوم، وميلاد فجر جديد لتوثيق مراحل الجهاد والمقاومة.

بكل صدق شكرا لكم فضائية قناة القدس اليوم

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".